إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سيدي الرئيسْ |
* حضرةَ الطبيبِ فانعمْ بالجلوسْ |
هل أتى بفعلِه اللبوس؟ |
* دعْكَ لمْ تَحضرْ لهذا |
فإذنْ قلْ لي لماذا؟.. أهو الكابوسْ؟ |
* إنني تبدو عليَّ أعراضٌ عجيبةْ |
فلتصدقني مريبةْ |
ويلتي يا للمصيبةْ |
هل تُعاودكَ الهواجسُ والكوابيسُ الرهيبةْ؟ |
* لا، فلم تذهبْ بيومٍ كي تعودْ |
إنه شيءٌ جديدْ |
ما إذن يا صاحبَ العمرِ المديدْ؟ |
* هاك فانظرْ.. هذه ال .. ال |
ام.. تلوحُ مثلَ دُمّلْ |
لا مجالَ للقلقْ |
دملٌ حسبُ انبثق |
* يا طبيبي إنَّ في العرضِ المرضْ |
قولُ صدقٍ مَن عليه يعترضْ؟ |
* فلتقل لي ما السبب؟ |
فليكُنْ.. كم إذن جنابَكم مذْ مضى حمومُكمْ؟ |
* هل تهين ذاتَنا بقولِكم؟ |
لا وحاشا يا زعيمُ.. عفوَكمْ |
إنه روتينُ شغلي والورقْ |
* ما جرَى أصلُ القلقْ |
حينما سمعتُها توتّرت ملامحي وصرتُ أُفرزُ العرقْ |
وحكّةٌ تُصيبني ودملٌ لها انبثقْ |
سمعتَها؟.. سمعتَ ما؟ |
* كُليمةً صغيرةً قليلةَ الحروفْ |
كليمةٌ؟.. فما؟ |
* لا أستطيعُ نطقَها. |
فإنها |
ثقيلةٌ على لساني |
أخرجْه لي |
* غاغذا |
أيْ نعمْ |
لا أرى أيَّ شيءٍ يُتّهمْ |
* بلْ هيَ المتهمْ |
منْ إذنْ؟ |
* كِلْمةٌ كاللغمْ |
قد أثرتَ حيرتي جنابَكمْ |
فالكلامُ ليسَ من تخصصي |
* والدماملْ؟ |
تلك مِن تخصصي |
إنما ليسَ في تَمَرُّسي |
أن يَهِيجَها الكلامْ |
* يا غُلامْ |
أحضروا لي مَن تَخصُّصُه الدماملُ والكلامْ |
وَيْ.. رويدَكَ يا أميري |
ذَلةٌ فاغفرْ قصوري |
ادّكرتُ الآنَ فعلا |
أنَّ مِن بعضِ الكلامْ |
ما يثيرُ الصدرَ أوْ يُعطي الزكامْ |
واحمرارَ الجلدِ حتى تَستبدَّ به الدماملْ |
ولهذا قد جلبتُ خيرَ إنتاجِ المعاملْ |
من مياهِ الوردِ والجِلِّ المُرطِّبِ والمَراهمْ |
كلّفتني حسبُ مليونينِ مِن عدِّ الدراهمْ |
* لكَ ما صرفتْ |
عنّي إذنْ هلاّ انصرفتْ؟ |
فكما أمرتْ |
لكنني ما زلتُ أسألُ سيدي |
ما هذه الملعونةُ النبراتِ نُطقا أسقمتَكْ؟ |
* هي كلُّ ما عنها يُشاعْ |
لا تعطِها إذنِ السماعْ |
* ما زالَ يطلبُها الرعاعْ |
الخبزَ تَعني؟.. إنّه بخسًا يُباعْ |
* لا يطلبونَ الخبزْ |
فالجبنَ؟ |
* لا |
فالموزْ؟ |
* ليسَ مما كانَ يطلبُهُ الجياعْ |
مسكنٌ.. سيارةٌ.. مذياعْ؟ |
* ليسَ من سقْطِ المتاعْ |
احترتُ يا مولايَ ما هذا الضياعْ؟ |
* إنها.. إنها.. |
ها |
* فلنُسَمِّها البِتاعْ |
البتاعْ؟ |
* يَجلبونَ بها الصداعْ |
البتاعْ؟ |
* يرفضونَ دونَها البيوتَ والضِّياعْ |
البتاعْ؟ |
* يدخلونَ في سبيلِها عرائنَ السباعْ |
البتاع؟ |
فهمتُها إذنْ.. إنها النساءُ والجِماعْ! |
* وهل هذا برأيِكَ الذكيِّ يُرعشُ الأناملْ |
ويملأُ الجلودَ بالدماملْ؟ |
ربما في حالةِ العدوى وأمراضِ التناسلْ |
آهِ.. عيني |
لم أكنْ مولايَ أعني... |
* إنها شيءٌ تهونُ دونَه النساءُ والولدْ |
وأقسموا لأجلِه على الحياةِ في كَبَدْ |
يهتفونَ أنْ به يحيا البلدْ |
صارَ مألوفا لديّْ |
قال جدي عنه شيئا قبلَ تحريمِ التظاهرْ |
* آهِ آهٍ.. فلتُغثني إنّ جلدي يحترقْ |
مولايَ هذا دملٌ يبدو جديدا ينبثقْ |
* أينَ قلْ لي |
فوقَ أنفكْ |
جِذرَ أنفِكَ يخترقْ |
ها فهمتُ فالبتاعُ هو التظاهرْ |
* آهِ.. آهْ |
آسفٌ مولايَ عُذرا |
لم يكنْ قصدي أردُّدها |
لن أقولَ بعدَ الآنِ مصطلحَ التظاهرْ |
* آهِ.. آهْ |
آسفٌ جدا |
* يا حمارْ.. قد أضفتَ الآن مصطلحا جديدا |
يا نهارْ.. التظاهرُ لم يكن قطُّ البتاعْ؟ |
* آهِ.. آهْ |
آسفٌ جدًّا.. سأخرسُ بعدُ فعلاً |
ولكنْ.. هكذا يبقى السؤالُ بلا جوابْ |
ما البتاعُ وهْوَ لمْ يكُن ال.. بتاعةْ؟ |
* البتاعةْ؟ |
البتاعةْ.. الدماملُ الآهةُ الملتاعةْ |
* ما؟ |
الكِلْمةُ الأخرى التي قد قلتُها مِن ربعِ ساعةْ؟ |
* امْ.. إذنْ تعني التظاهرْ |
آهِ.. آهٍ |
البتاعةْ.. البتاعةْ |
يا إلهي.. وجهُكم يبدو كما لو |
* قلْ كماذا |
أنّه عبثتْ به ولاّعةْ! |
* خسئ البتاعُ إذنْ |
خسئ البتاعةْ |
* يبدو كأنّا قد خلطنا جنسَه معَ جنسِها |
هذا البتاعُ ينوبُ عن شيءٍ كأنثى لفظُها |
واخترتَ عن ذَكِرٍ تَنوبُ بتاعةْ |
الصرفَ ليس تخصصي.. سرٌ مذاعْ |
منّي وزير الصرفِ أدرى بالبتاعةِ والبتاعْ |
لكنني ما زلتُ لم أعرفْ لحدِّ الآنِ ماذا أصلُها |
هلاّ سُموَّك قلتَها؟ |
* أجننتَ أنتَ؟.. أقولُها! |
فاكتبْ على هذا الغِلافِ حروفَها |
* متأكدٌ أنْ لنْ تَضرَّ قفايَ حينَ كتبتُها؟ |
قد.. ربما |
* لا بأسَ حتى أعلما |
هذي إذنْ: حاءٌ وراءْ |
من بعدِها ياءٌ وتاءْ |
قلْ مسرعا.. هل بانَ شيءْ؟ |
لا.. لا أرى. |
* فانظر هنا |
لا.. لا جديدْ |
* حسنٌ.. أخيرًا.. رائعٌ |
حاءٌ وياءْ |
من بعدِها ياء وتاءْ |
حرّيّةٌ |
* آهٍ وآهْ |
آهٍ وآهْ |
ما هذه البقعُ؟.. الدماملُ تنتشرْ |
لا بأسَ يا مولايَ قد عالجتُها |
* بل أنتَ كذابٌ أشرْ |
أفكلُّ هذا من دواهي كِلْمةِ الحريةْ؟ |
* آهِ آهْ |
آسفٌ |
* يا حمارْ |
لا تكررْ ذلكَ الشعارْ |
لم يَعدْ فيَّ سليما رأسُ مسمارْ |
آسفٌ مولايَ.. غِرّْ |
* فغُرْ إذن في التوِّ نادِ المستشارْ |
وقلْ له بأمرِنا بسائرِ الأمصارْ |
يُحُرَّمُ الكلامُ في المساءِ والنّهارْ |
ومن يَفُهْ بِكِلمةٍ، فغُرْمُهُ دينارْ |
مولايَ أمرُكم مُطاعْ |
هو خيرُ حلٍّ للدماملِ والبتاعْ! |
* هذا كلامٌ يا حمارْ |
فاذهبْ إذن كي تدفَعَ الدينارْ |