إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في آخرِ شهرٍ كان لنا... |
كان الميلادُ، وكان الموتْ! |
فلَبِسْتَ وألْبَسْتَ الأسْودْ! |
وَرَسَمْتَ العتْمْ |
فتلاشتْ آخرُ بقعةِ ضوْءْ |
صارت أشباحاً بالأَسْوَدْ. |
آخرُ أقنعةٍ في هذا الشّهر احْتَرَقتْ. |
ولقدْ |
أعلنتُ وفاتَكَ رسميّاً في أحزانيْ |
ماعُدْتَ تُساكن أحلاميْ. |
***************************** |
في أوّلِ شهرٍ كان لنا: |
أوهمتَ فؤادي أنّكَ كُليُّ الألوانْ |
إلّا الأسودْ |
وبأنّكَ عُذْرِيُّ الإحساسْ |
وفؤادكَ طفلٌ لمْ يبلغْ مَرْحَلَةَ الحَبوْ |
ورغبتَ بأن ْ |
يتعلّم عندي أولى خَطواتهْ |
يَتَجنَّب معْ قلبي الأبيضْ |
عثراتَ الخَطوْ. |
وحِمالُ نَخَيلكَ لازالتْ فجّةْ... |
في طَوْرِ البَغْو! |
تشْتاقُ لترْبو في فِرْدَوْسِي المُتَوَهِّجْ |
ولِتُونِع في حُضْنٍ دافئْ! |
أَوْهَمْتَ شِتائي أنّكَ شمْسٌ في الليلِ الباردْ |
خُلقتْ منْ أجْلي، كي تتسلّلَ تحتَ لِحافِي المُتَجَمِّدْ! |
لتعيد النّبضَ لشريانٍ أَضْنته الوحدةُ مُذْ أفُلَ الحبُّ الأوّلْ! |
وتُذيب الصّمتَ بأنْحائيْ! |
****************************** |
أَبْدَعْتَ لصدري تعويذةْ: |
حتى تَتَمَلَّكَ وحْدكَ مِحْرابي |
تفتَحُ بابَهْ |
تُغلِقُ بابَهْ |
تلهو... تَعْبَثْ |
تَتَسَيَّد يَمِّيْ وعُبابَهْ |
تُبْحرُ وحْدكْ |
تَسْتخْرِجُ أَصْدافي وحدكْ |
تُرْسيْ عيناكَ على شطآني أنّى شِئتْ |
يغزو عِفْريتُك مِينائيْ... |
هَمَجِيٌّ يجْتاحُ سُكونيْ |
يخْتارُ الوَقتْ |
والغَازِي لا يسألكَ الوقتْ! |
********************************** |
أوْهَمْتَ فؤادي أنّكَ مِثل فراشاتيْ |
تَزْهو في النّورْ |
وبأنّكَ لن تَحيا إنْ لمْ يهْواكْ |
وسَتُمْسي حِرْزاً يحْمينيْ |
لو دَهَمَتْ عاصفةٌ هوجاءْ. |
مَكْرُكَ لمْ يصْمدْ ياحِرْزيْ معْ أَوَّلِ عاصفةٍ عَرْجاءْ |
أصْبحْتَ رمالاً تعميني |
حُبُّكَ مُؤْذيٌّ صَدَّعَنيْ |
ويَكِدُّ لكي |
تَرْتَجَّ وتنهار الأشْلاءْ. |
********************************** |
لَطَّخْتَ بعشْقك أثْوابيْ |
وحَرَقْتَ بأركاني الأشياءْ! |
أَتْلَفْتَ الأنقى والأطيبْ! |
وسَلَبْتَ... عَصَرْتَ جميعَ عناقيديْ |
إرْحلْ... |
لمْ يَبْق بِكَرْمي مايُسْلَبْ! |
لمْ يبْق بعمْريْ فرْحاتٌ كي تَسْرِقَها. |
بعضٌ مِنْ أحْلاميْ بَقيتْ، هَرَبَتْ خِلْسةْ |
مِنْ طُغيانِكْ |
فَلَتَتْ منْ لَفْحَةِ نيرانِكْ |
لم تَجْرفْها معْ طُوفانِكْ. |
لم يخْدَعْها زيفُ حنانِكْ |
أوْ سُمٌّ حُلْوٌ يَقْطرُ منْ فوق لسانِكْ. |
لن تَسْرقَ بعدَ اليومِ الحُلمْ |
فلقد حَمَلَتْه خيوطُ الشّمسْ |
لِتُخَبِّئهُ عنْكَ بعيداً... |
كي تُسْكِنه عَيْنَ النّجمْ |
فينام قريراً بينَ الهُدْبِ وتحتَ الجَّفنْ. |