عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > غادة البدوي > البحثُ في الأعماق

سورية

مشاهدة
931

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

البحثُ في الأعماق

ومِنْ صِغَري
فرَدْتُ على المدى بصري
فلَمَّ مفاتنَ الكونِ 
وخَبأَ لي
 جمالاً دونَ أنْ أدري
عرفتُ تسلّقَّ الشّجرِ
قطفتُ ثمارَ مشمشةٍ
تجودُ بأوّلِ العُمرِ
وكمْ طابتْ ليَ الوِقفاتُ سارحةً
على الجسرِ
أراقبُ كلّ ماحولي
وتسبيني النواعيرُ
تدورُ ..وصوتها يعلو
يعانقُ صوتَ مئذنةٍ
شَدَتْ في الجامع الّنوري
ونادتني أيا أنتِ:إلى البيتِ
هناكَ سوايَ منتظرُ
وأحسبكِ تأخّرْتِ
أسارعُ أقطعُ القبْوةْ
بدربٍ ضيِّقٍ عتمِ
إلى أمّي
فتحضنني
وتمسحُ شَعْرِيَ المجدولَ
ميّالاً على ظهري
وتتركني
ويطرقُ بابنا الّليلُ
ويبحرُ جفنيَ المكسورُ مِنْ نَعَسٍ
إلى بوابةِ الحُلمِ
على أنّاتِ ناعورةْ
تشقُّ الّليلَ مذعورةْ
وتسألني:
أَ ألقاكِ؟؟غداً والصبحُ يبتسمُ
على الدّربِ
معَ الأصحابِ ذاهبةً لمدرسةٍ
تبثُّ النّورَ في القلبِ
شرائطكِ كنجمِ الّليلِ ناصعةً على الشّعرِ 
وثَمَّةَ بسمة حيرى على الثّغرِ
فأهديكِ جميلَ البوحِ والعشقِ
وأترككِ
لضفرِ جدائلِ الشّمسِ
على أنفاسِ شحرورةْ
تغنّي المَيجناتشدو
بصوتٍ ساحرٍ مُدّا
بآمالٍ إلى النّفْسِ
وضَمَّ القلبَ مسرورا
وتنتبهينَ
تلتفتينَ مسرعةً
لصاحبةٍ نأتْ عنكِ
تنادينَ التي ابتعدتْ
وتسبقكِ
ومرتْ هكذا الأيامُ تنقلبُ
وحينَ كبرتُ فتشتُ
عن المخزونِ في ذاتي
عنِ الماضي 
عنِ الآتي
لماذا أعشقُ الكونا؟
لماذا الشعرُ في قلبي؟
لماذا أبدعُ الفنّا؟
وكم أنسابُ في لحنٍ
وفي صوتٍ إذا غنّى
تعمقتُ
وأدركتُ
وجودَ اللهِ في زهرٍ إذا أزهرْ
وفي ثمرٍ إذا أثمرْ
وفي غصنٍ إذا مالا
وهَزْهَزَ غصنهُ الأخضرْ
وفي ريحٍ إذاهبّتْ
وفي غيمٍ إذا أمطرْ
وفي رعدٍ وفي برقِ
وفي خَلْقٍ وفي النطقِ
وفي نجمٍ وفي قمرٍ
وفي سمْعٍ وفي بصرِ
بكلِّ الكونِ يبدو لي
فأعبدهُ
وأحمدهُ
وأشكرهُ على النعمِ
وأدركُ أنّنا جئنا
 إلى الدنيا كما أوحى
ونُمْتحنُ
فمَن أخطا إلى سَقرٍ
وتفرحُ أهلها ..عدْنُ
وألمحُ غصنَ أشجارٍ 
تعرّى..باحثاً عنّي
ليخبرني
بأنَّ النّاسَ منْ طينٍ
تساووا..عندما خُلِقوا
فلا الألقابُ ترفعهمْ
ولا الأموالُ تنفعهمْ
وبينَ النّاسِ لافرقُ
بغيرِ الدّينِ والتّقوى
وفعلِ الخيرِ والكرمِ
فيا ربي
إذا كانَ الوفا ذنبي
وحبُّ الكونِ في قلبي
فسامحني
لأنّي لستُ تائبةً
ومنكَ العفوياربّي
غادة البدوي
من ديوان: - مرافئ القلوب

القصيدة الثانية في مجموعتي الشعرية مرافئ القلوب 1999م
بواسطة: غادة البدوي
التعديل بواسطة: غادة البدوي
الإضافة: الأربعاء 2015/01/14 10:32:15 صباحاً
التعديل: الأحد 2021/03/14 10:05:09 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com