عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > غسان عبد الفتاح > عِفْريتُكَ هَمَجِيٌّ يجْتاحُ سُكونيْ!

سورية

مشاهدة
623

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عِفْريتُكَ هَمَجِيٌّ يجْتاحُ سُكونيْ!

في آخرِ شهرٍ كان لنا...
كان الميلادُ، وكان الموتْ!
فلَبِسْتَ وألْبَسْتَ الأسْودْ!
وَرَسَمْتَ العتْمْ
فتلاشتْ آخرُ بقعةِ ضوْءْ
صارت أشباحاً بالأَسْوَدْ.
آخرُ أقنعةٍ في هذا الشّهر احْتَرَقتْ.
ولقدْ
أعلنتُ وفاتَكَ رسميّاً في أحزانيْ
ماعُدْتَ تُساكن أحلاميْ.
*****************************
في أوّلِ شهرٍ كان لنا:
أوهمتَ فؤادي أنّكَ كُليُّ الألوانْ
إلّا الأسودْ
وبأنّكَ عُذْرِيُّ الإحساسْ
وفؤادكَ طفلٌ لمْ يبلغْ مَرْحَلَةَ الحَبوْ
ورغبتَ بأن ْ
يتعلّم عندي أولى خَطواتهْ
يَتَجنَّب معْ قلبي الأبيضْ
عثراتَ الخَطوْ.
وحِمالُ نَخَيلكَ لازالتْ فجّةْ...
في طَوْرِ البَغْو!
تشْتاقُ لترْبو في فِرْدَوْسِي المُتَوَهِّجْ
ولِتُونِع في حُضْنٍ دافئْ!
أَوْهَمْتَ شِتائي أنّكَ شمْسٌ في الليلِ الباردْ
خُلقتْ منْ أجْلي، كي تتسلّلَ تحتَ لِحافِي المُتَجَمِّدْ!
لتعيد النّبضَ لشريانٍ أَضْنته الوحدةُ مُذْ أفُلَ الحبُّ الأوّلْ!
وتُذيب الصّمتَ بأنْحائيْ!
******************************
أَبْدَعْتَ لصدري تعويذةْ:
حتى تَتَمَلَّكَ وحْدكَ مِحْرابي
تفتَحُ بابَهْ
تُغلِقُ بابَهْ
تلهو... تَعْبَثْ
تَتَسَيَّد يَمِّيْ وعُبابَهْ
تُبْحرُ وحْدكْ
تَسْتخْرِجُ أَصْدافي وحدكْ
تُرْسيْ عيناكَ على شطآني أنّى شِئتْ
يغزو عِفْريتُك مِينائيْ...
هَمَجِيٌّ يجْتاحُ سُكونيْ
يخْتارُ الوَقتْ
والغَازِي لا يسألكَ الوقتْ!
**********************************
أوْهَمْتَ فؤادي أنّكَ مِثل فراشاتيْ
تَزْهو في النّورْ
وبأنّكَ لن تَحيا إنْ لمْ يهْواكْ
وسَتُمْسي حِرْزاً يحْمينيْ
لو دَهَمَتْ عاصفةٌ هوجاءْ.
مَكْرُكَ لمْ يصْمدْ ياحِرْزيْ معْ أَوَّلِ عاصفةٍ عَرْجاءْ
أصْبحْتَ رمالاً تعميني
حُبُّكَ مُؤْذيٌّ صَدَّعَنيْ
ويَكِدُّ لكي
تَرْتَجَّ وتنهار الأشْلاءْ.
**********************************
لَطَّخْتَ بعشْقك أثْوابيْ
وحَرَقْتَ بأركاني الأشياءْ!
أَتْلَفْتَ الأنقى والأطيبْ!
وسَلَبْتَ... عَصَرْتَ جميعَ عناقيديْ
إرْحلْ...
لمْ يَبْق بِكَرْمي مايُسْلَبْ!
لمْ يبْق بعمْريْ فرْحاتٌ كي تَسْرِقَها.
بعضٌ مِنْ أحْلاميْ بَقيتْ، هَرَبَتْ خِلْسةْ
مِنْ طُغيانِكْ
فَلَتَتْ منْ لَفْحَةِ نيرانِكْ
لم تَجْرفْها معْ طُوفانِكْ.
لم يخْدَعْها زيفُ حنانِكْ
أوْ سُمٌّ حُلْوٌ يَقْطرُ منْ فوق لسانِكْ.
لن تَسْرقَ بعدَ اليومِ الحُلمْ
فلقد حَمَلَتْه خيوطُ الشّمسْ
لِتُخَبِّئهُ عنْكَ بعيداً...
كي تُسْكِنه عَيْنَ النّجمْ
فينام قريراً بينَ الهُدْبِ وتحتَ الجَّفنْ.
غسان عبد الفتاح
التعديل بواسطة: غسان عبد الفتاح
الإضافة: الخميس 2015/09/17 02:17:49 مساءً
التعديل: الجمعة 2015/09/18 03:33:21 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com