إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مثل أطفال بلادي الطيبينْ |
وجهه ينضَحُ دفئاً و اشتياقا وحنين |
كان يهوى الأرض والزيتونَ |
والنهر وأعراس الصباحْ |
وموايلَ العتابا |
يكره الظلمة والبيدَ وإعوال الرياح |
والدم المسفوح من خضر الجراح |
مثل أطفال بلادي الحالمينْ |
برُؤى البحر و يافا والسفين |
خضرةُ الريف بعينيهِ |
وفوق الجبهة السمراء آثار كآبة |
وعلى العينين تهويمٌ وأطياف سحابة |
وأتتنا الريح في ذات مساءْ |
وبكت أمي وقالت: |
لعنة حلت بنا هذا الشتاء |
ساحة القرية طوفان دماء |
وكلاب البحر تغزونا كأسراب الجرادْ |
تنهب الحقل الذي يحلم عاما بالثمرْ |
تخطف الطفل الذي يحلم في أرجوحة فوق القمر |
ومضى عام ثقيلْ |
راعف الجبهة مشؤوم ٌ هزيل |
مثل أطفال بلادي الثائرين |
صار ماجدْ |
يعبر الشارع مرفوع الجبين |
وزغاريد تعالى في زوايا الحي عادوا سالمين |
صارت البقعة موّال حنين |
يملأُ الدنيا صداه: |
المجد للمقاتلين، المجد للمقاتلين |
مثل أشبال بلادي الثائرينْ |
صار ماجد |
يكره السيارة الزرقاء كالحقد الدفين |
كالدم الأزرق في روما ونيرون اللعين |
يُبغضُ الأمطار في عيني صبيهْ |
يتمتها أمسيات دموية |
والأهازيج المُدماة الشقية |
ورُؤى تشرينَ في وجه فتاةٍ قروية |
صار ماجد |
يعشقُ الأرض التي تُنبت عنفاً ورياحْ |
والتي تورق من نزف الجراح |
والتي تُزهر في الصحراء ورداً وأقاح |
ويغني ليدٍ تحمل خبزاً وسلاح |
ومضى ذات مساءْ |
لم يعد بين الرفاقْ |
بقيت منهُ بقايا بندقية |
وفتاةٌ قروية |
صوتها مزّق صمت الليل: |
طلت البارودة والسبع ما طلّ |
يا بوز البارودة من الندى مبتل |
ومضى ماجد لكني أراه |
طيفهُ محفورةٌ في العين لا زالت رُؤاه |
خضرةُ الريف بعينيهِ |
وفي جبهته جرح الربابهْ |
ويدٌ قد لوّحت، تشتاقُ أن تلقى صحابه |
وعلا وجنتهُ الضوء الذي يغمر أدران السحابه |