عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > جميل حسين الساعدي > رثاء صديق

العراق

مشاهدة
645

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رثاء صديق

أوفى الصحابةِ والارزاءُ تجتمعُ
هما العجولانِ دمْعُ العينِ والفّزَعُ
نجري لننتزع الأثمارَ في عَجَلٍ
وثمَّ مِنْ فوق هذي الأرضِ نُنتزعُ
ويقتلُ البعضُ منّا البعضَ عنْ طَمَعٍ
فيستحيلُ تبابا ذلكَ الطمَعُ
يقتادنا العيشُ في ركْبِ المنونِ فما
يصدّنا عنهُ لا رَيْث ولا سَرعُ
حتّى إذا أدركَ الإنسانُ ما اطّلعَتْ
عليهِ عيْنٌ وما راءٍ كمنْ سَمِعوا
راحتْ تُنسّيهِ ذكرَ الموتِ تسلية ً
شتّى صنوف مِن الإبداعِ تُبْتدعُ
الأرضُ لمْ تكُ إلّا صخرةً عميتْ
لكنْ بنثّ خيالٍ وَجْهُها مَرِعُ
كانتْ ظلاما فألقى اللهُ شعلتهُ
عقلا بأنوارهِ الظلماءُ تنقشعُ
وقالَ كُنْ سيّدَ الأشياء أجمعها
أنتَ القويّ وكلٌّ عاجزٌ ضَرَعُ
سبحانَ مَنْ جعلَ الآفاقَ هائمةً
في أفْقِ عقلٍ على الأبصارِ يمتنعُ
حواهُ جُرْمٌ صغيرٌ في لفائفه
خرْقٌ لهذا الوجودِ الرحْبِ يتّسِعُ
لكنّهُ رغْمَ أنَّ الكونَ خادمهُ
يكبو فتركبهُ الأهواءُ والبِدَعُ
***
يا راحلا عنْ مغانينا أراجعةٌ
أيّأمُنا تلكَ أمْ وَلّتْ فلا مُتَعُ
أقسى السويعاتِ عندي ما أصادفها
وقت الرحيل ففيها الحُزنُ والجَزَعُ
إنّي ليؤلمني بُعْدُ الصديقِ فما
أنفكُّ في جاحمٍ بالجمْرِ أنتجعُ
فكيفَ إنْ كانَ يوما مَنْ نودّعُهُ
لا يُرتجى منهُ عَوْدٌ حيث نجتمعُ
مِمّا يُضاعفُ بلوانا تصوّرنا
بأنَّ إرجاع شئ فاتَ مُمْتنِعُ
لكنْ يُخفّفُ عنّا بعضَ لوعتنا
أنّ الذي غابَ عنّا سوفَ يُرْتَجَعُ
أبا علاءٍ وقلبي الآنَ مُعْتَصَرٌ
يكادُ مِنْ قَفَصِ الأضلاعِ يُنْتَزعُ
ماذا عسى واجدٌ في الحَرْفِ مِنْ سعةٍ
والجُرْحُ يخرقُ أعماقي ويتّسعُ
لئِنْ رمتَكَ الليالي مِنْ كنانتها
فقدْ وقعتُ أنا مِنْ قبلما تَقَعُ
وافاكَ سهْمُكَ قتّالا على عَجَلٍ
فحطّ عنكَ عناءً ليسَ ينقطعُ
لكنَّ سهْما رماني قدْ أضافَ إلى
تلكَ الجراحاتِ جرحا فوقَ ما أسَعُ
فما أنا بالذي تُرْجى سلامتهُ
ولا أنا ميّتٌ كيْ يذهبَ الوَجَعُ
أنبيكَ أنّي وقدْ فارقْتَ ما هدأتْ
هواجسي فهيَ كالثعبانِ تندفِعُ
تقتاتُ لحْمي وتُسْقى مِن مسيلِ دمي
أنظرْ تجِدْ سحنة كالورْسِ تمتقعُ
أنظرْ تجدْ في عيوني أيّ مُنتجَعٍ
يصطافهُ الحزنُ منْ دهرٍ ويرتبعُ
عاقرتُ كاساته أدري عواقبها
مثل السكارى بحبّ الخمْرِ قد ولعوا
أبا علاءٍ لماذا الأرضُ في نظري
سوداء لا جلوةٌ فيها ولا لمَعُ
أينَ الضياءُ أغارَ الضوءُ وانبجستْ
عينُ من الليلِ لا تُبْقي ولا تَدَعُ
لمّا رأى الصَحْبُ أنّي تالفٌ أسفا ً
عليكَ والنفسُ في كفّ الأسى قِطَعُ
قالوا تجلّدْ وكنْ بالصبرِ مُعْتصما ً
الصبْرُ درعٌ به المفجوعُ يَدّرعُ
ألفيتُ نفسي وقدْ صبّرتُها سلفا ً
كمبصرٍ يدّعي جهلا بما يَقَعُ
وهلْ تبقّتْ وأنتَ القصْدُ أمنية ٌ
فكيفَ لِي بدواء الصبْرِ أنتفِعُ
قدْ هدَّ يومكَ حَوْلي رغم معرفتي
أنّ الليالي مُريعاتٌ بما تَضَعُ
نمْ في الثرى يا رفيقي دونما شَجنٍ
وخلّني في خضمّ اليأسِ أ ُبْتلعُ
جميل حسين الساعدي

*** (1) تباب: خسران وهلاك (2) سَرَع: عجلة وإسراع (3) ( وما راءٍ كمن سمعوا) إشارة إلى بيت الشاعر العربي القديم يا ابن الكرام ألا تدنو لتبصرَ ما قد حدثوكَ فما راءٍ كمنْ سَمِعَــا (4) مَرِع: خَصِب (5) ضَرَع: ضعيف (6) الورْس: بزر أصفر يجلب من اليمن ويدخل في البخورات
التعديل بواسطة: جميل حسين الساعدي
الإضافة: الخميس 2015/12/03 05:16:04 صباحاً
التعديل: الخميس 2015/12/03 05:55:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com