عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > مهيار الديلمي > تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ

غير مصنف

مشاهدة
1254

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ

تزلُّ الليالي مرة ً وتصيبُ
و يعزبُ حلمُ الدهرِ ثمَّ يثوبُ
وتستلقحُ الآمالُ بعدَ حيالها
أواناً وينأى الحظُّ ثم يؤوبُ
ولولا قفولُ الشمس بعد أفوالها
هوتْ معها الأرواحُ حين تغيبُ
تنظرْ وإن ضاقت بصدرٍ رحابهُ
فروج صلاحٍ ذرعهنّ رحيبُ
فما كلُّ عينٍ خالجتك مريضة
ٌ وخطفة ِ برقٍ خالستك خلوبُ
قضتْ ظلماتُ البعدِ فيك قضاءها
فصبحا فهذا الفجرُ منك قريبُ
بدتْ أوجهُ الأيام غراً ضواحكا
و كنَّ وفي استبشارهنّ قطوبُ
وطارحنني عذرَ البريءِ وربما
سبقنَ وفي أعذارهنّ ذنوبُ
أرى كبدى قد أثلجتْ في ضلوعها
و كانت على جمرِ الفراقِ تذوبُ
وراحت إليها بعدَ طول التياحها
صباً قرة ٌ تندى لها وتطيبُ
سرى الفضلُ من ميسانَ يشرقُ بعدما
أطال دجى الزوراءِ منه غروبُ
وهبت رياح الجودِ بشرى بقربهِ
لها سالفٌ من نشرها وجنيبُ
وما خلتُ أن البدرَ يطلعُ مصعدا
و لا أنَّ ريحَ المكرماتِ جنوبُ
تزاحمتِ الأيامُ قبلَ لقائه
بجنبيَّ من ذنب الفراقِ تتوبُ
وتفسمُ لي أيمانَ صدقٍ بأنْ غداً
تراه وبعضُ المقسمينَ كذوبُ
وقد زادني شكرا لحسنِ وفائها
بما وعدتْ أنَّ الوفاءَ غريبُ
كفى البين أني لنتُ تحتَ عراكهِ
و خرتُ وعودي في الخطوبِ صليبُ
وقاربتُ من خطوى رضاً بقضائهِ
و لي بين أحداثِ الزمانِ وثوبُ
حملتُ وسوقَ البعدِ فوق أضالع
من الثقلِ عضاتٌ بها وندوبُ
أخبُّ حذارَ الشامتينَ تجلدا
بهنّ وما تحتَ الخبالِ نجيبُ
فإن تعقبِ الأيامُ حسنى تسوءها
فللصبرِ أخرى حلوة ٌ وعقيبُ
سمتْ أعينٌ مغضوضة ٌ وتراجعتْ
إلى أنسها بعد النفور قلوبُ
وعادت تسرّ الرائدين خميلة
ٌ تعاورها بعدَ الحسين جدوبُ
فماءُ الندى عذبُ اللصابِ مرقرقٌ
و غصنُ المنى وحفُ النباتِ رطيبُ
سيلقى عصاهُ وادعاً كلُّ خابطٍ
على الرزقِ يطوى أرضه ويجوبُ
وهل ينفضُ الجوَّ العريضَ لنجعة
ٍ أريبٌ وأوديه أعمُّ خصيبُ
أقولُ لآمالي وهنّ رواقدٌ
خذي أهبة َ اليقظانِ حانَ هبوبُ
إذا الصاحبُ استقبلت غرة َ وجههِ
بدا قمرٌ واف وماسَ قضيبُ
ولم تفتحي الأجفانَ عن طرف لافتٍ
إلى نائباتِ الدهرِ حين تنوبُ
سلامٌ وحيا اللهُ والمجدُ سنة
ً لها في دجناتِ الظلامِ ثقوبُ
وزادت علاءً في الزمان وبسطة
ً يدٌ تصرمُ الأنواءُ وهي حلوب
لآثارها في كلَّ شهباءَ روضة
ٌ وفي كلَّ عمياءِ المياهِ قليبُ
حمى مجدهُ وافي الحمائل سيفهُ
غيورٌ إذا ما المجدُ صيمَ غضوبُ
له كلَّ يومٍ نهضة ٌ دون عرضهِ
إذا نام حبا للبقاءِ حسيبُ
قليلة ُ أنسِ الجفنِ بالغمض عينهُ
و للعارِ مسرى نحوه ودبيبُ
إذا سال وادي اللؤمِ حلتْ بيوتهُ
بأرعنَ لا ترقى إليه عيوبُ
وقامَ بأمرِ الملك يحسمُ داءهُ
بصيرٌ بأدواءِ الزمانِ طبيبُ
له مددٌ من سيفهِ ولسانهِ
قؤولٌ إذا ضاقَ المجالُ ضروبُ
إذا يبستْ أقلامهُ أو تصامتتْ
فصارمهُ رطبُ اللسانِ خطيبُ
يرى كلَّ يومٍ لابساً دمَ قارنٍ
له جسدٌ فوق الترابِ سليبُ
ولم أرَ مثلَ السيف عريانَ كاسياً
و لا أمردَ الخدين وهو خضيبُ
وقد جربوه عاطلاً ومقلدا
و قادوه يعصى حبلهُ ويجيبُ
فما وجدوا مع طولِ ما اجتهدوا له
فتى ً عنه في جلى َّ تنوبُ ينوبُ
فعادوا فعاذوا ناهضين بعاجزٍ
حضورهمُ ما أخروه مغيبُ
أمينٌ على ما ضيعوا من حقوقه
سليمٌ وودّ الغادرين مشوبُ
من البيضِ إلا أن يحلى وجوههم
إذا هجروا خلفَ الترابِ شحوبُ
صباحٌ نجومُ العزَّ فوق جباههم
طوالعُ غرٌّ والنجومُ تغيبُ
عصائبُ تيجان الملوك سماتهم
و يومهمُ تحتَ الرماح عصيبُ
إذا حيزَ بيتُ الفخرِ حلقَ منهمُ
عليه شبابٌ طيبونَ وشيبُ
لهم كلُّ مقرورٍ عن الحلمِ ظنهُ
يقينٌ وهافى عزمتيه لبيبُ
تغيضُ أكف الواجدين وكفهُ
على العدمِ تهمى مرة ً وتصوبُ
تكادُ من الإشراق جلدة ُ خدهِ
تغصُّ بماءِ البشر وهو مهيبُ
يقيكَ الردى غمرٌ يجاريك في الندى
فيعقلُ عيٌّ رسغهُ ولغوبُ
إذا قمتَ في النادي بريئاً من الخنا
تلفتَ من جنبيهِ وهو مريبُ
تتبعَ يقفو الخيرَ منك بشرهِ
خداعاً كما قصَّ المشمة َ ذيبُ
تنبهَ مشروفاً بغلطة ِ دهرهِ
و بنتَ بمجدٍ أنتَ فيهِ نسيبُ
وقد ينهضَ الحظُّ الفتى وهو عاجزٌ
لحاجاتهِ حتى يقالَ نجيبُ
أنا الحافظُ الذوادُ عنك وبيننا
وشائعُ من بسطِ الفلا وسهوبُ
شهرتُ لساناً في ودادك جرحهُ
إذا حز في جلد النفاقِ رغيبُ
لك الجمة ُ الوطفاءُ من ماءِ غربهِ
و عند العدا حرٌّ له ولهيبُ
يسرك مكتوبا وشخصك نازحٌ
و يرضيك مسموعاً وأنتَ قريبُ
وكيف تروني قاعداً عن فريضة
ٍ قيامي بها حقٌّ لكم ووجوبُ
وفيكم نما غصني وطالت أراكتي
و غودرَ عيشي الرثُّ وهو قشيبُ
شوى كلُّ سهمٍ طاحَ لي في سواكمُ
و لي شعبة ٌ من رأيكم ونصيبُ
ولي بعدُ فيكم ذروة ٌ ستنالها
يدي ومنى ً في قولها ستصيبُ
متى تذكروا حقيَّ أبتْ بوفائكم
و ظهرُ العلى العاصي على ركوبُ
طربتُ وقد جاء البشيرُ بقربكم
و ذو الشوق عند اسم الحبيبِ طروبُ
وقمتُ إليه راشفاً من ترابهِ
ثرى لك يحلو رشفهُ ويطيبُ
فلا كانَ يا شمسَ الزمانِ وبدرهُ
لسعدك من بعدِ الطلوعِ مغيبُ
ولا زلتَ مطلوباً تفوتُ ومدركاً
أواخرَ ما تبغي وأنتَ طلوبُ
كأنك من حبَّ القلوبِ مصورٌ
فأنتَ إلى كلَّ النفوسِ حبيبُ
مهيار الديلمي
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الجمعة 2007/03/16 12:32:46 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com