صباحُ الخير يا جارهْ ويا نوارةَ الحارهْ
|
ويا روضاً يفوح شذاً فينفح أنف من زارهْ
|
صباح الياسمين تبسمت للفجر أزهاره
|
على الشرفات تحضنه وتكتم منه أسراره
|
شفاهٌ هللت للفجر تعشق منه أذكاره
|
وقد سئمت ظلامَ الليل مَوهِنَهُ، وأسحارَه
|
أراها ثغرها يفترُّ حين يبين إدباره
|
وترنو دائماً للصبح حين يبين إسفاره
|
أهيم بعين نرجسةٍ تلاقي الصبح محتاره
|
يُخضِّل جفنها فيضٌ من الأنداء مدراره
|
وإذ تتعانق الأهدابُ تطبق جفنها تاره
|
وتفتحه على سعتيه أقرأ فيهما شاره
|
فأحلم والهاً بالورد أقطف منه أزراره
|
ألوذ بفرجة الشباك أسرق منه أخباره
|
سلاماً أيها الشباك واسلم أنت والجاره
|
سلامي للشفاهِ سمعتها همست كقيثاره:
|
تفضل جارنا واهنأ بفنجانٍ وسيجاره
|
فدغدغ لحنها روحي وزاح القلب أستاره
|
وجئتك سندباد البحر بات يعاف إبحاره
|
تقاذفه عُبابُ الموج ضيّع في المدى داره
|
وملّ البحر والشطآن، زورقه وأسفاره
|
غريباً نازحاً ألقى على مرساك تسياره
|
أتوق إليك ملءَ البحر عدّ الموج يا جاره
|
ولكني أغار عليك من قلبي وأوطاره
|
أخاف عليك من نفسي فإن النفس أمّاره
|
فأغضت جارتي ومضت وأذكت في الجوى ناره
|
وظل نداؤها عوداً شغاف القلب أوتاره
|
تفضل جارنا واهنأ بفنجان وسيجاره
|
ويا جار الرضا إن الزيارة خيرُها غاره
|