إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كانت الدنيا مطرْ |
وأنا ألتحف الغيم ويَطويني سَفرْ |
وورائي طيفُ أحبابي بقايا من صُوَر |
وجهُ أسماءالذي يبزغ في عيني قمر |
ومضُ عينيها قناديلٌ تضيءُ الدرب في ليل العُمُرْ |
وردةٌ في القلب أغفت وأفاقت بعد حينْ |
عطرها قد ردّ روحاً هاجرت منذ سنين |
ردني العطر لنهر ٍ من أمان وحنين |
جفّ مذ كنت صبيا |
لم يُخلف غير ذكرى |
وارتعاشات أنينْ |
ونقوش في الجبين |
نضب المجرى وخلىّ |
خلفه البحار ملتاعاً وأعواد السفين |
طيف أسماء الذي يُشجي إذا غاب ويشجي إن حضرْ |
كفها تزرع في الصدر وفي الظهر وفي العين شَجَرْ |
فأراني غابة تلتفُ بالأزهار والأطيار في وقت السَحَرْ |
ويرويّني مطر |
وإلى سيرته الأولى مضى ركب الَنَهَرْ |
دافقاً بالخصبِ والطيبِ وألوان الزهَر. |
كانت الدنيا مطر |
وأنا أذرع أرض الله مُبتلاً مُحاطاً بالخطرْ |
لم تكن أسماءُ عند الباب تدعو لي |
ولا من فرجة الشباك يقفو خطوتي منها نظر |
خلّت الشرفة للريح وما أبقت لها فيها أثر |
كلما أرسلت طرفي خاب وارتد البصر |
وأراني في ذهولي واقفاً تحت المطر |
آه لو تعرف أسماءُ، وأسماءُ على مرمى حجر |
مالذي يفعلهُ فيّ المطر |
أيُ حزنٍ والتياع وكدَر |
يتغشاني إذا سحَّ المطر |
وتوالى ببكاءٍ ونحيبٍ مستمر |
كانت الدنيا مطر |
وأنا ألحظ في عُجبٍ وتوقٍ وحذرْ |
وردة الجوري التي تغفو على زنديّ من عشرين عامْ |
وأراها كل يومٍ بين صحوي والمنام |
كيف لم ينفذ إلى أنفي شذاها؟ |
ودمي ما خضَّبتهُ وجنتاها؟ |
لم أميّز عطرها وسط الزحام |
ما عرفت الوجد أو نار الغرام |
ما الذي يلهبني عشقاً و يوريني ضرام؟ |
مالذي يملؤني توقاً وشوقاً وهيام؟ |
ولماذا أدمن السُهدَ وما طاب لأجفاني منام؟ |
ولماذا عادت الروح إلى |
جسدٍ قد هدّه طول السقام؟ |
لست أدري |
كل ما أدري يقيناً |
أن أسما هجرتني بعض عام |
أسلمت روحي لدنيا من ظلالٍ وقتام |
وتبيّنت على البعد الذي ضيعته تحت الركام |
بعدها عُجتُ على كل الدروبْ |
ثم أغفيت على سفح الغروب |
واحتوتني غيمةٌ ذات قروحٍ وندوب |
غيمتي ما أمطرت قَط، فما كانت سكوبْ |
علمتني كيف تبلى الروح أو تصدا القلوب |
خلفتني ومضت صوب الجنوب |
بعدها استيقظ في قلبي ملايين النيام ْ |
كل من غيّبه الدرب نضا أكفانهُ اليوم وقام |
فرّت الغربان من دربي |
وأحنى بعدها سرب اليمام |
وعلى الأوتاد قد باض الحمام |
أقرئوا أسماء مني اليوم شوقاً وسلام |
وتباريح غرام |
كان لا بد من الجرح لكي نعرف طبع الإلتئام |
كان لا بد من البعد لكي يحلو على البعد السلام |
كان لا بد من الليلِ |
لكي يعقبه الصبح الذي يطرد أشباح الظلام |
كان لا بد من الصمت لكي يمنحنا من بعده أحلى الكلام |