يَا رَافِعَ الأَفْلاَكِ فِي العَلْيَاءِ | |
|
| وَمُسَدِّدَ الأَفْهَامِ وَ الآرَاءِ |
|
صِلْنِي بِفِكْرٍ لاَ غَمَامَ يُظِلُّهُ | |
|
| يُنْجِي أَسِيرَ الّلَيْلِ وَالظَّلْمَاءِ |
|
كَمْ طَاوَلَ الصُّبْحُ المَلِيحُ غِيَابَهُ | |
|
| حَتَّى تَقَطَّعَ فِي الشُّرُوقِ رَجَائِي |
|
لَوْ كَانَ يُدْفَعُ ذَا الظَّلاَمُ بِقُوَّةٍ | |
|
| لَبَذَلْتُ جِسْمِيَ جَاهِدًا وَدِمَائِي |
|
لَكِنَّ نجْمَ اللَّيْلِ حَلّتْ ضَيْفَنَا | |
|
| فَتَثَاقَلَتْ نَفْسِي عَنِ الإِقْرَاءِ |
|
أَوْ كَانَ غَيْرُكَ يَا ظَلاَمُ أَلَمَّ بِي | |
|
| لَرَأَى بِبَابِ الأَكْرَمِينَ سَخَائِي |
|
يَامَنْ وِصَالُكَ بَاتَ يُبْكِينِي دَمًا | |
|
| ارْحَلْ رَجَاءً لاَ تُجِفَّ دِمَائِي |
|
ظُلَمٌ مِنَ الشِّرْكِ الكَبِيرِ وَمِثْلَهُ | |
|
| شِرْكٌ صَغِيرٌ بَالِغُ الضَّرَّاءِ |
|
بِدَعٌ أَظَلَّتْ كَالغَمَامِ فِنَاءَنَا | |
|
| وَحُظُوظُ نَفْسٍ تَقْضِى بِالأَهْوَاءِ |
|
وَالنَّاسُ تَبْحَثُ لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا | |
|
| عَنْ مَخْرَجٍ كَتَخَرُّصِ الأَنْوَاءِ |
|
وَمَسَالِكُ السُّعَدَاءِ بَيَّنَهَا الّذِي | |
|
| بَعَثَ الرَّسُولَ بِمُحْكَمِ الأَنْبَاءِ |
|
فَالصُّبْحُ بَادٍ لاَ يُلَبِّسُ نُورَهُ | |
|
| إِلاَّ دُعَاةُ النَّارِ فِي الدَّهْمَاءِ |
|
فَتَبَصَّرِ الزَّحْفَ الّذِي قَدْ حَلَّنَا | |
|
| بِدِيَارِنَا وَالنَّاسُ فِي اسْتِرْخَاءِ |
|
كَمْ جَاهَرَ السُّفَهَاءُ فِينَا بِبَغْيِهِمْ | |
|
| وَضَلاَلِهِمْ مِنْ دُونِ مَا اسْتِحْيَاءِ |
|
وَبِغَيْرِ إِنْكَارِ الرِّجاَلِ وَإِنَّهُ | |
|
| رُكْنُ الدِّيَانَةِ لاَزِمُ الإبْدَاءِ |
|
بَلْ قَدْ تُنُكِّرَ مَنْ تَعَاهَدَ دِينَهُ | |
|
| بِدِيَارِ عِزِّ الأَهْلِ وَالآبَاءِ |
|
اقْرَأْ سَلاَم َاللهِ بَالِغَ قَرْيَتِي | |
|
| يَوْمَ اسْتُعِيرَ الضُّرُّ بِالسَّرَّاءِ |
|
يَوْمًا تَصَبَّحَنَا البَغِيُّ بِقَوْلَةٍ | |
|
| وَتَرَدَّدَتْ ذِكْرًا بِكُلِّ مَسَاءِ |
|
بَلَدُ السًّلاَمِ وَخَيْرُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ | |
|
| أَضْحَتْ مَلاَذَ الكُفْرِ والإِخْطَاءِ |
|
سَبُّ العَظِيمِ وَتِلْكَ أَبْشَعُ كِلْمَةٍ | |
|
| شَرُّ الفَرَايَا عَظِيمَةُ الأَسْوَاءِ |
|
عَنْهَا تَنَزَّهَ كُلُّ عَبْدٍ مُشْرِكٍ | |
|
| عَبَدَ الصَّلِيبَ وَلاَذَ بِالجَوْزَاءِ |
|
وَتَقَزَّزَتْ مِنْهَا اليَهُودُ وَكَوْرَةٌ | |
|
| أَلِفَتْ قَبِيحَ القَوْلِ والآرَاءِ |
|
قَوْلٌ تَنَكَّرَهُ الكَذُوبُ وَ قَبْلَهُ | |
|
| حَكَمَتْ بِكُفْرِهِ فِرْقَةُ الإِرْجَاءِ |
|
وَاسْتَنْفَرَ الشَّيْطَانُ مِنْهَا خَشْيَةً | |
|
| أَلاَّ يُوَفَّى بَعْدَهَا بِبَقَاءِ |
|
قَوْلٌ تَفَطَّرَتِ السَّمَاءُ لِقُبْحِهِ | |
|
| وَرَغَى الصَّعِيدُ لِشِدَّةِ الاضْنَاءِ |
|
وَالرِّيحُ رَامَتْ أَنْ تَهِيجَ بِأَهْلِهِ | |
|
| وَالرَّعْدُ زَمْجَرَ فَوْقَهَا بِنِدَاءِ |
|
وَالبَرْقُ سَبَّحَ بُكْرَةً وَمُعَشِّيًا | |
|
| مِنْ هَوْلِهَا وَالمُزْنُ ذَاتُ رُغَاءِ |
|
وَتَزَلْزَلَتْ تِلْكَ الكَوَاكِبُ هَيْبَةً | |
|
| وَتَنَاثَرَتْ كَتَنَاثُرِ الحَصْبَاءِ |
|
وَتَصدَّعَتْ مِنْهَا الجِبَالُ وَأَقْفََرتْ | |
|
| زَهْوُ المُرُوجِ كَبَلْقَعِ الصَّحْرَاءِ |
|
قَدْ هَيَّجَتْ نَبْتَ الحُقُولِ فَأَصْفَرَتْ | |
|
| مِنْهَا الخُضَارُ وَإِنْ سُقَتْ بِالمَاءِ |
|
وَهَوَامُ الأرْضِ تَأَلَّمَتْ وَتَحَسَّرَتْ | |
|
| وَالعِيرُ أَدْمَتْ مُقْلَهَا بِبُكَاءِ |
|
وَأَرَى عِبَادًا مِنْ فَصِيلِ مُحَمَّدٍ | |
|
| غُلْف القُلُوبِ وَمَيِّتِي الأَحْشَاءِ |
|
لاَ يَغْضَبُونَ وَلاَ يُحَرِّكُ غَيْرَةً | |
|
| بِقُلُوبِهِمْ كَسَوَائِرِ الأَحْيَاءِ |
|
سَبُّ الإلَهِ وَمَاذَا بَعْدَ إلَهِنَا؟ | |
|
| سُبْحَانَ رَبِّكَ صَارِفِ الأَهْوَاءِ |
|
وَالجَهْلُ بِالتَّوْحِيدِ ذَاكَ شِعَارُهُمْ | |
|
| وَدِثَارُهُمْ مِنْ سَائِرِ الدَّهْمَاءِ |
|
ثُمَّ العِبَادَةُ إِذْ تُصَرَّفُ جَهْرَةً | |
|
| لِذَوِي القِبَابِ وَجِنَّةِ القُرَنَاءِ |
|
وَكَذَا المَقَابِرُ فَالمَقَابِرُ عِنْدَهُمْ | |
|
| تَأْوِي الإلَهَ مُقَسَّمَ الأَجْزَاءِ |
|
وَالحُكْمُ حُكْمُ اللهِ أَمْسَى يُزْدَرَى | |
|
| وَيُقَابَلُ التَّشْرِيعُ بِاسْتِهْزَاءِ |
|
وَيُكَذَّبُ القُرْآنُ أَيْضًا مِثْلَمَا | |
|
| قَدْ كُذِّبَ المُخْتَارُ بِالإِسْرَاءِ |
|
وَالسِّحْرُ يُقْضَى كَالدَّوَاءِ وَإِنَّهُ | |
|
| شَرُّ السِّقَامِ خُلاَصَةُ الأَدْوَاءِ |
|
وَحُكُومَةُ الكُهَّانِ أَنْفَذُ فِيهِمُ | |
|
| مِنْ قَوْلَةِ المَرْضيِّ بِالإِفْتَاءِ |
|
وَالحِلُّ مَا حَلَّ اليَمِينَ وَمِثْلُهُ | |
|
| حَرُمَ الّذِي قَدْ طَارَ فِي العَلْيَاءِ |
|
وَالحَلْفُ جَارٍ بِالرَّسُولِ وَنَحْوَهُ | |
|
| حِلْفٌ بِرَأْسِ الأَهْلِ وَالآبَاءِ |
|
وَكَذَا التَّمَائِمُ زُخْرِفَتْ وَتُعُلِّقَتْ | |
|
| كَقَلاَئِدِ اليَاقُوتِ لِلْعَذْرَاءِ |
|
أَمَّا الرِّيَاءُ فَذَاكَ أَخْفَى وِجْهَةً | |
|
| مِنْ مِشْيَةٍ لِلنَّمْلِ بِالصَّمَّاءِ |
|
وَتَطَيَّرُوا بِالعَالَمِينَ وَأَحْجَمُوا | |
|
| وَتَشَاءَمُوا بِطَبَائِعِ الأَشْيَاءِ |
|
تَرَكُوا الصَّلاَةَ وَلِلزَّكَاةِ تَنَكَّرُوا | |
|
| وَإِذَا تُؤَدَّى تُمَنُّ بِالآلاَءِ |
|
وَالفِطْرُ فِي رَمَضَانَ شَرٌّ قَدْ بَدَى | |
|
| بَعْدَ النَّكِيرِ وَغُرْبَةٍ بِبِدَاءِ |
|
وَالحَجُّ ذَاكَ النُّسْكُ أَضْحَى صِبْغَةً | |
|
| لِذَوِي الفُجُورِ كَصِبْغَةِ الحِرْبَاءِ |
|
وَعَنِ المَعَاصِي وَالدَّنَايَا لاَ تَسَلْ | |
|
| فَسَرَابُهَا كَمَظَلَّةٍ سَوْدَاءِ |
|
أَغْشَتْ دِيَارَ القَوْمِ ثُمَّ تَقَزَّعَتْ | |
|
| وَتَفَرَّقَتْ فِي سَائِرِ الأَرْجَاءِ |
|
مَا قَارَفَتْ مِنْ حَيٍّ إلاَّ تَمَكَّنَتْ | |
|
| بَلْ عَشَّشَتْ وَتَكَاثَرَتْ بِحَذَاءِ |
|
فَالنَّفْسُ أَيْسَرُ مِنْ تَصَيُّدِ طَائِرٍ | |
|
| وَدِمَاؤُهَا كَسِقَايَةٍ مِنْ مَاءِ |
|
هَذِي الخُمُورُ وَقَدْ أَلِفْنَا رِيحَهَا | |
|
| وَشَرَابُهَا قَدْ صَارَ لِلإِرْوَاءِ |
|
أُمُّ الخَبَائِثِ لاَ يُجَمِّعُ دُونَهَا | |
|
| نَادِي الحَمِيرِ وَعَرَّةُ النُّدَمَاءِ |
|
وَرِبَى البُنُوكِ مُنَوَّعٌ أَشْكَالُهَا | |
|
| مَغْشِيَّةٌ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتِثْنَاءِ |
|
بَذْلُ الرَّشَاوَى كَذَا المُكُوسُ كَأَنَّمَا | |
|
| ضَاقَ الحَلاَلُ لِكَثْرَةِ الإغْرَاءِ |
|
عَمَلُ اللُّصُوصِ مُقَنَّنٌ فِي عُرْفِهَا | |
|
| وَحِرَابُهُمْ وَقَطِيعَةُ الآبَاءِ |
|
وَحَرَائِرُ الإسْلاَم ِبَاتَتْ سِلْعَةً | |
|
| مَعْرُوضَةً كَنَخَاسَةِ الأَفْيَاءِ |
|
وَزِنَى المَحَارٍمٍ تِلْكَ أَقْتَمُ ظُلْمَةً | |
|
| بِسَوَادِهَا مِنْ لَيْلَةٍ لَيْلاَءِ |
|
وَكَذَا الدِّيَاثَةُ فِي الأَسَافِلِ إِنَّهَا | |
|
| رَمَدُ العُيُونِ كَآبَةُ العَيْنَاءِ |
|
وَتَشَبَّهَتْ نِسْوَانُهَا بِرِجَالِهَا | |
|
| وَتَمَثَّلَ الذُّكْرَانُ بِالحَوْرَاءِ |
|
وَتَبَرُّجٌ مَلأَ الشَّوَارِعَ مَنْظَرًا | |
|
| كَقَبِيحِ لَوْنِ العَذْرَةِ الشَّهْبَاءِ |
|
ثُمَّ اخْتِلاَطُ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ | |
|
| بِقَطِيعِ عَنْزٍ سِيقَ بِالبَطْحَاءِ |
|
تِلْكَ الطُّبُولُ كَذَا المَزَامِرُ مِثْلُهَا | |
|
| مُجَنُ الغِنَاءِ وَرَنَّةُ المَكَّاءِ |
|
أَخْلاَقُهُمْ كَذِبٌ وَبُهْتٌ مُفْتَرًى | |
|
| وَشُهُودُ زُورٍ وَاخْتِلاقُ رِوَاءِ |
|
أَكْلُ اللُّحُومِ بِغِيبَةٍ وَسِبَابُهُمْ | |
|
| يُرْدِي السَّمِيعَ بِمَنْزِلِ الصَّمَّاءِ |
|
وَالغَدْرُ فِيهِمْ وَالخَدِيعَةُ إِنَّمَا | |
|
| تُؤْتَى كَوَجْهِ تَفَطُّنٍ وَذَكَاءِ |
|
حَسَدُ المُنَعَّمِ وَالتَّشَمُّتُ بِالّذِي | |
|
| قَدْ يُبْتَلَى بِالسُّوءِ وَالضَّرَّاءِ |
|
وَالذُّلُّ حَالُ الأَرْذَلِينَ وَنَحْوَهُ | |
|
| سَارَ المُنَعَّمُ مِشْيَةَ الخُيَلاَءِ |
|
غَضَبٌ شَدِيدٌ غِلْظَةٌ وَفَظَاظَةٌ | |
|
| عَبَسُ الوُجُوهِ يَؤُولُ لِلشَّحْنَاءِ |
|
وَتَجَسُّسٌ وَتَحَسُّسٌ وَتَنَمُّمٌ | |
|
| وَتَنَقُّصُ العَالِينَ وَالأَكْفَاءِ |
|
بُخْلٌ بِذَاتِ الكَفِّ ثُمَّ إِسَاءَةٌ | |
|
| لِلظَنِّ بَعْدَ الصِّدْقِ وَالإبْرَاءِ |
|
هَذَا لَعَمْرُك حَالُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ | |
|
| بَعْدَ التُّقَى وَتَنَكُّرِ الأقْذَاءِ |
|
فَاحْذَرْ لِدِينِكَ أَنْ يُهَدَّ لِسَقْطَةٍ | |
|
| فَالشَرُّ يَغْشَى النَّاسَ كَالعَدْوَاءِ |
|
وَاسْمَعْ قَصِيدِي يَا مُفَرِّطُ إِنَّهُ | |
|
| خَيْرُ الدَّلِيلِ لِسَالِكِ البَيْدَاءِ |
|
فَتَعَرُّفُ البَلْوَى يُجَنِّبُ وَصْلَهَا | |
|
| وَالجَهْلُ أَصْلُ الفِتْنَةِ الغَمَّاءِ |
|
وَالنَّظْمُ بَابٌ لِلرَّشَادَةِ مُفْرَعٌ | |
|
| لِذَوِي القُلُوبِ وَمُحْسِنِي الإصْغَاءِ |
|
وَالشِّعْرُ صِنْوُ النَّبْلِ يَفْرِي فَرْيَهُ | |
|
| يَوْمَ احْتِكَامِ النَّاسِ لِلهَيْجَاءِ |
|
جَمَعَ الكَلاَمُ شَتَاتَهُ فِي مِعْصَمِي | |
|
| وَرَمَى المُخَالِفَ رَمْيَةَ الأَعَْداءِ |
|
فَاقْبَلْ هَدَاكَ اللهُ قَوْلَةَ مُشْفِقٍ | |
|
| بَرٍّ رَحِيمٍ نَاصِحِ الآرَاءِ |
|
نَظَرَ الخَلاَئِقَ لَيْلَةً فَبَدَا لَهُ | |
|
| مَا أَلْزَمَ الإنْكَارَ بِالأَسْمَاءِ |
|