عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد مهدي الجواهري > أفروديت ...

العراق

مشاهدة
613

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أفروديت ...

ءثُمَّ نادت جالاً
وكانت من الرقَّةِ ..
كالماءِ إذ يَهُزُّ الخَيالا
من بنَاتِ الهنودِ
تعرفُ ما يُرضي الغواني ..!
وما يَزِينُ الجَمالا ..!
مَنْ أتى أمسَ ..؟
خبّريني..؟
ألا تدرِينَ ..؟
كلاّ .. فلستُ أُحصي الرِّجالا..!!
أجميلٌ فلم أُمتَّعْهُ
إذ نِمْتُ عميقً ممَّا لقِيْتُ الكلالا؟
ومتى راحَ..؟
في الصباح..؟
ألا يرجعُ؟
ماذا أبقى ..؟
أغادَرَ شيَّا..؟
ناوليني أساوِري
فأتتْها بصُنَيَْدِيقَ .. أودعتْهُ حُليَّا
رفعتْ عندَها ذراعينِ
سُبْحانَ الذي يَخْلُقُ الجمالَ السَّويَّا!!
إنَّ نفسي جالا . .تَفيضُ هناء
لو توصَّلْتُ أنْ أُميتَ حبيبا
مِن أُولاءِ الذين يلقَوْن داء
فيخالُونَ أنَّ فيَّ الطَّبيبا ..!!
يجهلون انتقامةً .. واشتهاء!
فيموتونَ تحتَ سوطِ عذابي
ثُمَّ أمشي عليهمُ مِشيةَ الطاووسِ
أحْثُو وجوهَهُمْ بالترابِ ..!
هؤلاءِ أطلُبُ لا السَّاعينَ نحوي
جِسماً بغير فؤادِ ..!!
المَساكينُ ..! هُمْ بوادٍ .. ومَنْ يطْلُبُ صَرعى الحُبِّ المُميتِ بوادي ..
سَفَهاً أنْ أُريدَ مِمَّنْ أُناديه ابتياعاً ..
تعلّقاً بجمالي ..
لستُ أرضى صَيْداً كأولاءِ ..يَلْتفٌ عليهم
حتى شِراكُ نِعالي ..!!
لم تكنْ هكذا السّنونَ الخوالي
حيثُ كانَ الغرامُ شيئاً بديعاً
إذ يجيءُ الأرضَ الالهُ
يَزيدُ البَشَرِيَّاتِ حُرقَةً وَولُوعا
يا تُرى أينَ أستطيعُ اللقاء!
برجالٍ يُسخِّرونَ الرِّجالا
أيُّ غابٍ يحويهمُ .. وفراشٍ
فوقَهُ يُصبِحون أدنى مَنالا
أصلاةً يبغُونَ حتى يُثيروا ..رغباتي؟
فَلْتَصْعَدِ الصلواتُ ..!
وَهَبيهِم ينأوْنَ عن رؤيةِ الأرضِ
هَبيهِمْ شاخوا .. هَبيهِم ماتوا ..!
أفَتُردى مثلي .. ولم تُرْوَ مِمَّنْ
تتلَظَّى لأجلهِ الرَّغَباتُ .
وتمشَّتْ مهتاجةً .. يتمشَّى العُجْبُ
والحسنُ في الدماءِ غزيرا
نحوَ حَمَّامِها تَرى مِن خلال الماءِ ..فيهِ
ما يَستثيرُ الغُرورا.!
جسمَها اللدْنَ .. والغدائرَ تنسابُ
كما أرْخَتِ العذارَى سُتوراً!
وخريرُ المياهِ في السمعِ كالقُبْلةِ ..حرّانةً
تَهيجُ الشُعورا..!
عبدَتْ نفسَها .. فداعَبَتِ النَّهدينِ بالشَّعْرِ
غِبطةً وحُبُورا..!
خرَجَتْ والنهارُ تنطفئُ الشُلةُ منه
والليلُ يرخي السُدولا ..
تتهادى مُرتاحةَ البالِ ..لا تُعنى:
بأنْ لم تكن حَصاناً بَتولا!!
ومشَتْ نحوَها تَديفُ بذَوْبِ العِطرِ جالا
مِن فوقها المنديلا ..
وأمرَّتْ على المحاسنِ منها من نَتاجِ الهندِ
المُثيرَ الميولا ..
ثُمَّ قالت غنّي: فغنَّتْ ..
وهل أبدعُ مِن وصْفِ أفروديتَ غناء ..؟
آيةُ الفنِّ، والبداعةِ يَلقى عاشقُ الفنِّ عندَها
ما يشاءُ ..:
لكِ رأسٌ كدَوْرَةِ البدرِ .. غطتَّه منَ الشَّعْرِ
غَيْمةٌ سوداءُ..
يبتدي منه مُرْسَلاً سَعَفُ النَّخْلِ!
له عندَ أخْمَصَيْكِ انتهاءُ ..
أو كنهرٍ يجري بوادٍ
غروبُ الشمسِ أهداه ظِلَّه ..والمَساءُ
لكِ – كالبركتَيْنِ تحتَ ظِلالِ السرَّوِ؟ رَقَّا وأوغْلا
عينانِ ..!
لك – كالزَّهْرتينِ صُبَّتْ دماءٌ مِن غزالٍ عليهما –
شَفتانِ!
لكِ كالخنجرِ المُغطَّى بذاكَ الدمِ مُخضوضِباً!
شقِيقُ لسانِ
لكِ نحرٌ كما تبلَّجَ للصُبْحِ عَمودٌ
ضَوَّى به المَشْرِقانِ
لكِ صدرٌ كسَلَّةِ الزَّهْرِ
بالنَّهدَينِ نَطَّت فُوَيْقَهُ زَهْرتانِ!
واستقامتْ كَمِثْلِ أعمِدةِ العاجِ
الذِّراعانِ منكِ والفَخِذانِ!
لكِ تلك المُدوَّراتُ ..! حُلِيٌّ مُبْهِرٌ
صُنْعُ مُعْجِزٍ فَنَّانِ
لكِ بَطنٌ كأنَّها مُخْمَلُ الدِّيباجِ!
أو ثوبُ أرْقَطٍ ثُعبانِ
رُزِقَتْ سُرَّةً كلؤلؤةِ الغَوّاصِ
قد رُكّزَتْ على فنجانِ!!
لكِ – مثلَ الهِلالِ مِن خَلّل الغابةِ يبدو –
رَفغٌ رفيعُ مكانِ!!
وهُنا .. كَفَّتِ الوصيفةُ لا تسطيعُ قولاً
عَما يلي الرَّفْغَ منها
وانبَرتْ أفروديتُ تُوحي إلى جالا
بحُسْنِ الذي تخبَّأ عنها!
هو في الشكلِ: مِثلُ قوقَعةِ الماءِ
وفي الحُسْنِ زَهْرةُ الجُلنَّارِ!!
مُلِئتْ زُبْدَةً، وشَهْداً، وعطرا هو كالكَهْفِ دافئاً،!!
كالمغارِ!
رَطِباً!، مَلجأُ الرّجالِ السِّفارِ
وهم سائرونَ للموتِ قَسْرا
فاتمت جالا:
أَجَلْ!
ومخيفٌ .. طافحُ الجَنْبَتين بؤساً وشرا
وجه ميدوزَ! ساخطاً
يَلْعَنُ الناظَر في وجهه فيرتدّ صخرا!!
من صباها ..
مشى إليها خَيالُ
يَتغذّى به الهوى والدَّلالُ
وخيالٌ في مَهْدِهِ ما يَزالُ
وخيالٌ يَدِبُّ ..
رِخواً ضئيلا
وخَيالٌ أضفتْ عليه سُدولا
واستعاضت بالصمتِ عنه بديلا
وخيالُّ أردته..
شِلْواً قتيلا
فهو خصمٌ لزهوها قتَّالُ
كلّما غرّها الصِبا والجمال
هاجَ من عيشها ادِّكاراً ذليلاً
وأحسّتْ حِمْلاً بذاك ثقيلا
ومن الذكرياتِ ....
رفّتْ ظِلالُ ..
وترامى من الظِلالِ عليها
ما يُثير الصِبا..
ويُكي الغراما
ويديف اللذات والآلاما
ويمَّجان:
يقظة ومناما
ويعنِّي بِثقْلها الأياما
وتَفَيّتْ بغيمتينِ ظلالا
يستبدان مُكثةً وانتقالا
فمن الشعر ما يُظِّل الغمامُ
ومن الذكريات ما يعتام
ومن الذكريات ما يستام
بسمةً، أو كآبةً، أو ذهولا
أو مُضِّياً على السُرى ..
أو قُفولا
ومن الذكرياتِ ما يتغنَّى
في قرار النّفوس ..
لَحنْاً فلَحنْا
ومَطافُ الخيالِ وهو المُعنّى
بانبعاث الأنغامِ ..
أُنساً وحُزْنا
يتحدّى قلباً ..
ويُرهفُ أُذنا
بصدىً كلّما تجدّد رنّا
ويعودُ الصّدى ...
فيذكي الجَنانا
ويعود الجَنانُ ..
يَبْغي بيانا
نَثَرَتْ شَعْرَها على كتَفِيَهْا
نثرةً خيرَ ما تكونُ لديها
واستدارت وَهْناً على عقبِيْها
فبدا جانبٌ ..
ولَوَّحَ ثاني
وأراتها المرآةُ لَمْحَ بيانِ
عن خَيالين..
ثَمَّ يرتجفانِ
وبقايا ظِلَّيْنِ يَصطَرِعان
ثم لَمَّتْ فُضُولَه بيديها
فَمَشَتْ لمَّةٌ على نَهدْيها
فتمشّى الضِرامُ في حَلْمَتيها
فأطلاّ ..
وثْباً من الذِروتينِ
مثلمَا صكّ عاصِرٌ حبّتينِ!
وتمطت كأفعوانٍ تلوّى
فهو يَشوي بسّمِّهِ..
وهو يُشوَى
وهو يُروى بلدغةٍ ...
وهي تُروَى:
اذ ترى جسمَها المميتَ الفظيعا
وشباباً غضّاً...
وخَلْقاً بديعا
وثماراً شهيةً! وزُروعا
نُثِرَتْ فوقه! ..
وصدراً ونَحْرا
ومسيلاً منه تفجّر نهرا
ودماً فائراً يصبُّ سريعا
تاركاً أينما جرى يَنْبُوعا
كلُّ عِرقٍ منها ...
تفصّد خمرا
وهي تروى...
حِقداً وزهوا وغدرا
اذ ترى:
أنَّ حُرقةً ودموعا
وعذاباً فظّاً ..
وموتاً ذريعا
وصريعاً بها يواسي صريعا
طوعَ ما تستثيرُهُ العينانِ
عندما يأمُران أو يَنْهيَانَِ
عندما يرويانِ إذ يحلُمان:
قِصَّةَ الحبِّ ...
إذ تَلُفُّ البرايا
إذ ترى فيهما دِماءَ الضحايا
بين مُوقَيْهِما ...
وفي الإنسانِ
وصباها ...
عارٍ من الذكرياتِ
ملهباتٍ جمرَ الهوى مذكياتِ
فهو قَفْرٌ من الأنيس خلاءُ
موحشاتٌ في جوه الأصداءُ
لا يلبّي للروحِ فيه نداءُ
ويُدَوّي للكَبْتِ فيه ..
عُواءُ!
فهي حَيرى ...
تجوبُ منه قفارا
وهي مهما جارَتْ عليه اقتسارا
وتَمَلَّتْهُ ليلَةُ والنهارا
وهي مهما اجترّت مُنىً وادّكارا
لم تجد فيه ...
ما يَسُرُّ العذّارى!
غيرَ لمحٍ من تِلكُمُ الأُمسِياتٍ
إذ ليالي الجليل ...
رمزُ الحياةِ
عطراتٌ بمَدرْجِ الفَتَياتِ
في ضفاف البحيرة النشوانه
ترتمي في نميرها حرّانه
كل عذراء ...
رَوْدةٍ معطافِ
يتسقطْنَ موقع الأصدافِ
وعليهنَّ من نميرٍ صافي
أيّ سترٍ مهلهلٍ ...
كشافِ؟!
اذ حقولُ الجليلِ مرتمياتُ
بقدوم الربيع مختفياتُ
يتضاحَكْنَ في مَدَبّ الشُعاعِ
راجفاً فوقَها ارتجافَ اليراع
اذ غدا الجوُّ من أريج المراعي
خدرَ حسناءَ من بنات الغرام
سابحاً ..
في العطور و الأنغام
محمد مهدي الجواهري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2015/12/25 04:40:54 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com