إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ما قلتُ يوماً سوف أفتحُ منفذاً لدمي |
على هذه القصيدة |
لأرى بها وجَعي يُراقْ |
إلا وجدتُ منافذي سُدَّتْ بأوجاع العراقْ! |
لك الحمدُ يا وطني |
إنَّ كل كأسَكَ كأسي |
وأنَّك تسكنني |
بين نفسي ونفسي! |
ولذا سأعبرُ نحوَ جرحي من جراحِكْ |
أنا ريشةٌ دميَتْ |
ومازالت ترفرفُ في جناحِكْ |
يا هائلَ الجنحَين، |
ما أبهى صعودَكَ في رياحك! |
وأحسُّ دمَكْ |
أن الريشةُ الراجفه |
يُبلِّلنُي أجمَعي |
وجناحُكَ يضربُ في العاصفه.. |
إصعَدْ على الريح، والأمطار، والحلَكِ |
إصعَدْ فإنَّ مداها ذروةُ الفَلَكِ |
إصعَدْ، فمرَقاكَ كفُّ اللهِ تحرسُهُ |
وأنت ترقى عليهِ مُرتقى مَلَكِ |
إصعَدْ.. سترتبكُ الدنيا بآهلها |
وأنت تدمى عليها غيرَ مرتبكِ! |
اللهَ يا وطناً تُبقيهِ عزَّتُهُ |
طلْقَ المُحيّا ولو في قمَّةِ الضَّنكِ! |
اللهَ يا مالكي.. اللهَ يا ملِكي |
أفديكَ مشتبكاً في ألف مُشتَبَكِ |
أفديك جرحاً كبيراً ليس تُسلِمُهُ |
أوجاعُ معتَركٍ إلاّ لمعتركِ! |
يا نُبلُ يا وطني |
يا بذرَ خيرٍ نَما في أردأ الزَّمَنِ! |
كيف أدخلُ من جرحِكَ الآن نحو دمي؟ |
كيف أُفصحُ عن ألمي؟ |
لو يُطاوعني قلمي |
لَكتبتُ في هذي القصيدةِ أنّني أهلي عدوّي |
لكتبتُ أنّ دمي يُرَوّي |
عاماً على عامٍ صحاريهم |
وهم رعدٌ يُدَوّي! |
لكتبتُ أنَّ الأرض |
لولا خوفُها |
دارتْ مَدارَكْ |
لكتبتُ أنَّ جميعَ أهلِ الأرض، |
في أعماقهم |
حملوا شعارّكْ |
جمعوا ثمارَكْ |
ما اسّاقطَتْ بين الخرائبِ والدِّما، |
وبكوا دمارَكْ |
إلاّ عمومتكَ التي هتكَتْ خيانتُها ستارَكْ |
ورأوكَ محتضناً صغارَكْ |
فتلصَّصوا يتَرقَّبون متى العدوُّ يهدُّ دارَكْ |
اللهَ يا وطني، |
وأنت بنَيتَ سقفاً من ضلوعكَ |
فوقهم |
وأقَمتَ من شهداءِ بيتكَ حولَ عاريهم جدارَك! |
إصعَدْ على النارِ، والأمطارِ، والظُلَمِ |
اصعَدْ، فإنَّ مداها ذروةُ الألَمِ |
إصعَدْ، فحولَكَ حتى الرّيح نازفةٌ |
على النّيازكِ، والأفلاكِ، والسُّدُمِ |
وليس في الكون من سقفٍ تلوذُ بهِ |
إلا جناحاك في هذا الدُّجى العرِمِ |
إصعَدْ، فلَيلُكَ فيه ألفُ موحشةٍ |
وألفُ نصلٍ بجنحِ الليلِ مُلتَثِمِ |
وألفُ نادبةٍ تعلو هواتفُها |
وأنتَ تسعى إليها سعيَ مُعتصمِ |
اصعَدْ.. جناحُكَ هذا لا قرارَ لهُ |
إلاّ على الموت، أو إلا على القِمَمِ |
يا باذخَ الكبرِ، يا عملاقُ، يا وطني |
يا هائلَ الجرحِ، والأوجاعِ، والقيَمِ |
معجونةً لِصْقَ بعضٍ.. كلُّ نازفةٍ |
تجري يضيءُ بها سَيلٌ من الشيَم! |
وأنت تبحثُ عن عصرٍ مقطَّعةٍ |
حبالُهُ.. عن زمانٍ بالغِ القِدَمِ |
عن معشرٍ جرفَ الطوفانُ نخوتَهم |
فليس منهم سوى الأوتادِ والخيَمِ |
عفَّى الزَّمان على من كنتَ تعرفُهم |
ولم يدَعْ غيرَ أشباحٍ بلا ذمَمِ |
وأنتَ مازلتَ تسعى في مقابرهم |
فما الذي تَرتجي من هذه الرِّمَمِ؟! |
إصعَدْ.. هي الرّيح.. أنت أختَرتَ صهوَتَها |
وأنتَ تدري بها مجنونةَ اللُّجُمِ. |
وأنتَ وحدَكَ من يلوي أعنَّتَها |
فاشكُمْ مَداها بهذا الغيظِ ينشَكِمِ! |
والغَيظُ أنتَ فلا واللهِ ما اشتعلَتْ |
أرضٌ، ولا انفجرَتْ أرضٌ من الوَرَمِ |
بمثلِ ما انفجرَ الصَّبرُ الرَّهيبُ لَظىً |
في هذه التُّربةِ الحُبلى بألف دمِ! |
يا هائلَ الضَّرَمِ |
يا هُولةَ الصَّبرِ، والإقدامِ، والكرَمِ |
أطلِقْ مداك فقد شابكتَ أوعرَها |
صخراً، وأوغَرَها صدراً.. ولم تُضَمِ |
بلى نزَفتَ، ومازالت تنزُّ دماً |
جراحُكَ الغُرُّ لكنْ.. دونما ندَمِ |
للكبرياءِ، كما علَّمتَنا، هرمٌ |
وسوف نصعَدُ حتى قمَّةِ الهرمِ |
فإنْ تَكُ الآن أمريكا بها إرَماً |
يوماً ستنقلبُ الدُّنيا على إرَمِ! |
يا مُنحنى ألمي |
يا سيّدي.. يا عراقي.. يا نجيَّ دمي |
نذرٌ بلا ندمِ |
أنّي سأفصدُ شرياني على قلمي |
وأكتبُ اسمَكَ في أبهى عناويني |
في أضلُعي.. في ضميري.. في دواويني |
سأرسمُ العين.. من عيني سأمنحُهُ |
ضوءاً.. وأعقفُهُ عَقفَ العَراجينِ |
مقدِّساً فيه سرَّ النَّخلِ أجمعِهِ |
معلِّقاً فيهِ أسرابَ الحساسينِ |
ينقرْنَ من تَمرِهِ حيناً، ومن فرحي |
حيناً، فيثمَلْنَ بين الحينِ والحينِ! |
والرّاء لَثغةُ عصفورٍ لثغتُ بها |
طفلاً.. وظلَّتْ تُغنّي في شراييني |
لليوم هلهولةُ أمّي إذ نطقتُ بها |
لم تألُ تنشرُني طفلاً وتطويني! |
سأرفَعُ الألِفَ القدّيس صاريةً |
إلى الغيوم.. فأسقيها، وتسقيني |
والقاف قلبي لها بيتٌ وقافيةٌ |
وقولُهُ قاف والقران يكفيني |
أن أختم الآن باسمِ اللهِ قافيتي |
واسمِ العراق الذي يبقى يُناديني! |