إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أيُّ أرضٍ، هذه الأرضُ التي تأكل ُ من غِلٍ بنيها؟! |
وتغني طربًا، تهتزُ من نَشوَتِها |
مادَت بها السكرةُ |
فانكبت لتقبيل أيادي سارقيها |
والتي تُشرعُ للغربان والبوم خوابيها |
وأهراء ذويها |
والتي تُنجب من عُقمٍ سفيهًا فسفيها |
واللبيبُ الحُرُّ قد ضاقت به ذرعًا |
فولَّى مُرغمًا يذرعُ أرض الله هُجرانًا وتيها |
لُعنت، بل خُسفت من دونِ أرضِ اللهِ |
أرضٌ قاءت الأطفالَ ثم ازدردتهُم ملءَ فيها |
ثم ألقتهم على الشطآنِ |
في كل فجاج الأرضِ |
أو في لُجةِ البحرِ |
غريقًا وخنيقا |
أيُّ أرضٍ بطنها يَنشَقُ من دون انتظارْ |
عن مُسوخٍ نفروا من هُوَّةِ الأجداثِ |
قاموا، نسلوا من كل حدبٍ |
مثل أسراب جرادٍ صفعت وجه النهار |
سَمِّهِمْ ما شئت، يأجوجَ و مأجوجَ وطوفانَ تتارْ |
سَمِّهِمْ إن شئت طاعونًا تفشَّى في الديار |
عاث في أرجائها فتكًا |
فما أبقى صغارًا أو كبارْ |
ومضى خَلَّفها من بعدِهِ أرضًا بوار |
أيُّ أرضٍ |
يَنعَبُ البوم بها وسط الركامْ |
ويناديها لثاراتٍ مضت من ألف عام |
فتلبي، فزعت ملهوفةً ملتاعةً |
وكأن الوعد قد حان لديها بالتمام |
خبأته كل هذا الدهرِ |
ما أغمضَ جفنًا لينامْ |
أو ليسهو لحظةً عن ثأرهِ |
من بني العم بَكيلٍ وتميمٍ وجذام |
أين هذا الغِلُّ قد خبأتهِ |
ومتى أعددت للخِلِّ الحُسام |
عهدنا سَيفك ينبو كلما |
دَهَمَ الغزوُ وأعيانا انتقام |
فَبِمَ استأسدتِ يا أمتهمْ؟ |
وعلى من نصرُكِ العالي المقامْ! |
أعلى الأيتام في بلواهُمُ |
أم على الأطفالِ أسراب الحمام |
أم على نَوح الثكالى حسرةً |
تتباهى أيها الصقر الهمام |
لُعِنت ألفًا، سِفاحٌ نَسلُها |
كل أرضٍ أنجبت للموت زنديقًا |
وإن لفَّعَ الرأس وأرخى في العِمام |