إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وهمْنا أنّكَ الهَرَمُ |
وفي ليلِ العُصُوف منارة المَرْكَبْ |
وفي السّاحاتِ إنْ تَكْرُرْ |
فأنتَ القاضِبُ الحَذِمُ |
ووجْهُ الخيرِ لوْ يَبْسُرْ |
يَبِشُّ بِكَفِّكَ المَطرُ |
وإنْ تَمْحَلْ لنا كَرْمٌ |
يَطِبْ في كَرْمِكَ الثَّمرُ |
ودِفْءُ قلوبنا في يومنا الأَشْهَبْ |
وأنت العِلْمُ والمعلومُ والعَلَمُ |
وأنت الظّاهرُ الباطنْ |
لديكَ الغيْبُ والقدَرُ! . |
وإنْ تاهت مَسالِكُنا |
وإن حارتْ مسائِلُنا |
لدينا لُبُّكَ الأرجَحْ |
لكي ترقى بحالتنا إلى الأصْلَحْ! |
إذا وَهَنَتْ عزائِمُنا |
فأنت العزمُ والهممُ |
وحرزٌ مانعٌ يحميْ من الهوجاءِ إنْ عصفتْ |
وأنّك موئلُ الضّعفاء والفقراءْ |
ستُبْعدُ عنْ مآقيهمْ |
حُرورَ الدمعة الحمراءْ . |
ظنَنَّا أنّكَ العدْلُ |
لديكَ السّمعُ والبصَرُ |
سترفع كلَّ مَظْلَمةٍ بذي الأوطان في الطّابور تَنتظرُ! . |
ألمْ تَرَهَا؟ |
ببعضِ الطَّرْفِ لو تَرغبْ |
ستبصرُها .. |
لديكَ السّمعُ والبصَرُ! |
تراها في بيادرِنا |
وفي المَصنعْ |
وفي الأكواخِ خلْف قصورك الخَرقاء تَنتشِرُ |
وفي أركان دكّانٍ تبيعُ الوهمَ أعشابا! |
وفي دورٍ بها الأبوابُ موصدةٌ |
ونافذةٌ مزيفةٌ بلا قُضْبانْ! |
مُخَطَّطةٌ على الحِيطانْ |
مُلوَّنَةٌ بما لايشبه الألوانْ |
وظلٌّ يشْبِه الصُّلبانْ! |
ستبصرها |
على أيقونةٍ بالكاد تدركُ رسْمَها، سِيقَتْ |
على مضضٍ إلى القُدَّاسْ |
لتَفْهَمَ حِكْمةَ الرُّهْبانْ! |
وفي أَلْواحِ أطفالٍ سبتهم عِمَّةُ الكُتَّابْ! |
بعمر التِّسْعِ صارت تَعْتَلِي المِحْرابْ! |
وفي خمّارةٍ خرساءْ |
تُحِبُّ سماعَ ثرْثَرةِ السّكارى معْ |
رنينِ الكأسِ والأنخابِ معْ جَمٍّ من الأسرارْ! . |
وإنْ تَعْمَى، فإنّ الأُذْن تُبْصِرها .. وحتى الأنف يُبْصِرها!! |
بها الأنّاتُ جَلْجَلَةٌ تُعيدُ لِعَينكَ الإبصارْ! |
لها عَبَقٌ بِطَعمِ الموتْ! |
وفوحُ المِسكِ والعنبرْ |
وزَهر الآسْ! . |
******************** |
يقيناً أنّك الصّممُ |
بلا قلبٍ |
نعوذ بهِ من البُرَحاءِ إنْ كَرَّتْ ونَعتصمُ |
ونُقْسِمُ أنّك الأقسى |
وَزَنْتَ لنا من الويْلاتِ أعظمها |
حَرَقْتَ الأمسَ في غَدِنا! |
تفحّمَ كلُّ شرْيانٍ بأُمّتِنا |
فما غدنا؟ |
وماذا ظلّ من غدِنا! |
وَقحْتَ وقلتَ حتى تَسْلم البَلدُ |
فلا ضَرَّاء إنْ ماأُنْقِصَ العَدَدُ! |
وقدتَ النّارَ كي تفنى بقايانا |
ويَقْضِيْ النّاسُ والحَجَرُ |
يَبيدُ الجَدُّ والجَدّاتُ والآباءُ والوَلدُ . |
عَقَمْتَ الرِّحْمَ والنُّطَفَا! |
لكي تَحظى |
بعُمْرٍ ماله أجلُ |
وعيشٍ مابه كدرُ |
ونَنْبَتِرُ . |
حَقَنْتَ السُّمَّ في دَمِنا |
لكي يَمْتدَّ دَفْقُ الموتِ في غَدِنا |
وتَرْكَن آمناً في العرشِ والطّغيانُ مَوْجٌ ماله أَمَدُ |
ونَنْحَسِرُ . |
فكيف ستسلمُ البَلدُ؟ |
وهل بَقيتْ لنا بَلدُ!! |