عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > مهيار الديلمي > نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ

غير مصنف

مشاهدة
1591

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ

نعم هذه يا دهرُ أمُّ المصائبِ
فلا توعدني بعدها بالنوائبِ
هتكتَ بها ستر التجاملِ بيننا
و لم تلتفت فينا لبقيا المراقبِ
وما زلت ترمى صفحتي بين عاصدِ
و منحرفٍ حتى رميتَ بصائبِ
فرأيكَ في قودي فقد ذلَّ مسحلي
و شأنكَ في غمزي فقد لان جانبي
ولا تحسبني باسطا يدَ دافعٍ
و لا فاتحا من بعدها فمَ عاتبِ
ولا مسبغا فضفاضة ً أبتغي بها
شبا طاعنٍ من حادثاتك ضاربِ
لها كنتُ أستبقي الحياة َ وأحتمي
و أجمعُ بردى من أكفَّ الجواذبِ
وَ لجتَ رواقَ العزّ حتى اقتحمتهُ
بلا وازعٍ عنه ولا ردَّ حاجبِ
وأنشبتَ في صماءَ عهدي بمتنها
صفيقَ المطا زليقة يالمخالبِ
سددتَ طريقَ الفضلِ من كلِ وجهة
ٍ وملتَ على العلياء من كلّ جانبِ
فلا سننٌ إلا محجة ُ تائهٍ
و لا أملٌ إلا مطية ُ خائبِ
أبعدَ ابنِ عبد اللهِ أحظى براجعٍ
من العيش أو آسى على إثرْ ذاهبِ
وأرسلُ طرفي رائدا في خميلة
ٍ من الناسِ أبغى نجعة ً لمطالبي
وأقدحُ زندا وارياً من هوى أخٍ
و أكشفُ عن ودًّ خبيئة َ صاحبِ
وأدفعُ في صدرِ الليالي بمثلهِ
فترجعَ عني دامياتِ المناكبِ
أبى َ ذاك قلبٌ عنه غيرُ مغالطٍ
برجمٍ وحلمٌ بعدهُ غيرُ عازبِ
وأنَّ خروقَ المجدِ ليستْ لراقع
سواه وصدعَ الجودِ ليس لشاعبِ
طوى الموتُ منه بردة ً في دروجها
بقية ُ أيامِ الكرامِ الأطايبِ
محبرة ً سدى وألحمَ وشيها
صناعٌ بحوك المكرماتِ الرغائبِ
كسا اللهُ عطفَ الدهرِ حيناً جمالها
فلما طغى قيضتْ لها يدُ سالبِ
لئن درستْ منها الخطوطُ فإنه
ليبقى طويلا عرفها في المساحبِ
وجوهرة ً في الناس كانت يتيمة
ً وهل من أخٍ للبدرِ بين الكواكبِ
أبى الحسنُ أن يحبى َ بها عقدُ ناظمٍ
فتسلكَ أو يسمولها تاجُ عاصبِ
فمدتْ إليها بالردى يدُ كاسرٍ
و كان يقيها المجدُ من يد ثاقبِ
سل الموتَ هل أودعتهُ من ضغينة ٍ
تنقمَ منها فهو بالوترْ طالبي
له كلَّ يومٍ حولَ سرحيَ غارة
ٌ يشرد فيها بالصفايا النجائبِ
سلافة ُ إخواني وصفوة ُ إخوتي
و نخبة ُ أحبابي وجلُّ قرائبي
فليتَ عفا عن أحمدٍ فادياً له
بمصرمة ٍ مما اقتنيتُ وحالبِ
أألآن لما اشتدّ متني بوده
و ردتْ ملاءً من نداه حقائبي
وجمتْ لآمالي العطاشِ حياضهُ
و كانت تخلى َّ عن نطافِ المشاربِ
فجعتُ به غضَّ الهوى حاضرَ الجدي
جديدَ قميص الودّ سهلَ المجاذب
كأني على العهدِ القريبِ اعتلقتهُ
بطولِ اختباري أو قديم تجاربي
سددتُ فمَ الناعي بكفي تطيرا
و لويتُ وجهي عنه ليَّ مغاضبِ
وقلتُ تبينْ ما تقولُ لعلها
تكون كتلك الطائراتِ الكواذبِ
فكم غامَ من أخباره ثم أقشعتْ
سحابتهُ عن صالحِ الحالِ ثائبِ
فلما بدا لي السرُّ في كرَّ قوله
ربطتُ نوازي أضلعي بالرواجبِ
وملتُ إلى ظلًّ من الصبر قالصٍ
قصيرٍ وظنًّ بالتجملِ كاذبِ
ونفسٍ شعاعٍ قد أخلَّ وقارها
بعادتهِ في النازلاتِ الصعائبِ
وعينٍ هفا الحزنُ الغريبُ بجفنها
فطاحَ ضياعا في الدموعِ الغرائبِ
أسائلُ عنه المجدَ وهو معطلٌ
سؤالَ الأجبَّ عن سنامٍ وغارب
وأستروحُ الأخبارَ وهي تسوءني
علائقَ منها في ذيولِ الجنائبِ
فيفصحُ لي ما كان عنه مجمجماً
و يصدقني ما كان عنه مواربي
فقيدٌ بميسانَ استوت في افتقاده
مشارقُ آفاق العلا بالمغاربِ
وقيدَ الحياءُ والسماحُ فأرجلا
عقيرينِ في تربٍ له متراكبِ
تنافثُ عن جمرِ الغضا نادباتهُ
كأنّ فؤادي في حلوقِ النوادبِ
بكتْ أدمعا بيضا ودمتْ جباهها
فتحسبها تبكي دماً بالحواجبِ
هوتْ هضبة ُ المجدِ التليدِ وعطلتْ
رسومُ الندى وانقضَّ نجمُ الكواكبِ
وردتْ ركابُ المخمسين بظمئها
تكدّ الدلاءَ في ركايا نواضبِ
ومنْ يستبلُّ المسنتونَ بسيبهِ
فيرجعَ خضراً بالسنيين الأشاهبِ
ومولى كشفتَ الضيمَ عنه وقد هوى
به الذلُّ في عمياءَ ذاتِ غياهبِ
فلما رآك استشعرَ النصفَ واستوتْ
به رجلهُ في واضح متلاحبِ
وفيمن يصاغُ الشعرُ بعدك ناظما
عقودَ الثناءِ حاظياً بالمناقبِ .
وأين أخوك الجودُ من كف راغبٍ
إذا لم تكن قسامَ تلك الرغائبِ
ومن ذا يعي صوتي ويعتدّ نصرتي
جهادا وودي من وشيج المناسبِ
برغميَ أنْ هبَّ النيامُ وأنني
دعوتكَ وجهَ الصبح غيرَ مجاوبِ
وأن لا ترى مستعرضا حاجَ رفقة ٍ
و لا سائلاً من أين مقدمُ راكبِ
وكنتُ إذا ما الدهرُ شلَّ معاطني
دعوتكَ فاستنفذتَ منه سلائبي
ذخيرة ُ أنسى يومَ يوحشني أخي
و بابي إذا سدتْ على مذاهبي
وكم من أخٍ برًّ وإن أنا لم أجدْ
كأنتَ أخاً في أسرتي والأجانبِ
سرى الموتُ من أوطانه في مآلفي
و نقبَ من أخلافهِ عن حبائبي
عجبتُ لهذي الأرض كيف تلمنا
لتصدعنا والأرضُ أمُّ العجائبِ
نطاردُ عن أرواحنا برماحنا
و نطربُ من أيامنا للحرائبِ
وتسحرنا الدنيا بشبعة ِ طاعمٍ
هي السقمُ المردى ونهلة ِ شاربِ
أحدثُ نفسي خاليا بخلودها
فأين أبي الأدنى وأين أقاربي
ولا كنتُ إلا واحداً من عشيرة
ٍ ولا باقيا في الناس إلا ابن ذاهب
فهل أنا أجبي من مقاول حميرَ
و أمنعُ ظهرا من مشيد ماربِ
وهل أخذتْ عهد السموءلِ لي يدٌ
من الموت أو عندي حنية ُ حاجبِ
أردّ شفارا عن نحورِ صحابة
ٍ كأنيَ دفاعٌ لها عن ترائبي
ولا علمَ لي من أيّ شقيَّ مصرعي
و في أيما أرضٍ يخطُّ لجانبي
إذا كان سهمُ الموتِ لا بدّ واقعا
فيا ليتني المرمى من قبلِ صاحبي
ويا ليتَ مقبورا بكوفان شاهدٌ
جوايَ وإن كانت شهادة َ غائبِ
وليتَ بساط الأرض بيني وبينه
طوته على الأعضادِ أيدي الركائبِ
فعجبتُ عليه واقفاً فمسلما
و إن هوَ يفقهْ حديثَ المخاطبِ
وليتَ طريفَ الودّ بيني وبينه
و إن طابَ يوماً لم يكن من مكاسبي
سلامٌ على الأفراح بعدك إنها
و إن عشتُ ليست إربة ً من مآربي
إذا دنس الحزنَ السلوُّ غسلتهُ
فعاد جديدا بالدموعِ السواكبِ
وإن أحدثتْ عندي يدُ الدهرِ نعمة
ً ذكرتك فيها فاغتدتْ من مصائبي
أداري عيونَ الشامتين تجلدا
و أبسمُ منهم في الوجوهِ القواطبِ
أريهم بأني ثابتُ الريش ناهضٌ
و تحت جناحي جانفاتُ المخالبِ
سقتكَ بمعتادِ الدموع مرشة ً
أفاويقُ لم تخدج بلمعة ِ خالبِ
يلوث خطافُ البرقِ في جنباتها
بهامِ الهضابِ السودِ حمرَ العصائبِ
لها فوق متنِ الأرض وهي رفيقة
ٌ بما صافحت وخدُ القرومِ المصاعبِ
ترى كلَّ تربٍ كان يعتاضُ ليناً
لها وغلاماً كلَّ أشمطَ شائبِ
إذا عممتْ جلحاءُ أرضٍ بوبلها
غدتْ روضة ً وفراءَ ذات ذوائبِ
وإن كان بحرٌ في ضريحك غانيا
بجماتهِ عن قاطراتِ السحائبِ
مهيار الديلمي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2007/03/16 12:29:52 مساءً
التعديل: الجمعة 2024/03/01 11:35:15 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com