إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ماذا ترك الإسفنج للبحر |
غير زرقته؟ |
وماذا تركت قريش لنا |
غير جثمان مشدود إلى أرجوحة طفل |
يمدّ يدا للسديم كأنها سهم من الماء |
أو طائر النوء |
يفر من حدائق الأسماء |
إلى صفصافة |
بلا مأوى |
ردّة أخرى |
لنسترد من الأشباه حرقتنا |
ومن الخيانات سرّ سلطتها |
على الليلك البريّ |
وخنق التوابيت لشوك النار |
أو لنمدّد شعر الأرض |
في سِدرة المُنتهى |
عطشى مروج الدَّيس |
لشفة يابسة |
وذي الرياح عطشى لرقصتنا |
على دفوف الطواغيت |
فما امتلأت نخاريب النحل |
إلاّ دمّا |
وما نمت في الحوض |
سوى زهرة الكبريت |
الزمن الآن |
بئر بلا ضفاف كضفائرها |
سدّة نعلو من خلالها على ظلالنا |
لنرى أديم أصابعنا |
وهو يرتجف |
رَشْفَةُ دم مُتَعَفِّنٍ |
وأنامل أطفال |
فرّوا |
هناك |
كي نلاحقهم |
الزّمن الآن |
احتشاد أجنّة |
صدئت من فرط الانتظار |
وانكسار المدن القديمة |
في القفار |
فهبني يا صليب البحر حلمك اليوميّ |
كي أبكي مختلفا |
وأذوب كسمك الطين |
في وحل الأسماء |
هبني حراشف |
أحتمي بها من الذكرى |
والمطر الرديء |
هناك احتمالان |
لاحتجاج العصافير |
على ضحكتنا: |
حين تستكمل الروح صورتها |
وينفلت المطلق من السراب |
أو تفرّ الحمامة المرضعة |
من فخاخ المعجزة |
وتترك ثاني الاثنين في الغار |
فلا يبقى في الوادي سوى |
جثة عاشقة |
تعري ثديها للريح |
وتخفي قبلتها في الغبار |
الآن |
تُطيّر أصابعي المناديل |
في سمائها |
جذوع النخيل تنتشي |
بانكسار ظلّها |
على الجدار |
فأخطو فوق خطوط العِرض |
متّكئا على عبث الأنساق |
لأدخل آلات تُفرّخنا |
نُسَخا ملطّخة من اختبار الحضارات |
وخطوي كان مرتبكا |
كظلال الله زمن البدء |
أو ارتداد هباءة عاشقين |
عن مسلك الخلق العقيم |
أخطو |
فهل أخطأ القلب |
حين دلّ التماثيل على منبع الروح |
لتكفّ عن حَدْسِ الأراجيف |
واختزال الفوضى |
وهل أكتفي بإحصاء من فرّوا |
خلف أوهام |
بلا رائحة |
كَقَيءِ الموتى |
أم ألملم زغب الكواسر |
من دم الحيض |
وأنثر أسماءها حجرا |
في الطواحين القديمة |
أخطو |
كما الإعصار منكسرا |
على شبابيك الأصابيح |
لا الأرض تقدر على حمل الطلقات اليابسة |
لا النهر مال كي تفيض الحكمة البابلية |
لا النفس المرتطم بجدار الحلق |
قاد جُزَيْئَة الكربون |
إلى تَجْويفَة مقيّحة |
في القلب |
لا لقب تجرّد من السيمياء القديمة |
حتّى أعيد اللّغة إلى فَيْضِيّة العدم |
الآن |
تفيض الدروب العتيقة |
بدمي |
فدعي نوافذ الأحراش مقفلة |
كي تغفو ربّات المدن، قليلا، |
بعد سكرتها |
ولا تقولي للرّيح |
أنّي تَعِبٌ |
حتّى ألامس جدائلك |
بلا جرس |
وأدسّ فمي في قباب الدَّيْسِ |
معتصما |
بضفيرتين مشنوقتين |
على ظلّي |
وأنفذ من بين دوائر الماء |
خلف الحصاة التي ارتمت |
في قاع الأساطير |
فيدي لو فُتِّحت في النهر |
لانزلقت من بين أصابعها |
الرّوح |
ولانكسرت آنية الوجهين |
على صَدَفة مسكونة |
بأشباح الحروف |
ولانتفضت من بين أوردتي |
أسراب الغرقى |
لتستدلّ بها الأنهار العقيمة |
عن انكسار الرَّضْفَة الصخريّة |
وانحراف الحروب عن غريزتنا |
وعن تعفّن الرّيح الشمالية |
في أودية الجنوب |
طائر النوء |
يمدّد ظلّي بين غُصَّتين |
علّني أستعيد دهشة الأشياء |
من جبَّانة اللغو |
وأستعيد ارتباك جسدين مغتربين |
يُغمِّسان أطراف الأنامل |
في شمعداني |
فأرتجف من شبق الماء |
ويَنْجَرف الطّين المبلَّل |
خلفي |
إلى غُربة المعنى |
في جَرَسِ الأسماء |
طائر النوء |
سَمِّ الذّات، ما شئت إذن، |
هي مشطورة |
كالريح بلا مأوى |
وهي مقتولة |
بأخطاء الذي لا يُخْطِئ |
في مخبر التجريب |
وهي معروضة |
على حافة الأسواق |
يَفْتَضُّها النسيان و الذكرى |
وهي ملفوفة |
بستائر الاحتفالات |
كي تُذبح، علنا، |
على إيقاعات التقطيع المترنّح |
بين بحور الخليل |
والمغنى |
الماء المُلَوَّث |
لم يترك لنا |
حرِّية الهذيان |
فاستنشقنا النشوة |
من الجمرات |
كان يمكن أن نعيد |
تركيب الماضي |
كأفلام الكَرْتون |
فننتصر حتما |
وكان يمكن |
أن نخلط مَنِيَّنا |
بزَبَد البحر |
كي تعودي إلينا |
أجمل من كلّ الأساطير |
وأجمل منها |
وكان يمكن |
أن نلهو مثل أطفال مشاكسين |
فنرسم على صورتنا |
أنيابا جارحة |
لِنَنْهش ما تبقَّى لنا من جثث |
على جدار الصمت |
طائر النوء |
تشظّى البرق على زجاجنا |
فانكسرن......ا |
كطائر الرّوح |
وسقطنا مرّة أخرى |
من جنّة الخلود |
إلى مُسْتَنْقَعٍ |
بلا ذكرى |