إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ءثُمَّ نادت جالاً |
وكانت من الرقَّةِ .. |
كالماءِ إذ يَهُزُّ الخَيالا |
من بنَاتِ الهنودِ |
تعرفُ ما يُرضي الغواني ..! |
وما يَزِينُ الجَمالا ..! |
مَنْ أتى أمسَ ..؟ |
خبّريني..؟ |
ألا تدرِينَ ..؟ |
كلاّ .. فلستُ أُحصي الرِّجالا..!! |
أجميلٌ فلم أُمتَّعْهُ |
إذ نِمْتُ عميقً ممَّا لقِيْتُ الكلالا؟ |
ومتى راحَ..؟ |
في الصباح..؟ |
ألا يرجعُ؟ |
ماذا أبقى ..؟ |
أغادَرَ شيَّا..؟ |
ناوليني أساوِري |
فأتتْها بصُنَيَْدِيقَ .. أودعتْهُ حُليَّا |
رفعتْ عندَها ذراعينِ |
سُبْحانَ الذي يَخْلُقُ الجمالَ السَّويَّا!! |
إنَّ نفسي جالا . .تَفيضُ هناء |
لو توصَّلْتُ أنْ أُميتَ حبيبا |
مِن أُولاءِ الذين يلقَوْن داء |
فيخالُونَ أنَّ فيَّ الطَّبيبا ..!! |
يجهلون انتقامةً .. واشتهاء! |
فيموتونَ تحتَ سوطِ عذابي |
ثُمَّ أمشي عليهمُ مِشيةَ الطاووسِ |
أحْثُو وجوهَهُمْ بالترابِ ..! |
هؤلاءِ أطلُبُ لا السَّاعينَ نحوي |
جِسماً بغير فؤادِ ..!! |
المَساكينُ ..! هُمْ بوادٍ .. ومَنْ يطْلُبُ صَرعى الحُبِّ المُميتِ بوادي .. |
سَفَهاً أنْ أُريدَ مِمَّنْ أُناديه ابتياعاً .. |
تعلّقاً بجمالي .. |
لستُ أرضى صَيْداً كأولاءِ ..يَلْتفٌ عليهم |
حتى شِراكُ نِعالي ..!! |
لم تكنْ هكذا السّنونَ الخوالي |
حيثُ كانَ الغرامُ شيئاً بديعاً |
إذ يجيءُ الأرضَ الالهُ |
يَزيدُ البَشَرِيَّاتِ حُرقَةً وَولُوعا |
يا تُرى أينَ أستطيعُ اللقاء! |
برجالٍ يُسخِّرونَ الرِّجالا |
أيُّ غابٍ يحويهمُ .. وفراشٍ |
فوقَهُ يُصبِحون أدنى مَنالا |
أصلاةً يبغُونَ حتى يُثيروا ..رغباتي؟ |
فَلْتَصْعَدِ الصلواتُ ..! |
وَهَبيهِم ينأوْنَ عن رؤيةِ الأرضِ |
هَبيهِمْ شاخوا .. هَبيهِم ماتوا ..! |
أفَتُردى مثلي .. ولم تُرْوَ مِمَّنْ |
تتلَظَّى لأجلهِ الرَّغَباتُ . |
وتمشَّتْ مهتاجةً .. يتمشَّى العُجْبُ |
والحسنُ في الدماءِ غزيرا |
نحوَ حَمَّامِها تَرى مِن خلال الماءِ ..فيهِ |
ما يَستثيرُ الغُرورا.! |
جسمَها اللدْنَ .. والغدائرَ تنسابُ |
كما أرْخَتِ العذارَى سُتوراً! |
وخريرُ المياهِ في السمعِ كالقُبْلةِ ..حرّانةً |
تَهيجُ الشُعورا..! |
عبدَتْ نفسَها .. فداعَبَتِ النَّهدينِ بالشَّعْرِ |
غِبطةً وحُبُورا..! |
خرَجَتْ والنهارُ تنطفئُ الشُلةُ منه |
والليلُ يرخي السُدولا .. |
تتهادى مُرتاحةَ البالِ ..لا تُعنى: |
بأنْ لم تكن حَصاناً بَتولا!! |
ومشَتْ نحوَها تَديفُ بذَوْبِ العِطرِ جالا |
مِن فوقها المنديلا .. |
وأمرَّتْ على المحاسنِ منها من نَتاجِ الهندِ |
المُثيرَ الميولا .. |
ثُمَّ قالت غنّي: فغنَّتْ .. |
وهل أبدعُ مِن وصْفِ أفروديتَ غناء ..؟ |
آيةُ الفنِّ، والبداعةِ يَلقى عاشقُ الفنِّ عندَها |
ما يشاءُ ..: |
لكِ رأسٌ كدَوْرَةِ البدرِ .. غطتَّه منَ الشَّعْرِ |
غَيْمةٌ سوداءُ.. |
يبتدي منه مُرْسَلاً سَعَفُ النَّخْلِ! |
له عندَ أخْمَصَيْكِ انتهاءُ .. |
أو كنهرٍ يجري بوادٍ |
غروبُ الشمسِ أهداه ظِلَّه ..والمَساءُ |
لكِ – كالبركتَيْنِ تحتَ ظِلالِ السرَّوِ؟ رَقَّا وأوغْلا |
عينانِ ..! |
لك – كالزَّهْرتينِ صُبَّتْ دماءٌ مِن غزالٍ عليهما – |
شَفتانِ! |
لكِ كالخنجرِ المُغطَّى بذاكَ الدمِ مُخضوضِباً! |
شقِيقُ لسانِ |
لكِ نحرٌ كما تبلَّجَ للصُبْحِ عَمودٌ |
ضَوَّى به المَشْرِقانِ |
لكِ صدرٌ كسَلَّةِ الزَّهْرِ |
بالنَّهدَينِ نَطَّت فُوَيْقَهُ زَهْرتانِ! |
واستقامتْ كَمِثْلِ أعمِدةِ العاجِ |
الذِّراعانِ منكِ والفَخِذانِ! |
لكِ تلك المُدوَّراتُ ..! حُلِيٌّ مُبْهِرٌ |
صُنْعُ مُعْجِزٍ فَنَّانِ |
لكِ بَطنٌ كأنَّها مُخْمَلُ الدِّيباجِ! |
أو ثوبُ أرْقَطٍ ثُعبانِ |
رُزِقَتْ سُرَّةً كلؤلؤةِ الغَوّاصِ |
قد رُكّزَتْ على فنجانِ!! |
لكِ – مثلَ الهِلالِ مِن خَلّل الغابةِ يبدو – |
رَفغٌ رفيعُ مكانِ!! |
وهُنا .. كَفَّتِ الوصيفةُ لا تسطيعُ قولاً |
عَما يلي الرَّفْغَ منها |
وانبَرتْ أفروديتُ تُوحي إلى جالا |
بحُسْنِ الذي تخبَّأ عنها! |
هو في الشكلِ: مِثلُ قوقَعةِ الماءِ |
وفي الحُسْنِ زَهْرةُ الجُلنَّارِ!! |
مُلِئتْ زُبْدَةً، وشَهْداً، وعطرا هو كالكَهْفِ دافئاً،!! |
كالمغارِ! |
رَطِباً!، مَلجأُ الرّجالِ السِّفارِ |
وهم سائرونَ للموتِ قَسْرا |
فاتمت جالا: |
أَجَلْ! |
ومخيفٌ .. طافحُ الجَنْبَتين بؤساً وشرا |
وجه ميدوزَ! ساخطاً |
يَلْعَنُ الناظَر في وجهه فيرتدّ صخرا!! |
من صباها .. |
مشى إليها خَيالُ |
يَتغذّى به الهوى والدَّلالُ |
وخيالٌ في مَهْدِهِ ما يَزالُ |
وخيالٌ يَدِبُّ .. |
رِخواً ضئيلا |
وخَيالٌ أضفتْ عليه سُدولا |
واستعاضت بالصمتِ عنه بديلا |
وخيالُّ أردته.. |
شِلْواً قتيلا |
فهو خصمٌ لزهوها قتَّالُ |
كلّما غرّها الصِبا والجمال |
هاجَ من عيشها ادِّكاراً ذليلاً |
وأحسّتْ حِمْلاً بذاك ثقيلا |
ومن الذكرياتِ .... |
رفّتْ ظِلالُ .. |
وترامى من الظِلالِ عليها |
ما يُثير الصِبا.. |
ويُكي الغراما |
ويديف اللذات والآلاما |
ويمَّجان: |
يقظة ومناما |
ويعنِّي بِثقْلها الأياما |
وتَفَيّتْ بغيمتينِ ظلالا |
يستبدان مُكثةً وانتقالا |
فمن الشعر ما يُظِّل الغمامُ |
ومن الذكريات ما يعتام |
ومن الذكريات ما يستام |
بسمةً، أو كآبةً، أو ذهولا |
أو مُضِّياً على السُرى .. |
أو قُفولا |
ومن الذكرياتِ ما يتغنَّى |
في قرار النّفوس .. |
لَحنْاً فلَحنْا |
ومَطافُ الخيالِ وهو المُعنّى |
بانبعاث الأنغامِ .. |
أُنساً وحُزْنا |
يتحدّى قلباً .. |
ويُرهفُ أُذنا |
بصدىً كلّما تجدّد رنّا |
ويعودُ الصّدى ... |
فيذكي الجَنانا |
ويعود الجَنانُ .. |
يَبْغي بيانا |
نَثَرَتْ شَعْرَها على كتَفِيَهْا |
نثرةً خيرَ ما تكونُ لديها |
واستدارت وَهْناً على عقبِيْها |
فبدا جانبٌ .. |
ولَوَّحَ ثاني |
وأراتها المرآةُ لَمْحَ بيانِ |
عن خَيالين.. |
ثَمَّ يرتجفانِ |
وبقايا ظِلَّيْنِ يَصطَرِعان |
ثم لَمَّتْ فُضُولَه بيديها |
فَمَشَتْ لمَّةٌ على نَهدْيها |
فتمشّى الضِرامُ في حَلْمَتيها |
فأطلاّ .. |
وثْباً من الذِروتينِ |
مثلمَا صكّ عاصِرٌ حبّتينِ! |
وتمطت كأفعوانٍ تلوّى |
فهو يَشوي بسّمِّهِ.. |
وهو يُشوَى |
وهو يُروى بلدغةٍ ... |
وهي تُروَى: |
اذ ترى جسمَها المميتَ الفظيعا |
وشباباً غضّاً... |
وخَلْقاً بديعا |
وثماراً شهيةً! وزُروعا |
نُثِرَتْ فوقه! .. |
وصدراً ونَحْرا |
ومسيلاً منه تفجّر نهرا |
ودماً فائراً يصبُّ سريعا |
تاركاً أينما جرى يَنْبُوعا |
كلُّ عِرقٍ منها ... |
تفصّد خمرا |
وهي تروى... |
حِقداً وزهوا وغدرا |
اذ ترى: |
أنَّ حُرقةً ودموعا |
وعذاباً فظّاً .. |
وموتاً ذريعا |
وصريعاً بها يواسي صريعا |
طوعَ ما تستثيرُهُ العينانِ |
عندما يأمُران أو يَنْهيَانَِ |
عندما يرويانِ إذ يحلُمان: |
قِصَّةَ الحبِّ ... |
إذ تَلُفُّ البرايا |
إذ ترى فيهما دِماءَ الضحايا |
بين مُوقَيْهِما ... |
وفي الإنسانِ |
وصباها ... |
عارٍ من الذكرياتِ |
ملهباتٍ جمرَ الهوى مذكياتِ |
فهو قَفْرٌ من الأنيس خلاءُ |
موحشاتٌ في جوه الأصداءُ |
لا يلبّي للروحِ فيه نداءُ |
ويُدَوّي للكَبْتِ فيه .. |
عُواءُ! |
فهي حَيرى ... |
تجوبُ منه قفارا |
وهي مهما جارَتْ عليه اقتسارا |
وتَمَلَّتْهُ ليلَةُ والنهارا |
وهي مهما اجترّت مُنىً وادّكارا |
لم تجد فيه ... |
ما يَسُرُّ العذّارى! |
غيرَ لمحٍ من تِلكُمُ الأُمسِياتٍ |
إذ ليالي الجليل ... |
رمزُ الحياةِ |
عطراتٌ بمَدرْجِ الفَتَياتِ |
في ضفاف البحيرة النشوانه |
ترتمي في نميرها حرّانه |
كل عذراء ... |
رَوْدةٍ معطافِ |
يتسقطْنَ موقع الأصدافِ |
وعليهنَّ من نميرٍ صافي |
أيّ سترٍ مهلهلٍ ... |
كشافِ؟! |
اذ حقولُ الجليلِ مرتمياتُ |
بقدوم الربيع مختفياتُ |
يتضاحَكْنَ في مَدَبّ الشُعاعِ |
راجفاً فوقَها ارتجافَ اليراع |
اذ غدا الجوُّ من أريج المراعي |
خدرَ حسناءَ من بنات الغرام |
سابحاً .. |
في العطور و الأنغام |