عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > غسان عبد الفتاح > وَقِحْتَ وقلت حتى تسلم البَلدُ !

سورية

مشاهدة
580

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وَقِحْتَ وقلت حتى تسلم البَلدُ !

وهمْنا أنّكَ الهَرَمُ
وفي ليلِ العُصُوف منارة المَرْكَبْ
وفي السّاحاتِ إنْ تَكْرُرْ
فأنتَ القاضِبُ الحَذِمُ
ووجْهُ الخيرِ لوْ يَبْسُرْ
يَبِشُّ بِكَفِّكَ المَطرُ
وإنْ تَمْحَلْ لنا كَرْمٌ
يَطِبْ في كَرْمِكَ الثَّمرُ
ودِفْءُ قلوبنا في يومنا الأَشْهَبْ
وأنت العِلْمُ والمعلومُ والعَلَمُ
وأنت الظّاهرُ الباطنْ
لديكَ الغيْبُ والقدَرُ! .
وإنْ تاهت مَسالِكُنا
وإن حارتْ مسائِلُنا
لدينا لُبُّكَ الأرجَحْ
لكي ترقى بحالتنا إلى الأصْلَحْ!
إذا وَهَنَتْ عزائِمُنا
فأنت العزمُ والهممُ
وحرزٌ مانعٌ يحميْ من الهوجاءِ إنْ عصفتْ
وأنّك موئلُ الضّعفاء والفقراءْ
ستُبْعدُ عنْ مآقيهمْ
حُرورَ الدمعة الحمراءْ .
ظنَنَّا أنّكَ العدْلُ
لديكَ السّمعُ والبصَرُ
سترفع كلَّ مَظْلَمةٍ بذي الأوطان في الطّابور تَنتظرُ! .
ألمْ تَرَهَا؟
ببعضِ الطَّرْفِ لو تَرغبْ
ستبصرُها ..
لديكَ السّمعُ والبصَرُ!
تراها في بيادرِنا
وفي المَصنعْ
وفي الأكواخِ خلْف قصورك الخَرقاء تَنتشِرُ
وفي أركان دكّانٍ تبيعُ الوهمَ أعشابا!
وفي دورٍ بها الأبوابُ موصدةٌ
ونافذةٌ مزيفةٌ بلا قُضْبانْ!
مُخَطَّطةٌ على الحِيطانْ
مُلوَّنَةٌ بما لايشبه الألوانْ
وظلٌّ يشْبِه الصُّلبانْ!
ستبصرها
على أيقونةٍ بالكاد تدركُ رسْمَها، سِيقَتْ
على مضضٍ إلى القُدَّاسْ
لتَفْهَمَ حِكْمةَ الرُّهْبانْ!
وفي أَلْواحِ أطفالٍ سبتهم عِمَّةُ الكُتَّابْ!
بعمر التِّسْعِ صارت تَعْتَلِي المِحْرابْ!
وفي خمّارةٍ خرساءْ
تُحِبُّ سماعَ ثرْثَرةِ السّكارى معْ
رنينِ الكأسِ والأنخابِ معْ جَمٍّ من الأسرارْ! .
وإنْ تَعْمَى، فإنّ الأُذْن تُبْصِرها .. وحتى الأنف يُبْصِرها!!
بها الأنّاتُ جَلْجَلَةٌ تُعيدُ لِعَينكَ الإبصارْ!
لها عَبَقٌ بِطَعمِ الموتْ!
وفوحُ المِسكِ والعنبرْ
وزَهر الآسْ! .
********************
يقيناً أنّك الصّممُ
بلا قلبٍ
نعوذ بهِ من البُرَحاءِ إنْ كَرَّتْ ونَعتصمُ
ونُقْسِمُ أنّك الأقسى
وَزَنْتَ لنا من الويْلاتِ أعظمها
حَرَقْتَ الأمسَ في غَدِنا!
تفحّمَ كلُّ شرْيانٍ بأُمّتِنا
فما غدنا؟
وماذا ظلّ من غدِنا!
وَقحْتَ وقلتَ حتى تَسْلم البَلدُ
فلا ضَرَّاء إنْ ماأُنْقِصَ العَدَدُ!
وقدتَ النّارَ كي تفنى بقايانا
ويَقْضِيْ النّاسُ والحَجَرُ
يَبيدُ الجَدُّ والجَدّاتُ والآباءُ والوَلدُ .
عَقَمْتَ الرِّحْمَ والنُّطَفَا!
لكي تَحظى
بعُمْرٍ ماله أجلُ
وعيشٍ مابه كدرُ
ونَنْبَتِرُ .
حَقَنْتَ السُّمَّ في دَمِنا
لكي يَمْتدَّ دَفْقُ الموتِ في غَدِنا
وتَرْكَن آمناً في العرشِ والطّغيانُ مَوْجٌ ماله أَمَدُ
ونَنْحَسِرُ .
فكيف ستسلمُ البَلدُ؟
وهل بَقيتْ لنا بَلدُ!!
غسان عبد الفتاح
التعديل بواسطة: غسان عبد الفتاح
الإضافة: السبت 2015/08/29 07:08:10 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2015/10/21 11:52:04 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com