إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في الشتاء |
تسيلُ القصائدُ صافيةً |
من عيونِ السماءْ |
في الشتاء |
تطيرُ العصافيرُ في زُرقةِ اللهِ |
في أبيضِ الغيمِ |
في حُمرةِ الأفْقِ |
تمضي إلى عُشِّها في ضواحي المساءْ |
في الشتاء |
رأيتُكِ واقفةً في الرصيفِ المقابلِ |
كنتُ عرفتُكِ من زُرقةِ العينِ |
من أبيضِ القلبِ |
من حُمرةِ الخدِّ |
حين يسيلُ على وجْنتيكِ نبيذُ الحياءْ |
أقطعُ الشارعَ الشتويَّ إليكِ |
يؤخّرُني الاِزدحامُ قليلاً |
يضيّعُني الاِرتباكُ كثيراً |
سأعبرُ |
سيّارةٌ وقفتْ |
وصعدتِ إليها |
ببضعِ ثوانٍ.. |
تجاوزتِ أقصى حدودِ البصيرةِ |
جاوزتِ أقصى انكسارِ النداءْ |
كانتِ الريحُ تصفعُني: |
أنتَ تحلمُ .. |
لا أحدٌ في ازدحامِ الرصيفِ |
ولا في ازدحامِ دموعكَ |
لا زائرٌ دقَّ بابَ فؤادكَ غيرُ الخواءْ |
أو لعلّكَ من شدةِ الشوقِ |
تعصُرُ عينيكَ حتى تقطِّرَ دمعاً رقيقاً |
يشابهُ رِقّتها حين تضحكُ |
فاضحكْ! |
لنضحكَ من شرِّ هذا البلاءْ |
هبّتِ الريحُ من جهةِ الذكرياتِ |
لتكنسَ أوراقَها من أمامكَ |
هبّتْ.. |
لتتركَ قلبكَ في البردِ |
مرتجفاً |
عارياً |
مثل أشجارِ هذا الشتاءْ |
*** |