إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ومِنْ صِغَري |
فرَدْتُ على المدى بصري |
فلَمَّ مفاتنَ الكونِ |
وخَبأَ لي |
جمالاً دونَ أنْ أدري |
عرفتُ تسلّقَّ الشّجرِ |
قطفتُ ثمارَ مشمشةٍ |
تجودُ بأوّلِ العُمرِ |
وكمْ طابتْ ليَ الوِقفاتُ سارحةً |
على الجسرِ |
أراقبُ كلّ ماحولي |
وتسبيني النواعيرُ |
تدورُ ..وصوتها يعلو |
يعانقُ صوتَ مئذنةٍ |
شَدَتْ في الجامع الّنوري |
ونادتني أيا أنتِ:إلى البيتِ |
هناكَ سوايَ منتظرُ |
وأحسبكِ تأخّرْتِ |
أسارعُ أقطعُ القبْوةْ |
بدربٍ ضيِّقٍ عتمِ |
إلى أمّي |
فتحضنني |
وتمسحُ شَعْرِيَ المجدولَ |
ميّالاً على ظهري |
وتتركني |
ويطرقُ بابنا الّليلُ |
ويبحرُ جفنيَ المكسورُ مِنْ نَعَسٍ |
إلى بوابةِ الحُلمِ |
على أنّاتِ ناعورةْ |
تشقُّ الّليلَ مذعورةْ |
وتسألني: |
أَ ألقاكِ؟؟غداً والصبحُ يبتسمُ |
على الدّربِ |
معَ الأصحابِ ذاهبةً لمدرسةٍ |
تبثُّ النّورَ في القلبِ |
شرائطكِ كنجمِ الّليلِ ناصعةً على الشّعرِ |
وثَمَّةَ بسمة حيرى على الثّغرِ |
فأهديكِ جميلَ البوحِ والعشقِ |
وأترككِ |
لضفرِ جدائلِ الشّمسِ |
على أنفاسِ شحرورةْ |
تغنّي المَيجناتشدو |
بصوتٍ ساحرٍ مُدّا |
بآمالٍ إلى النّفْسِ |
وضَمَّ القلبَ مسرورا |
وتنتبهينَ |
تلتفتينَ مسرعةً |
لصاحبةٍ نأتْ عنكِ |
تنادينَ التي ابتعدتْ |
وتسبقكِ |
ومرتْ هكذا الأيامُ تنقلبُ |
وحينَ كبرتُ فتشتُ |
عن المخزونِ في ذاتي |
عنِ الماضي |
عنِ الآتي |
لماذا أعشقُ الكونا؟ |
لماذا الشعرُ في قلبي؟ |
لماذا أبدعُ الفنّا؟ |
وكم أنسابُ في لحنٍ |
وفي صوتٍ إذا غنّى |
تعمقتُ |
وأدركتُ |
وجودَ اللهِ في زهرٍ إذا أزهرْ |
وفي ثمرٍ إذا أثمرْ |
وفي غصنٍ إذا مالا |
وهَزْهَزَ غصنهُ الأخضرْ |
وفي ريحٍ إذاهبّتْ |
وفي غيمٍ إذا أمطرْ |
وفي رعدٍ وفي برقِ |
وفي خَلْقٍ وفي النطقِ |
وفي نجمٍ وفي قمرٍ |
وفي سمْعٍ وفي بصرِ |
بكلِّ الكونِ يبدو لي |
فأعبدهُ |
وأحمدهُ |
وأشكرهُ على النعمِ |
وأدركُ أنّنا جئنا |
إلى الدنيا كما أوحى |
ونُمْتحنُ |
فمَن أخطا إلى سَقرٍ |
وتفرحُ أهلها ..عدْنُ |
وألمحُ غصنَ أشجارٍ |
تعرّى..باحثاً عنّي |
ليخبرني |
بأنَّ النّاسَ منْ طينٍ |
تساووا..عندما خُلِقوا |
فلا الألقابُ ترفعهمْ |
ولا الأموالُ تنفعهمْ |
وبينَ النّاسِ لافرقُ |
بغيرِ الدّينِ والتّقوى |
وفعلِ الخيرِ والكرمِ |
فيا ربي |
إذا كانَ الوفا ذنبي |
وحبُّ الكونِ في قلبي |
فسامحني |
لأنّي لستُ تائبةً |
ومنكَ العفوياربّي |