سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه |
وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه |
لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ |
وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ |
فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه |
تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه |
كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه |
لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه |
وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ |
وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ |
لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ |
فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ |
وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ |
وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ |
فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ |
وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ |
تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه |
تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه |
لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ |
وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ |
فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ |
لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ |
مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ |
مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ |
وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه |
ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه |
نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ |
عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ |
أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ |
ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ |
فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ |
نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي |