مغارةٌ أرضعتها الروحُ خضرتها |
فأينعتْ في أديم ِ الرمْل ِ نسرينا |
الليلُ أوحش َ حيث ُ الصمْت ُ مقبرةٌ |
في جوفها رَقَدت أحلى أغانينا |
روحي تحنُّ إلى لحن ٍ يسامرها |
فلتبحثوا يا صحابي عنْ مُغنينا |
الليل ُ أوحشَ والأقمارُ قد رقصتْ |
على مرايا نُهيْرٍ لا يؤاخينا |
يا أقحوانَ زماني لو سكرتَ معي |
هنيهة ً لاغتدى شوك ٌ رياحينا |
لأصبحتْ كلُّ نار ٍ في محارقنا |
بّرْدا ً وعمَّ سلامٌ في مغانينا |
محمودُ ماتَ ولكنْ لمْ يمُتْ أبدا ً |
ماماتَ مَنْ وّهب َ الدنيا دواوينا |
الشاعرُ الحيُّ لا يحتاج ُ تعزية ً |
بلْ أهْل ُ مَنْ مات َ أولى بالمُعزينا |
محمود ُ عاشَ لكلّ الناسِ قاطبة ً |
فكان َ في شعره ِ كالزهْر ِ تلوينا |
فلتطلقوا بدل َ التأبينِ زغردة ً |
لا يطلب ُ الشاعر ُ الخلاّق ِ تأبينا |
*** *** |
ما نحنُ نبكيكَ يا محمودُ, معذرة ً |
بلْ أنت َ يا شاعر الزيتونِ تبكينا |
كنتَ الغنيَ ولمْ تملُكْ سوى لغة ٍ |
في حين َ نحنُ ظننا المال َ يُغنينا |
كتبت َ بالشعْر ِ تأريخا ً يُشرّفنا |
أعطيْت َ بالشعْر ِ ما لمْ تُعط ِ أيدينا |
الحبّ للأرضِ يا محمودُ في دمنا |
هلْ يقدرُ الدهْرُ تغييرا ً لِما فينا |
لوْ لمْ يكُنْ ليَ دينٌ أستنيرُ بهِ |
لأصبحَ الحبّ, حبّ الأرض لي دينا |
عاشت فلسطينُ في أعماقِنا أبدا ً |
جميعُنا نحنُ أصبحنا فلسطينا |