كنّا سُدَى ومصيرُنا الآتي سُدَى
|
نامي على زندي فتلك وسادتي
|
ألقيتُها للنجمِ كي يتوسّدا
|
نامي فشَعرُكِ مَسّدتْهُ أناملي
|
وأظنُّه خيراً بألاّ يُمْسَدا
|
إنّي لأخشَى إنْ رأتني نجمةٌ
|
وأنا أُمسِّدُهُ الدّجََى أن تَحْسُدا
|
وأرى المصيرَ إلى كسادٍ بئسَ مَنْ
|
كانتْ نهايةُ أمرِهِ أن يكسدا
|
كنّا سُدَىً من قبلِ أن كنّا وقد
|
صرنا سُدَىًً ومصيرُنا الآتي سُدَى
|
|
نامي على زندي فإنّ ملامحي
|
في الليلةِ الظلماءِ قطعاً لا تُرَى
|
ما كان من حُلْمٍ سترتُ شعاعَهُ
|
وغرقتُ في أسفي على أن أستُرا
|
لم أدرِ أن العُمْرَ ظِلُّ غمامةٍ
|
ومن الغباءِ غمامةٌ أن تُشتَرَى
|
بَتَرَ الزمانُ العمرَ أجزاءً فهل
|
يخشى الزمانُ عُمُورَهُ أن تُبترا
|
ويقالُ إن الدهرَ يبقى سائراً
|
فهل الزمان له خلودٌ يا تُرَى؟!
|
|
نامي فللزهر الجنيِّ نداوةٌ
|
ولأنتِ مثلُ الزهرِ ينفحُني الشذَى
|
ولآنتِ كالأرضِ العذيّة نِعْمَ ما
|
ولبئس أرضٌ لا يكون بها عَذَى
|
وأرى القذَى يؤذي النواظرَ إنما
|
مرأى الجمالِ يُزيل عن عيتي القذَى
|
يهذي ابنُ آدمَ أو يقولُ هدايةً
|
تُنْسَى، ويُذْكَرُ هَذْيُهُ لمّا هذَى
|
يا ليتَهُ ما قال قولاًٍ صائباً
|
أو خائباً فالخُسْرُ في هذا وذا
|
|
نامي ولا تُصغي إلى حُكْم القضا
|
فالدهرُ كالقاضي إذا يوماً قضى
|
قد يُخطىءُ القاضي فيحكمُ جائراً
|
والدهر قاضٍ ليس يحظَى بالرضى
|
إنّي انتظرتُ العدلَ في الدنيا وقد
|
طال انتظاريهِ على جَمْرِ الغَضَى
|
وأنا رهينٌ للقضا ولو انني
|
اسطيعُ طيراً طِرْتُ رُعْباً في الفَضَا
|
|
يقيَّدنا الإمْضَا فيا ليتَ أننا
|
قدرنا وما كنا على وَرَقٍ نمضي
|
وقد يُؤْرِقُ الهمُّ العيونَ فلمْ تكنْ
|
بقادرةٍ ليلاً على مُتعةِ الغَمْضِ
|
ونأكلُ حُلواً لا يروقُ فإذْ بنا
|
نقيءُ لما في الجوفِ من طعمةِ الحمْضِ
|
ونبني قصوراً أو بيوتاً وبعضُنا
|
يُقيم خِصاصاً لا يقينَ من الرَّمْضِ
|
ويبقى الذي شِدْناهُ فاعجبْ لنا بما
|
بنينا، ولكنْ نحن في سفرٍ نمضي
|
|
دعا ابنه الوقّاصَ* ذاكَ تيمّناً
|
ولكنّه في الدهر لم يأمنِ الوَقْصَا
|
وذاك زياداً والزيادةُ لم تُفِدْ
|
بعُمْرٍ وما قد زادَ قد جَلَبَ النقصا
|
فإن تَعقِصُ* الحسناءُ شَعْراً مُطَوّلاٍ
|
تَقُلْ ماشطاتُ الشَّعرِ ما أجملَ العَقْصا
|
وقد وَلِعَتْ بالرقصِ نفسُ ابنِ آدمٍ
|
ويشعرُ بالنقصان!ذْ يجهلُ الرّقصا
|
فإن تَدْعُهُ للرقصِ جاءَ مُلَبِّياً
|
وغيرَ مُلَبٍّ حين تدعو إلى الأقصَى
|
|
أغاديكِ بالأشعار كيما تجاوبي
|
فأقرأُ ما تُوحي إليكِ قصائدي
|
فيسحرُني منكِ البيانُ ومنطقٌ
|
جميلٌ ويزهو لي كدُرِّ القلائدِ
|
ووجهُكِ ما أحلاه هِمْتُ بحسنِِهِ
|
يُغرِّدُ في صدري كبلبل صائدِ
|
أراهُ حزيناً رُبَّ وَجْهٍ عشقتُهُ
|
يجودُ بعُتباهُ، ولي غيرُ جائدِ
|
إذا أنا لم أُمنحْ حبيباً يَوَدُّني
|
فحُبي ضياعٌ في بوادٍ بوائدِ
|