عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > كلب بلفور

مصر

مشاهدة
1723

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كلب بلفور

مَنْ سَمَّن الكلبَ أمسى منه مَعْقُورا
يا جيرة «المَنْشِ»، هذا كلب«بلفورا»
الذنبُ ذنبكُمُو، والكلبُ كَلْبُكُمو
مازال يَسْمَن حتى بات مَسْعُورا
لولاكمو، لم يجد نابا ولا ظُفُرا
ولا رأت عينُه لَوْلاَكُم النُّورا
وكيف يزجر هذا الكلبَ زاجرُهُ
وليس عن عَضِّ من رَبَّاه مَزْجُورا؟
عَضَّ اليمينَ التي كم أطعمتْ فَمَهُ
وكم سقَتْهُ النَّمِير العذبَ مقطورا
وسوف يَعْقرُ أمريكا بفيه غدًا
إن لم تُعِدَّوا له قَيْدًا وسَاجُورا
وسوف يَنْبَحُ من لاقى ويَجْرَحُهُ
ما دام يلقَى له نابًا وأظفورا
ألقوه في جَوْف جُبٍّ لا قرار لهُ
وخَلِّفُوه بجوف الجب محصورا
إن تطرحوه بماء البحر، دنَّسهُ
فطهروا منه ماءَ البحر تطهيرا
بأَيِّ عينٍ نظرتم يومَ مَوْلِدِهِ؟
كانت عيونكمو حوْلاءَ أم عُورا؟
يَا ليتكم يوم أن ربَّيْتُمُوه لنا
أبْدَلْتُمُونَا به أفْعَى وخنزيرا!
دَلَّلْتُم الكلب حتى كاد سادتُكم
يدعونه: ملكًا، أو إمْبراطورا
إذا سمعتم نُباحًا منه أطْرَبَكُم
كأنكم قد سمعتم منه مَزْمُورا
وإن دنا منكمو قبَّلْتُمُوه كما
يُقَبِّل الحورَ صبٌ يَعْشَق الحورا
وإن تجَهَّم قمتم حول مَضْجَعهِ
حتى ينامَ قريرَ العين مسرورا
وإن يَبُلْ في سرير من أسرَّتكم
شَممْتُو بولَه: مِسْكًا، وكافورا
إن الثِّقَاب الذي أشعلتموه، غدَا
يُؤجَّجُ النار فوق الأرض تَنُّورا
بالأمس أنكرتمو شرَّ اليهود إلى
أن أصبح اليوم ملموسًا ومنظورا
لم تُنصفوا يوم آوُيْتُم بلا حذر
شعبًا على النَّفْي والتشريد مفطورا
شمَّ الهواء؛ فثار الشر في دمه
يا ليتهُ ظل تحت الأرض مطْمُورا!
ما ضَرَّ أن حاولوا إنضَاج خبزهِمُو
لو أحرقوا كوكبًا بالناس مَعْمورا؟
قد أسْكَر القومَ نصرٌ زائفٌ ظفروا
به، فلا تَعْذِلوا من بات مخمورًا
الفأرُ في حانة الخَمَّارِ إن تره
لأَلْفِ هرٍّ تَصَدَّى، كان معذورا
يا مَنْ جَلَبْتُم لنا هذا الوباءَ، خذوا
نصيبَكم منه قبل الغير موفورا
ما كنتُ أحسَب إسرائيلَ تنذركم
وقد بنيتم بها من خَلْفِكُم سُورا
أنتم حفرتم بها في الشرق ساحتكم
يا ليته كان بالقرصان مخفورا!
كم راع إِنذارُ إسرائيل ليثَ شرًى
عن غابِهِ ارْتَّدَّ «نابليونُ» مقهورا
تلفَّت الجيش عبر المَنْشِ من فزع
إذ ذاك، وانتْقَضَ الأُسطول مذعورا
ويْحي على الدولة العظمى؛ أتيح لها
مَنْ راح يُوسِعُها ذُلاًّ وتحقيرا!
زُجُّوا بقانونكم في البحر، والتمسوا
سواه حتى تنالوا عَطْفَ «مائيرا»
«جولدا» تُدِلُّ عليكم دَلَّ غانية
ليس الدَّلال على الحسناء محظورا
وكل تِيه من الحسناء مُحْتَمَلٌ
وكل ذنب جَنتْه كان مغفورا
إن لم تقوموا بتقديم الولاء لها
يرتدَّ أُسطولُكم في البحر مَدْحورا
وانهار شاطئكم من تحتِ أرجلكم
وبات بالنار قبل الماء محصورا
وكيف لا، ولها جيش تصولُ به
لو حارب الجِنَّ طُرًّا عاد منصورا؟
ما بال دستوركم: عَدْلاً، وتسويةً
بين الجميع؟ لَحَاهُ اللهُ دستورا!
لقد تطوَّرت الدنيا بِرُمتَّها
ولم يزل جامِدًا لم يلق تطويرا
ويلٌ لهم! أئذَا جافى مطامِعهم
قانونُ دولتكم عَدُّوه مَبْتورا؟
قولوا لهم، يضعوا أحكامَه لكمو
أو فاجعلوا الأمر فيما بينكم شُورى
دار الزمان؛ فصار العبد يَأمُر، أوْ
ينهي؛ ومولاه مَنْهِيًّا، ومأمورا
ما كان في شرعكم أمْتٌ ولا عِوَجٌ
لكنْ تَجَنَّوا عليه وادَّعَوْا زُورَا
متى نَفَى وطنُ الأحرار مهتضمًا
يريد للوطن المحتل تحريرًا؟
إن تأوِ بعضَ ضحاياهم بلادُكمو
فكم أوَتْ فاجِرًا منهمْ وشِرِّيرَا
لا تتركوا أحدًا يرتاد واديَكم
وصَيِّرُوهُ على الصِّهْيَون مقصورا
مدَّ اليهود إلى التاميز أعينهم
فهل يريدون في أحيائه دُورا؟
أهم ب«لندن» في التوراة قد وُعدوا
أو جاء ذلك في التلمود مسطورا؟!
يا جيرة المَنْشِ، أضحى ليثُكم جُرَذًا
وصار شاهينُكم في الجو عصفورا!
محمود غنيم

وجهت إسرائيل إلى بريطانيا إنذارًا، تطلب فيه: أن تعدل قانونها بحيث لا يسمح للفلسطينيين أن يزاولوا فيها نشاطهم.
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2016/01/09 03:40:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com