عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > الجزائر > سهام آل براهمي > هَكَذَا الدُّنْيَا... !!!

الجزائر

مشاهدة
1048

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هَكَذَا الدُّنْيَا... !!!

دُنْيَا لَنَا لا تصْفُو، على كَدَرٍ
مَالَتْ كَحَسْنَاءَ زَيَّنَتْ عَصْيَا
تَمْلِي وِعَاءَ العقولِ فِتُنَتُهَا
تَسْبِي ضِعَافَ القُلُوبِ بالرُّقْيَا
عُنْوَانُهَا المَكْرُ فِي تَلَوُّنِهَا
إِنْ أظْهَرَتْ حُسْنًا أَبْطَنَتْ بَغْيَا
تَزْهُو فَتُغْرِي مَنْ هَامَ يَطْلُبُهَا
حَتَّى إذَا لَفَّتْ أرْهَقَتْ جَرْيَا
تُوهِمُ مَنْ جَاءَ شَرْعَ مِلَّتهَا
بالُقُرْبِ وَصْلاً فَأَوْعَدَ الوَهْيَا
مَنْ حَامَ حَوْلَ الحِمَى يُصَبِّحُهَا
أَمْسَى بِفَقْرٍ، وَفَرَّقَ الرَعْيَا
فِيهَا انقِلابٌ إِنْ أَطْبَقَتْ غَلَبَتْ
طَبْعُ انْكِدَارٍ إنْ ضَيَّقَتْ سَعْيَا
لا قَصْرَ فِيها عَلَى الدَّوَامِ سَجَا
أَوْ دَامَ مُلْكٌ... كذَلِكَ الدُّنْيَا
جِئْتُ يَمِينًا دَارَتْ شِمَالَ يَدِي
قُلْتُ: سَلامًا، لوتْ يَدِي لَوْيَا
قَالتْ أَنَا أَمْرٌ لامْتِحَانِكَ، سِرْ ...
قُلْتُ اخْتِصَارًا: كَفَى بِكِ النَّسْيَا
إنْ كنْتِ دُرًّا فِي أَرْضِ راحِلتِي
رَوْضُكِ خَلْطٌ جِمَارُهُ الحُمْيَا
بَلْ أَنْتِ غَزْلٌ مِنَ الشُّعَاعِ سَمَا
ثُمَّ اخْتَفَى طَيْفُهُ عَنِ الرُّؤيَا
سَئِمْتُ مِنْكِ الرُّؤَى تُرَاوِدُنِي
إن أَقْبَلَتْ حُلْمًا أَدَبَرَتْ هَذْيَا
سَفَّهْتِ أَحْلامًا تَخْتَلِي خَجَلاً
زَيَّنْتِ آَمَالاً فانطَوتْ ثَنيَا
أحْلامُ يَقْظَانَ غَيِرُ كَاسِيَةٍ
بَيْنَ الرُّؤَى كَالضَغْثِ انتَهَتْ عُرْيَا
كَمْ فِيكِ وَلْهَانُ يَبْتَغِي عَرَضًا
مِنْ فَرْطِ شَدْوَاهُ أَتْلَفَ الرَّأْيَا
لَمَّا اطْمَأَنَّ انْطوَتْ مَعَزَّتُهُ
عَادَ ذَلِيلَ الرَّجَاءِ مَا اسْتَحْيَا
قَدْ غَارَ بَعْدَ انْجِذَابِهِ لِهَوًى
يَرْمِي بِطَرْفِ يُغْرِي الرُّؤَى العمْيَا
مَنْ يَرْكَبِ الَّلهْوَ أَوْ تَغَشَّى بِهِ
عَاشَ أَسِيرًا مَا لَمْ يَعِ النَّهْيَا
يَشْقَى بِنَقْضِ العُهُودِ فِي خَبَرٍ
كَانَ كَوَعْدٍ يَفرِي النُّهَى فَرْيَا
قَالوا: وَ فِيكِ الأمانُ شَفْرَتُهُ
فقْهٌ لَدَى حُفَّاظِ الهُدَى هَدْيَا
مَعْنَاكِ سِرٌّ غَرِيبُهٌ عَجَبٌ
يَبْنِي ظِلالاً أَعْيَتْ منِ اسْتَعْيَا!
قَدْ قِيلَ: عَزْمُ اللَّبِيبِ حِكْمتُهُ
فِي نَظْمِ خَطْوِ ارْتِقَائِهِ مَشْيَا
إِذْ غَبَّ فِي وَصْلٍ مِنْكِ مُعْتَزِلٌ
أخْزَى الهَوَى فِي كَفِّ الأذَى خَزْيَا
مالي وللدُّنْيَا وهْيَ بَحْرُ هَوَى
فِي حُضْنِهَا نَامَ مُولعٌ يَعْيَا
أَمْعَنْتُ فِيهَا بَصِيرَتِي فَبِهَا
أَيْقَنْتُ أَنَّ المُنَى ارْتَقَتْ وَحْيَا
غَدًا بفِرْدَوسِهَا تُفَتَّحُ زَهْ
رًا دُونَ شَوْكٍ يُدْمِي خُطَى الحُفْيَا
دُنْيَا بِدَرْبِي وَسِيلَةٌ بِيَدِي
لَيْسَتْ بِقَلْبِي كَغَايَتِى العلْيَا
دَارٌ بطُوبِ التَّقْوَى، مَسَاكنُهَا
جنَّاتُ عَدْنٍ تُبْنَى مِنَ الدُّنْيَا
جَمِيلةُ النَّبْتِ، سَادَ زَارِعُهَا
مَنْ أَحْسَنَ الزَّرْعَ أَحْسَنَ الجَنْيَا
سهام آل براهمي

... 03 – 05 – 2015 ... المنسرح
التعديل بواسطة: سهام آل براهمي
الإضافة: الأربعاء 2015/05/27 11:22:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com