عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > جميل حسين الساعدي > اغتيال قيصر وظهور شبحه ثانية للإنتقام*

العراق

مشاهدة
773

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

اغتيال قيصر وظهور شبحه ثانية للإنتقام*

قيصر يدخل روما وسط ابتهاج الجماهير بمقدمه من حروبه بالظفر.
حملتُك ِ في روحي فما أنا واجد ُ
لديك ِ وقد لانتْ لعزمي الجلامد ُ
أتيتُك ِ يا روما فؤادا ً مُجرّحا ً
تقاسمَه ُ بأس ُ الجوى والشدائد ُ
فهلْ لحنيني في ربوعك ِ موئل ٌ
وهلْ للّظى المبري الأضالع َ خامد ُ
قهرتُ بك ِ الدنيا فكنْت ُ مُهنّدي
أصدُّ به ِ جيش َ العدى وأجالد ُ
حياتي َ وقْف ٌ والذي امتلكتْ يدي
عليك ِفما عندي سواك ِ مقاصد ُ
أنا قيصر ُ العملاق ُأركع ُ طائعا ّ
لديك ِ فهلْ حقّا ً بأنّيَ جاحد ُ
أأطمع ُ في مُلْك ٍ وما نفع ُ مغنم ٍ
سواك ِ أنا الفاني ومجْدُك ِ خالد ُ
يحتشدالجمهور يتقدمه أشراف روما
يباركون لقيصر ويبرز من بينهم شاعر شاب
يستقبل قيصر وهو ينشد:
يعجز ُ الحرف ُ أنْ يمجّد َ قيصر ْ
هو َ مِنْ كلّ ما نؤمّل ُ أكبر ْ
كلّ ما قدْ رأيت ُ في أرض ِ روما
عرض ٌ زائل ٌ وقيصر ُ جوهر ْ
يشهد ُ الكون ُ والخلائق ُ طرّا ً
ونجوم ُ السماء ِ والبحْرِ والبر ْ
انّها لمْ تَجِدْ كشخْصِك َ جلْدا ً
قد أذلّ الصعاب َ مِنْ كلّ مصدر ْ
لحتَ في ظلمة ٍ لروما سراجا ً
ذاد َ عن وجهها الظلام َ فأزهر ْ
سرْ على نهجكَ الحكيم مفدّى
كلّ أرواحنا لقصدِك َ مَعْبَر ْ
ليسَ إلاّك َ للمصائب ِ يُرْجى
فبِك َ الدهْر ُ والمصائب ُ تُقْهَر ْ
***
في ساعة متاخرة من الليل
يجتمع المتآمرون في أحد البيوت
يتدراسون خطّة اغتيال قيصر فينبري أحدهم قائلا:
قد طغى قيصرُ يا صحبي وقد عاثَ فسادا
غرّهُ النصرُ فلمْ يعرفْ سوى البطش ِ مُرادا
وإذا نحنُ تركناهُ فعلنا ما أرادا
فلْنذقْهُ الكأسَ كأسَ الموت ِ تجتتثُّ العنادا
يجيبهُ آخر:
قد أجدْت َ القولَ نعْم َ الرأي ُ ما أنْت َ تراهْ
لِيَمُتْ قيصرُ ولْيذهبْ الى التُرْب ِ هواه ْ
ولْيكُنْ في موتِه ِ ردْعٌ لمغرور ٍ سواه ْ
ينبري آخر معترضا ً:
قدْ رأيتُ الشعْب َ مسحورا ً وما زال َ يُغرّر ْ
وأنا أخشى بأنْ يثأر َ إمّا مات َقيصر ْ
يجيبه ُ آخر:
سنزيل ُ السحْر َ من كلّ العقول الهمجيّه ْ
وسيصحو الشعب ُ إنْ قيصر ُ وافْته ُالمنيّه ْ
يتفقون ويقررون اغتيال قيصر قيصر
يسير في شوارع روما بين هتاف الجماهير وتصفيقها
يعترضه ُ عرّاف .
العراف يرفعُ صوته محذرا:
آهِ يا قيصر ُ لوْ تسمع ُ تحذيري إليك ْ
ليسَ في روما صديقٌ كلّهم حقدٌ عليك ْ
فاحذر الأفعى التي تنسلّ مِنْ بين ِ يديك ْ
يردُّ عليه قيصر:
أيّها العرّاف ُ دعْ وهْمك ّ هذا للغد ِ
أنا لا أخشى المنايا إنّها ما أرتدي
فدع ِ ألأوهام َ لا تبحثْ لها عن مورد ِ
ليس َ يثنيني َ وّهْم ٌ زائف ٌ عنْ مقْصدي
يستمر قيصر في مسيره وهو يحدّث نفسه:
آه ِ يا روما إذا خاب َ ولمْ يفلحْ رجائي
ورأيتُ الغدْر َ تُخفيه ِ ثيابُ الأصدقاء ِ
آه ِ ما أحوج َ نفسي لرفاق ٍ أوفيا ء ِ
ينقضي النهار ويأتي الليل
ويرى الناس أشياء عجيبة فتقصّ عليه زوجته ما رأى الناس
زوجة قيصر... مخاطبة قيصر:
هذه ِ الليلة ُ يا قيصرُ ليستْ كالليالي
ظهرتْ فيها أمور ٌ هي َ أدنى للمحال ِ
تدهشُ العقل َ فلا يعرف ُ صدقا ً مِنْ خيال
إنّها تحمل ُ أنباء ً لأيّام ٍ ثقال ِ ِ
تنقضي الليلة ومع بزوغ الفجر
ينهض قيصر من فراشه متعبا
وتنهض زوجته لتقصّ علبه حلما مفزعا
زوجة قيصر... مشيرة ً الى قيصر:
حُلُم ٌ لمْ أر َ مِن قبل ُ له ُ عندي مثيلا
قد رأيت ُ الدم َ يختطّ بذي الدار ِ مسيلا
وأنا أخشى بأنْ تمضي َ بالغدْر ِ قتيلا
فالزم ِ الدار َ ولا ترْو ِ لذي حقْد ٍ غليلا
يردّ عليها قيصر غاضبا:
أنا منْ حيّر َ بالجرأة ِ فرسان َ الزمان ْ
أنا منْ يجري لهُ ذكْر ٌ على كلّ لسا ن ْ
أتريدين َ لمَن ذاق َ المنايا أنْ يُصان ْ
ليس َ يُصغي للذي قد قلْتِه ِ إلا الجبان ْ
أو َ أقضي عمْري َ الباقي بذلّ ٍ وهوان ْ
أكذا تغريك ِ دنياك ِ فيعروك ِ افتتان ْ
خسئ العيشُ اذا العيشُ أمات َ العنفوان ْ
إنّما أيّامنا هذي حظوظ ٌ ورهان ْ
ليس َ فيها مِنْ بقاء ٍ ليس َ فيها مِنْ أمان ْ
فائز ٌ مَنْ ختم َ الرحْلة َ مرتاح َ الجنان ْ
خاسر ٌ مَنْ لُوّثت ْ منه ُ بما يُخزي اليدان ْ
***
يخرج قيصر من منزله ِ قاصدا دار الحكومة
وفي الطريق اصطفّت الجماهير تحييه
وفي مقدمتهم المتآمرون. ينظر اليهم قيصر شزْرا...
قيصر يتكلم:
البِشْرُ فوقَ وجوه ِ القوم ِ مُصطْنع ٌ
لأنّه الحقد ُ في الأعماقِ يحتجب ُ
قد ْيطلبون َ أمورا ً جدّ مُعجزة ٍ
لكنّهم قيصر َ المنكود َ ما طلبوا
سيظفرون َ بما يبغون َ مِنْ رجل ٍ
لكن ْ وشيكا ً جناهم ْ سوف َ ينقلب ُ
فلْتسْترحْ قيصر المنكود من زمن ٍ
أراك َ سؤته ُ ولْينْته ِ التَعَب ُّ
وبينما هو يصعد السلّم
اذا بالطعنات تتوالى عليه وكان آخر من طعنه أحد أصدقائه المقربين
فلما رآه قيصرالتفت اليه قائلا:
أحتّى أنت َ تطعنني فماذا
اذن يرجو امرؤ ٌ مثلي ويأمل ْ
أفي صحو ٍ أنا أمْ في خيال ٍ
أم الإنسان ُ عالمه ُ تبدّل ْ
اذن قدْ كان خيرا ًلي ممات ٌ
فبدءُ خلاص روحي حينَ أُقتل
لأنَّ المرء َ إنْ لم ْ يلق َ صدْقا ً
يكون ُ تَعلّة ً أنْ سوف َ يرحل ْ
قيصر يلفظ أنفاسه الأخيرة
ويأتي بعد فترة من مصرعه اعزّ أصدقائه و
قد هاله ما رأى ولمْ يصدّق ما رأت عيناه
يقف على الجثة فتنهمر دموعه ويبدأ برثاء قيصر:
هذي هي الأرضُ في الظلماء ِ غارقة ٌ
لأنّ مَنْ يحملون َ النور َ ما وِلِدوا
وأنّ مَنْ ولدوا في المهد ِ قد خُنِقُوا
فلمْ يَعُدْ عارفا ً أسماءهم أحد ُ
وأن َ مَن ْ بذروا بذْر َ الحياة ِ على
جدْب ِ الطبيعة ِ كان َ الموت ما حصدوا
أمثل قيصر َ يحوي الترْب ُ لا بقيتْ
مِنْ بعده ِ دول ٌ أوْ شُيّدتْ عُمُد ُ
أهكذا كلّ عملاق ٍ نهايته ُ
بأنْ تمزّقهُ أسياف ُ منْ فَسدوا
أجثة ً عاد َ ربّ المجد ِ مُهملة ً
أهكذا يا صديقي يفعل ُ الحسد ُ
ماذا يريدون َ لمّا ثارَ ثائرهم
أمثلُ قيصر َ فوقَ الأرضِ قد وجدوا
الأن َ أدركت ُ أن ّ المُلك َ مَفْسدة ٌ
وأننا منْ مَعين ٍ زائف ٍ نرِد ُ
هي َ المطامع ُ يغدو الخيرُ منقلبا ً
شرّا ً لديها ويزكو الفاسق ُ النّكِد ُ
***
ألمتآمرون يجتمعون ليعدّوا الخطط
لمواجهة أنصار قيصر وبينما هم يتحدثون...
اذا بشبح قيصر يظهر أمامهم محذرا:
غدا ً بسوح ِ الوغى حتْما ً سنلتحم ُ
وإنّه ُ لقريب ٌ ثأْرُ مَنْ ظلموا
لنْ تضمنوا النصْر َ انّ الكأس َ واحدةٌ
كما علينا عليكم يطبق ُ العدم ُ
إنّي لأعجب ُ أحيانا ً ويضحكُني
أنْ يستبد َ برأس ِالطامع ِ الحُلُم ُ
يبدّدُ العُمْر َأحلاما ً وأخيلة ً
وآخر ُ الأمْر ِ أنّ الكُلّ مُنْهدم
يملأ الرعب والدهشة قلوب المتآمرين
وتبدأ الهواجس تفعل فعلها فيهم
فينتحرون واحدا اثر واحد بنفس السلاح الذي قتلوا به قيصر
جميل حسين الساعدي

* استيحاء من مسرحية شكسبير الخالدة( يوليوس قيصر) (1) الجنان: القلب
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2015/12/10 08:33:34 مساءً
التعديل: الأحد 2015/12/13 06:59:24 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com