إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا أيّها الممْتدُّ بين ظهيرتَينِ، |
جمعْتُ أتربتي وجئتُ إلى غيابِكَ |
حيثُ لا أحدٌ هنا غيرَ الحَديدِ |
يمُدُّ أَشْرطةً من الفُوضى، |
ويُمعِنُ في اغْتصابِكَ |
كنتَ وحدَكَ |
إذْ تَدحْرَجَتِ الجهاتُ شريدةً، |
وانساحتِ اللحظاتُ |
تحت دخانِ مَنْ عَبروا لقبرِكَ، |
فاتكأْتُ على جدارٍ أينعَتْ فيه الشراسةُ |
كي أُرتِّقَ ما استطعْتُ من القبائلِ، |
كي أُسمِّيَ مَوتَكَ الغجريَّ |
تكملةً لعشقٍ كرَّستْهُ خُلاصةٌ بيضاءُ |
في النهرِ المُغادِرِ نحْوَ صَمْتِكَ |
والنوارسُ أغلقتْ شبّاكَها المائيَّ، |
وانتظرتْ رَمادَكَ أنْ يعلِّمَها البُكاءَ، |
نَشرْتُ كلَّ دَمي لأسألَ عنكَ، |
أعلنْتُ الطفولةَ |
من حِذاءٍ باركَتْهُ الريحُ، |
يا وجْهي المُفكَّكَ، |
يا غُبارَ أصابعي، |
كم كنتُ أقترفُ التشبُّثَ فيكَ |
مُقتَنياً عُبورَكَ، |
والتمرُّدَ في هواكَ، |
أَمُدُّ نحوَكَ |
ما تَوفَّرَ في يَديَّ مِنَ الشوارعِ، |
ما تخثَّرَ في سَمائي من طيورٍ، |
أدَّعي مطراً بَهيّاً لا تُراوغُهُ الفصولُ، |
أُلاصِقُ الأَسماءَ، |
أستجدي حضورَكَ |
حينَ يَرتكِبُ الخرابُ نشيدَهُ، |
سألُمُّ صَوتَكَ فانتظرْني |
عند زاويةٍ |
تُراودُها النهاراتُ الفسيحةُ، |
سوف أشطُرُ خيبتي ضفتَينِ |
تَحترفانِ عِشقَكَ كالبَداهةِ، |
كالتعاويذِ القديمةِ، |
حين تَسترخي مُمزَّقةً عليكْ |
هذا فمي مُدُنٌ تُحاصرُها المياهُ |
وتلك أسئلتي بغُربتِها تَحُجُّ إليكْ |