يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد | |
|
| وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهاد |
|
بانِيَ صَرحِ المَجدِ أَنتَ الَّذي | |
|
| تَبني بُيوتَ العِلمِ في كُلِّ ناد |
|
بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم | |
|
| وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد |
|
أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا | |
|
| قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد |
|
نَقّادُ أَعمالِكَ مُغلٍ لَها | |
|
| إِذا غَلا الدُرُّ غَلا الاِنتِقاد |
|
ما أَصعَبَ الفِعلَ لِمَن رامَهُ | |
|
| وَأَسهَلَ القَولَ عَلى مَن أَراد |
|
سَمعاً لِشَكوايَ فَإِن لَم تَجِد | |
|
| مِنكَ قُبولاً فَالشَكاوى تُعاد |
|
عَدلاً عَلى ما كانَ مِن فَضلِكُم | |
|
| فَالفَضلُ إِن وُزِّع بِالعَدلِ زاد |
|
أَسمَعُ أَحياناً وَحيناً أَرى | |
|
| مَدرَسَةً في كُلِّ حَيٍّ تُشاد |
|
قَدَّمتَ قَبلي مُدُناً أَو قُرى | |
|
| كُنتُ أَنا السَيفَ وَكُنَّ النِجاد |
|
أَنا الَّتي كُنتُ سَريراً لِمَن | |
|
| سادَ كَإِدوَردَ زَماناً وَشاد |
|
قَد وَحَّدَ الخالِقَ في هَيكَلٍ | |
|
| مِن قَبلِ سُقراطَ وَمِن قَبلِ عاد |
|
وَهَذَّبَ الهِندُ دِياناتِهِم | |
|
| بِكُلِّ خافٍ مِن رُموزي وَباد |
|
وَمِن تَلاميذي موسى الَّذي | |
|
| أوحِيَ مِن بَعدُ إِلَيهِ فَهاد |
|
وَأُرضِعَ الحِكمَةَ عيسى الهُدى | |
|
| أَيّامَ تُربي مَهدُهُ وَالوِساد |
|
مَدرَسَتي كانَت حِياضَ النُهى | |
|
| قَرارَةَ العِرفانِ دارَ الرَشاد |
|
مَشايِخُ اليونانِ يَأتونَها | |
|
| يُلقونَ في العِلمِ إِلَيها القِياد |
|
كُنّا نُسَمّيهِم بِصِبيانِهِ | |
|
| وَصِبيَتي بِالشَيبِ أَهلُ السَداد |
|
ذَلِكَ أَمسي ما بِهِ ريبَةٌ | |
|
| وَيَومِيَ القُبَّةُ ذاتُ العِماد |
|
أَصبَحتُ كَالفِردَوسِ في ظِلِّها | |
|
| مِن مِصرَ لِلخَنكا لِظِلّي اِمتِداد |
|
لَولا جُلّى زَيتونِيَ النَضرِ ما | |
|
| أَقسَمَ بِالزَيتونِ رَبُّ العِباد |
|
الواحَةُ الزَهراءُ ذاتُ الغِنى | |
|
| تُربي الَّتي ما مِثلِها في البِلاد |
|
تُريكَ بِالصُبحِ وَجُنحِ الدُجى | |
|
| بُدورَ حُسنٍ وَشُموسَ اِتِّقاد |
|
بَنِيَّ يا سَعدُ كَزُغبِ القَطا | |
|
| لا نَقَّصَ اللَهُ لَهُم مِن عِداد |
|
إِن فاتَكَ النَسلُ فَأَكرِم بِهِم | |
|
| وَرُبَّ نَسلٍ بِالنَدى يُستَفاد |
|
أَخشى عَلَيهِم مِن أَذىً رائِحٍ | |
|
| يَجمَعُهُم في الفَجرِ وَالعَصرِ غاد |
|
صَفيرُهُ يَسلُبُني راحَتي | |
|
| وَيَمنَعُ الجَفنَ لَذيذَ الرُقاد |
|
يَعقوبُ مِن ذِئبٍ بَكى مُشفِقاً | |
|
| فَكَيفَ أَنيابُ الحَديدِ الحِداد |
|
فَاِنظُر رَعاكَ اللَهُ في حاجِهِم | |
|
| فَنَظرَةٌ مِنكَ تُنيلُ المُراد |
|
قَد بَسَطوا الكَفَّ عَلى أَنَّهُم | |
|
| في كَرَمِ الراحِ كَصَوبِ العِهاد |
|
إِن طُلِبَ القِسطُ فَما مِنهُمُ | |
|
| إِلّا جَوادٌ عَن أَبيهِ الجَواد |
|