عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > فيصل سليم التلاوي > كم في الموت من عجبِ

فلسطين

مشاهدة
631

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كم في الموت من عجبِ

أبا الفراتين كم في الموت من عجبِ
الصمتُ أبلغ من قولٍ ومن عتبِ
يا حكمةَ الله كم ساوت بمنطقها
بين العَييِّ وبين الحاذقِ الأربِ
يوَحدُ الموت أحوال العباد على
دمعٍ صبيبٍ غزير المد مُنسكب
ما كان حقك أن ترثى بقافيةٍ
من القريض ولا فيضٍ من الخطب
فأنت للشعر والإبداع مُلهمَهُ
وأنت كوكبه الدُرِّيُ لم يغب
الدهر ينشد إذ جددت ثانيةً
من ادعى ذات يوم أنه لَنبي
قرناً من الدهر قد جابهت منفرداً
هول العواصف والأنواء والنُوَب
فكنت فارسها المغوار، مسعرها
وكنت خير فتىً ياصفوة النسب
ما وثبة الجسر عن بالي بغائبة ٍ
ولا صمودك تغشى كل مغتصب
ما حلف بغداد والأيامُ شاهدةٌ
لقوسك الصلب نبعاً ليس بالغرَب
ترمي الأعادي وأذنابا لهم تبعًا
مُسَيَّرين وإن عُدّوا من العرب
ترجل الفارس المرهوب جانبه
ليستريح من الإعياء والنصب
أنخ ركابك فالفيحاء وارفةٌ
ظلالها وبنوها أقرب القُرُب
أرح ركابك من أينٍ ومن عَثَرٍ
كفاك جيلان محمولاً على التعب
يا شام ضيفك أغلى أن يواريه
تبرٌ من الأرض أو يختلط في التراب
فوسديهِ عيون الغيدِ هاميةً
وأطبقي حوله بالجفن والهُدُبِ
أبا فرات! رمادٌ كل ما نفخت
شِدقاك فيه، فما أسعرتَ من لهب
إلا وهبت رياحٌ هوجُ عاتيةٌ
وأخمدت جذوة الآمال والأرب
يُوحدُ الرزءُ أبناء الشعوب ولا
يفرق الرزء إلا شعبنا العربي
ذكرت يافا التي يومًا حللت بها
توجت هامتها بالغار والشهب
يافا التي أفلت من ساح أمتنا
تبكي فتاها الذي نادت ولم يجب
تبكيك بغداد ياابن الرافدين فما
جفت دموعٌ ولا عاف البكاء أبي
ضاق العراق على المهدي وهمته
فأنفد العمر في منفى ومغرَب
يا ويح بغداد قد دار الزمان بها
وبدلت بأ بي ذرٍ أبا لهب
فلا الرشيد يقود اليوم صائفةً
ولا بنوه ذوو التيجان والرُتب
وليس معتصمٌ في غزو روميةٍ
وقد تقدمه جيشٌ من الرُعُب
قد عافها من بنيها كل نابغةٍ
جواهري يصوغ القول من ذهب
هاموا على طرقات الأرض قاطبةً
تقطعت بهم الأسباب واعجبي!
على بلاد ينوش الموت فتيتها
على الدروب بلا ذنب ولا سبب
سوى طلابهم حرية سلبت
أنعم بطالبها المقدام والطلب
أبي فرات الذي لم يحن هامته
إلا لخالقه أو شارة الأدب
إذا الجموع انتشت شوقاً لشاعرها
وصفقت،هتفت من شدة الطرب
أحني لها هامة شماء شامخةً
ما عُفِّرَت مرةً بالمين والكذب
أبا فرات وداعاً لا لقاء له
روّى ضريحك فيض الغيث والسحب
وجيرةٍ لصلاح الدين هانئةٍ
أضفتَ مجداً إلى ما خُطَّ بالقُضُب
فالسيف والقول في بُرديكما اجتمعا
والرافدان،فذا أمي وذاك أبي
فيصل سليم التلاوي

إلى شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري الذي رحل عن دنيانا 21/8/1997 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أشارة إلى المتنبي . (2) إشارة إلى عمر الشاعر المديد الذي استمر قرابة قرن (1900 - 1997م) . (3) وثبة الجسر هي انتفاضة مجيدة للشعب العراقي في يناير 1948م وكان الشاعر من أبرز فرسانها . (4) الفيحاء هي دمشق حيث توفي الشاعر وفيها دفن . (5) إشارة إلى قصيدة الجواهري "يافا" التي ألقاها سنة 1946م في مدينة يافا . (6) أبي تخفيف لكلمة "أبيّ" . (7) صائفة : غزوة في فصل الصيف حيث كانت غزواتهم تسمى "الصوائف و الشواتي" . (8) إشارة لضريح القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي الذي يرقد في دمشق أيضاً وهو من أبناء الرافدين .
التعديل بواسطة: فيصل سليم التلاوي
الإضافة: الجمعة 2015/12/04 03:29:26 صباحاً
التعديل: الجمعة 2015/12/04 03:56:24 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com