إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَعِيدي لِلْبلابلِ تينةَ التَّغريدِ أُمّاهُ |
ولا تَدَعي غُبارَ هَوائِهمْ يَنْسَلُّ في رِئَتِكْ |
تَرَينَ الوردَ يُحْرَقُ بينَ أَيدينا |
ولم تذرفْ مدامِعُنا على وَلدِكْ |
ولا بَلّتْ غيومُ الخلْقِ حَلْقَ فطيمةٍ تحبو |
فهلْ تَبكي العيونُ إذا جفا القلبُ؟! |
***** |
أنشجو الياسمينَ وقمحُنا يكبو؟! |
تعربدُ ريحُ فُرقتِنا ونَحصدُ منْ بَلاها تيهَ أجيالِ |
فلا عجبٌ إنِ اقتَسَموا عَواصمَنا |
وأهلُونا أَراقوا عِزَّهم فتَجلْجلَ النَحبُّ |
***** |
أعِدّي من ظلالِ النّخلِ عنواناً لعينٍ تبتغي حُبَّكْ |
وجُنّتْ في هَوى عينيكِ وانْفطرتْ على هَجرِكْ |
حبيبُكِ لا يرى حِضناً يلوذُ بهِ |
مخالبُ نَسرِكِ انْتزِعتْ على الشُّرفِ |
أَميطي صخرةً مَنعتْ صُدوعَ النبعِ في أرضِكْ |
لِهذا الليلِ داهيةٌ يجوبُ بها |
ويُلقي صلبَهُ سيفاً على جيدكْ |
***** |
أخافُ عليكِ قوماً لم يَروا في ذلّهم عارا |
يَرونَ الشّمسَ عابسةً، وثغرُ الشّمسِ مُبتسمُ |
وقالوا اللوزُ عَوسجةٌ، أَحالوا عِرقَها نارا |
وحوشُ الكَونِ تبني الليلَ أوكارا |
لترعَى في خرائبِها المهالكُ والحَزازاتُ |
أخافُ عليكِ قوماً أَجَّروا الدّارا |
فلا تذري من السّفهاءِ ديّارا |
***** |
أراكِ على كثيبِ اليأسِ تنتظرينَ من وَعَدا |
أرى وطناً على خدّيكِ يندبُ حاضراً وغَدا |
ودربَ الحقِّ بينَ يديكِ مُبتعِدا |
وساختْ في مفاوزهِ أنوفُ بينكِ وانتكسَتْ |
تَمنَّوا لو فَتحتِ لهم مَمرّاً يُوصلُ البلَدا |
يَرونكِ حُلمَهم والأرضَ مُشمِسةً |
لأنتِ حبيبةٌ في الدّربِ تنثرُ حبَّها أمَدا |
وأنتِ فؤادُهم في الكونِ مَدَّ يدا |
***** |
سأَرفو ثوبَكِ المشقوقَ بالأوجاعِ والولدانِ والرفضِ |
وأحكي كيفَ أعمدةُ الظلامِ تخرُّ خاويةً بلا نبضِ |
لمَ العينانِ لمْ تَرَيا مخارزَهمْ |
وهذي الكفُّ تَستحْيي لتردعَهمْ |
وهذا الابنُ مسلوبٌ فكيفَ يسوسُ أحلامَكْ |
هوَ المفطومُ عنْ ثديٍ يجودُ بعزّةٍ وهنتْ |
وثديُ الأرضِ يشخبُ دمَّ أولادكْ |
***** |
أعِدّي للفتى العضُدا |
يسُدُّ السّمعَ عن طبلٍ يُبثُّ خصومةَ الأمسِ |
وحينَ يرى أظافرَ خُبزِهم نهشتْ ثرى البلَدِ |
يشُدُّ البطنَ بالحبْسِ |
ولا يخشَ الوعورةَ في طريقِ يوصلُ الهاماتِ للشمسِ |
ولا يدعِ الضّجيجَ يخالطُ الأوتارَ في النفسِ |
***** |
إذا خافَ الفَتى غدَهُ |
سيبْني مِن غُثاءِ الخوفِ وهماً يوهنُ القدَما |
يُعِدُّ خطاهُ فوقَ دماءِ إخوتِهِ |
لِيخْتصِرَ الطّريقَ إلى ثَرى الموتِ |
يَمُدُّ يديهِ في جيبِ السّرابِ ويقبضُ العَدَما |
***** |
أيا أمّاه، عودي للْعواصمِ شمعةَ الإنسانِ والحبِّ |
أزيلي الوحلَ واقتَربي من الشّعبِ |
فإنَّ الليلَ منثورٌ على الدّربِ |
لأنتِ جميلةُ الدّنيا ونعشقُها |
وننحتُ حُبَّها وشماً على القلبِ |
***** |