إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
حقيبةُ السَفَرْ |
في خاطري من ذكرها صُوَرْ |
مريرةٌ، عابسةٌ، كسِحنةِ القدرْ |
تفزعني، تنقرُ في جمجمتي معاولُ الخَطَرْ |
تنثال في ذاكرتي – من روعها – رُؤىً |
لكل من قد سافروا |
وما أتى من صوبهم خَبرْ |
أراهمُ تدافعوا، وزحموا المَمَرْ |
حقيبةُ السفر |
دومًا إذا حَزمتُها |
وغرقت في صَمتِها |
وقبعت في رُكنها تَرمُقُ في شَزَرْ |
وكلما اختلستُ لمحةً تِجاهها |
ألفيتها منهومةً تمعن في النظر |
داهمني من فزعي دُوارْ |
ولفني اصفرارْ |
وعشيت عينايَ، رغم سطوة القمر |
وانطفأ البريق فيهما |
مُخَلِّيَاً مكانه لأوهنِ الشَرَرْ |
وكلما أوغلتُ في مَسارِبِ السفر |
وغيّبتني ظلمةٌ، وحاطني خَطَرْ |
وانتحبت حمائمٌ |
أفزعها ما كان من تَجَرُّدِ الشَجر |
وعُريهِ، يفضح كل سَوأةٍ |
يكشف كل ما القناع قد سَتَرْ |
ساعتها كأنهُ المطر |
يهمي عليَّ الشعرُ دون موعدٍ |
كلحظة القدر |
على جناح غيمةٍ، أُحسهُ قد رفَّ وانهمرْ |
منبثقًا من أضلُعي |
منحدرًا كأدمعي |
تعصرُهُ أصابعي |
قافيةً قافيةً ترشحُ مثل قطرةِ المطرْ |
دومًا إذا طوّحَ بي سفر |
أحسُ كل سَفرةٍ بأنها نهايةُ المَطافْ |
وأن سندبادَ قد أسلمه الشراعُ والمجدافْ |
ولفظتهُ موجةٌ |
ونثرت حطامهُ على شواردِ الضِفافْ |
فأنثني مُلوِّحًا مودعًا |
هاجرُ! هل طاب لك المَقَّرْ |
بعدي؟ وهل هوى إليك زُمًرٌ من البشر؟ |
وغدقت دنياكِ بالثمر |
غدًا إذا أطلتُ – رغم أنفيَ – الغيابْ |
ولفني ضبابْ |
وما أتاك طارقٌ مني ولا خبرْ |
قولي إذا ذكرتني وما وجدتِ لي أثَرْ |
وانتحبت سحابةً تَسِحُ بالمطرْ |
قولي: لقد غيّبهُ السفر . |