أَعُقابٌ في عَنانِ الجَوِّ لاح | |
|
| أَم سَحابٌ فَرَّ مِن هَوجِ الرِياح |
|
أَم بِساطُ الريحِ رَدَّتهُ النَوى | |
|
| بَعدَ ما طَوَّفَ في الدَهرِ وَساح |
|
أَو كَأَنَّ البُرجَ أَلقى حوتَهُ | |
|
| فَتَرامى في السَماواتِ الفِساح |
|
أَقبَلَت مِن بُعُدٍ تَحسَبُها | |
|
| نَحلَةً عَنَّت وَطَنَّت في الرِياح |
|
يا سِلاحَ العَصرِ بُشِّرنا بِهِ | |
|
| كُلُّ عَصرٍ بِكَمِيٍّ وَسِلاح |
|
إِنَّ عِزّاً لَم يُظَلَّل في غَدٍ | |
|
| بِجَناحَيكَ ذَليلٌ مُستَباح |
|
فَتَكاثَر وَتَأَلَّف فَيلَقاً | |
|
| تَعصِمُ السِلمَ وَتَعلو لِلكِفاح |
|
مِصرُ لِلطَيرِ جَميعاً مَسرَحٌ | |
|
| ما لَنا فيهِ ذُنابى أَو جَناح |
|
رُبَّ سِربٍ قاطِعٍ مَرَّ بِهِ | |
|
| هَبَطَ الأَرضَ مَلِيّاً وَاِستَراح |
|
لِمَ لا يُفتَنُ فِتيانَ الحِمى | |
|
| ذَلِكَ الإِقدامُ أَو ذاكَ الطِماح |
|
مِن فَتىً حَلَّ مِنَ الجَوِّ بِهِم | |
|
| فَتَلَقّوهُ عَلى هامٍ وَراح |
|
إِنَّهُ أَوَّلُ عُصفورٍ لَهُم | |
|
| هَزَّ في الجَوِّ جَناحَيهِ وَصاح |
|
دَبَّت الهِمَّةُ فيهِ وَمَشَت | |
|
| عَزَماتٌ مِنكَ يا حَربُ صِحاح |
|
ناطَحَ النَجمَ فَتىً عَلَّمتُهُ | |
|
| في حَياةٍ حُرَّةٍ كَيفَ النِطاح |
|
لَكَ في الأَجيالِ تِمثالٌ مَشى | |
|
| وَجَدوا الرُشدَ عَلَيهِ وَالصَلاح |
|
جاوَزَ النيلَ وَعَبرَيهِ إِلى | |
|
| أَكَمِ الشامِ وَهاتيكَ البِطاح |
|
فارِسَ الجَوِّ سَلامٌ في الذُرى | |
|
| وَعَلى الماءِ وَمِن كُلِّ النَواح |
|
ثِب إِلىالنَجمِ وَزاحِم رُكنَهُ | |
|
| وَاِمتَلِئ مِن خُيَلاءٍ وَمِراح |
|
إِنَّ هَذا الفَتحَ لا عَهدَ بِهِ | |
|
| لِضِفافِ النيلِ مِن عَهدِ فِتاح |
|
تِلكَ أَبوابُ السَماءِ اِنفَتَحَت | |
|
| ما وَراءَ البابِ يا طَيرَ النَجاح |
|
أَسَماءُ النيلِ أَيضاً حَرَمٌ | |
|
| مِن طَريقِ الهِندِ أَم جَوٌّ مُباح |
|
عَينُ شَمسٍ مُلِأَت مِن مَوكِبٍ | |
|
| كانَ لِلأَبطالِ أَحياناً يُتاح |
|
رُبَّما جَلَّلَ وَجهَ الأَرضِ أَو | |
|
| رُبَّما سَدَّ عَلى الشَمسِ السَراح |
|
إِن يَفُتهُ الجَيشُ أَو رَوَّعتُهُ | |
|
| لَم يَفُتهُ النَشَأُ الزُهرُ الصِباح |
|
وَفِدى فائِزَةٍ سُمرُ القَنا | |
|
| وَفِدى حارِسِها بيضُ الصِفاح |
|
وَلَقَد أَبطَأَت حَتّى لَم يَنَم | |
|
| لِلحِمى لَيلٌ وَلَم يَنعَم صَباح |
|
فَاِبتَغي العُذرَ كِرامٌ وَاِنبَرَت | |
|
| أَلسُنٌ في الثَلمِ وَالهَدمِ فِصاح |
|
تَلتَوي الخَيلُ عَلى راكِبِها | |
|
| كَيفَ بِالعاصِفِ في يَومِ الجِماح |
|
لَيسَ مَن يَركَبُ سَرجاً لَيِّناً | |
|
| مِثلَ مَن يَركَبُ أَعرافَ الرِياح |
|
سِر رُوَيداً في فَضاءٍ سافِرٍ | |
|
| ضاحِكِ الصَفحَةِ كَالفِردَوسِ صاح |
|
طَرَفَت عَيناً بِهِ الشَمسُ فَلَو | |
|
| خُيِّرَت لَم تَتَحَفَّز لِلرَواح |
|
وَتَكادُ الطَيرُ مِن خِفَّتِهِ | |
|
| تَتَعالى فيهِ مِن غَيرِ جَناح |
|
قِف تَأَمَّل مِن عُلُوٍّ قُبَّةً | |
|
| رُفِعَت لِلفَصلِ وَالرَأيِ الصُراح |
|
نَزَلَ النُوّابُ فيها فِتيَةً | |
|
| في جَناحٍ وَشُيوخاً في جَناح |
|
حَمَلوا الحَقَّ وَقاموا دونَهُ | |
|
| كَرَعيلِ الخَيلِ أَو صَفِّ الرِماح |
|
يا أَبا الفاروقِ مَن تَرعى فَفي | |
|
| كَنَفِ الفَضلِ وَفي ظِلِّ السِماح |
|
أَنتَ مِن آباؤُكِ السُحبُ وَما | |
|
| في بِناءِ السُحُبِ الأَيدي الشِحاح |
|
يَدُكَ السَمحَةُ في الخَيرِ وَفي | |
|
| هِمَّةِ الغَرسِ وَفي أُسوِ الجِراح |
|
نَحنُ أَفلَحنا عَلى الأَرضِ بِكُم | |
|
| وَرَجَونا في السَماواتِ الفَلاح |
|