إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كلّما هلَّ القمرْ |
باسماً عند المساءْ |
ضاحكاً بين النجومْ |
حاملاً أحلى الصورْ |
واختفى بعد المجيءْ |
خلفَ أنفاسِ السحَرْ |
ماسحاً ليلاً جميلاً |
ماحياً رسمَ الظُلَمْ |
وبدا الفجرُ الجديدْ |
اسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
وإذا في النهرِ أمواجٌ سَرَتْ |
فوقَ سطح الماءِ أحياناً عَلَتْ |
مسّها الريحُ فغنّتْ |
والْتَوَتْ |
وانتشى الماءُ الحزينْ |
أنشدَ الأنغامَ من بعدِ البكاءْ |
دندنتْ شطآنهُ اللحنَ السعيدْ |
اسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
إنْ لمحتِ الشمسَ في عالي السّما |
ترتدي الثّوبَ الموشّى |
بالسّنا |
تخلعُ الدفءَ وتهديهِ لنا |
ورأيتِ الأرضَ تزهو |
بالورودْ |
بالأغاني .. بالمنى |
إن لمحتِ الياسمينْ |
والتقيتِ السّوسنا |
لاتقولي الملتقى أضحى بعيداً |
واسمعي صوتي ينادي |
من جديدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
وإذا في الجوِّ غيماتٌ مشتْ |
ضمّت الأسرارَ فيها .. وانطوتْ |
حجبتْ نورَ الذُّكاءْ |
ثمَّ ولّتْ |
فتلاشتْ في الفضاءْ |
واكتسى الكونُ ضياءً من جديدْ |
اسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
وإذا الأشجارُ باحتْ للنسيمْ |
عن حكايا .. عن خفايا .. عن هوى |
وسمعتِ البوحَ، أضناكِ الأنينْ |
لوداعٍ، وفراقٍ، ونوى |
وضياعٍ بعدما الحبُّ ذوى |
وانثنيتِ |
حولكِ الأشلاءُ.. يبكيكِ الصّدى |
لاتخافي |
لاتظنّي أنّني |
ذاتَ يومٍ أرتضي |
عنكِ نأياً |
كيفَ أنسى من غَفَتْ؟! |
في عيوني |
واحتَمَتْ؟! |
واسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
عندما يأتي الأصيلْ |
لابساً ثوباً جميلاً |
من خيوطِ الشمسِ يوماً |
حاكهُ |
وبنى أجزاءَهُ |
ودّعي الإصباحَ، فيهِ |
رحّبي |
والمحيني في خطاهْ |
فوقَ صمتٍ أرتمي |
وعيوني للسّماءْ |
ترشفُ الكونَ العليلْ |
واذكري أنَّ الشرودْ |
والهدوءَ .. والسكونْ |
مُنِحوا لي معبدا |
أنتِ فيهِ آيةٌ |
وكتابٌ |
وهدى |
وانظريني |
سأنادي |
من علُوٍّ |
من بعيدْ |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
كلّما لاحتْ طيورْ |
في الأعالي |
وشَدَتْ |
حلّقتْ فوقَ الغيومْ |
ثمَّ حطّتْ .. واختَفَتْ |
خوفَ ليلٍ مقبلٍ |
في حشا أعشاشها |
وانطفتْ أصواتها |
كرمادٍ |
أو حطامْ |
وغَفتْ أنفاسها |
تحتَ أستارِ الظلامْ |
نامَ في الركنِ النشيدْ |
اسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبْرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
كلّما مالتْ غصونْ |
وتراءتْ للعيونْ |
كمحبٍ والهٍ |
بهواهُ حالما |
يتلوى ناعساً |
يتمشى ناعما |
أزهرتْ، فاضتْ عطاءْ |
بعدَ صيفٍ |
وخريفٍ |
وشتاءْ |
مزّقتْ أحزانها |
ومضتْ نحو السرورْ |
دوّنتْ عنوانها |
امسحي عنكِ الهمومْ |
واتركي دنيا الكدرْ |
لستُ أهوى أن تنامْ |
في مآقيكِ الدموعْ |
ولأني لاأريدْ |
اسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبْرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
إن سمعتِ النايَ يبكي |
واستمعتِ |
للكمانْ |
فيهِ لحنٌ يشتكي غدرَ الزمانْ |
سائلاً عمّا لدينا من وفا |
مالدينا من حنانْ |
انظري نحو الفضا |
فيه سيّرْتُ الحنينْ |
ودفعتُ الشوقَ من عهدٍ مضى |
فاقطفي ماشئتِ منهُ |
واعلمي |
أنني |
للمحبّةْ |
قدْ نذرتُ الرّوحَ والقلبَ معا |
واسمعي صوتي ينادي |
من بعيدْ |
سائراً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
** |
كلّما سارتْ على الأرضِ قدمْ |
وتغنّى بلبلٌ |
لانسيابِ الجدولِ |
كلّما اهتزَّ العلمْ |
كلّ يومٍ |
كلّ عامْ |
كلّما مرّتْ شهورْ |
كلّما غابتْ عصورْ |
كلّما جاءتْ دهورْ |
أبعثُ الصّوتَ ينادي |
من بعيدْ |
هاتفاً عبرَ المدى |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى أبدا |
فإذا أرجعْتِهِ |
وسئمتِ |
مايقولْ |
في الخفا أمضي ويمضي صارخاً |
لستُ أنسى |
لستُ أنسى |
أ .. ب .. د .. ا |