عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > عبد الله بن علي الخليلي > الموعظة الحسنة

عمان

مشاهدة
1361

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الموعظة الحسنة

خل الهوى فهو الهوان الأكبر
وخذ التقى فهي المنار النير
واضمم إليك مكارم الأخلاق في
ذات المهيمن فهي نعم المتجر
فإذا الكريم هفا فصن عوراءه
وأقله من عثراته إذ يعثر
إن الكريم إذا أساء على امرئ
عادت غريزته إليه تذكر
فيعود بالإحسان يجبر ما مضى
منه وكم كسر بحسنى يجبر
وإذا الصديق أبت حبلك قاطعاً
يوماً فأنظره عساه يفكر
إن الصديق على الحقيقة صادق
والصدق أولى بالولاء وأجدر
أما إذا صحت لديك قطيعة
منه فجانبه وأنت الأعذر
وإذا الجهول أباح عرضك شاتماً
فاكفف وخل لسانه يتعثر
أتسبه فيكون قدرك قدره
إن العظيم عن الصغيرة يكبر
فإذا تمادى في السباب ولم تطق
إلا انتقاماً فالحسام الأحمر
وإذا اللئيم أتاح نحوك سيئاً
فاصبر وأحسن فالفتى من يصبر
إن اللئيم عتابه بعقابه
وعقابه المر الأليم المنكر
وإذا الزمان عليك أرخى كلكلا
فاصمد له إن كنت ممن يقدر
إن الفتى من لا تهون حفيظة
أبداً له وأخو الحفيظة يُحذر
وإذا قدرت ونلت سلطانا فخذ
بالحزم وارع الله فيما يأمر
أتُرى يوليك الأمور بخلقه
فتسيء فيهم كيف شئت ويعذر
لا واجتلاء القرب من حضراته
لا يهمل المغرور لكن يُنظر
وإذا أتاك الجاه في بأوائه
يسعى فلا يغررك منه المظهر
أيغرك الثوب المعار بحسنه
فتظل فيه تائها تتبختر
ما إن أعاركه القدير لغير ما
يرضى به أتغيره هل تقدر
فلئن قدرت تغيره فإلى متى
كسرى وقيصر أين والإسكندر
أتُراهم سئموا الحياة أم الهنا
فتسابقوا للموت وهو يزمجر
بل أنهم طعموا النعيم فاتخموا منه فناموا نوم من لا يذعر
حتى تجلى هادم اللذات في
ثوب القضاء بهم يهيب ألا انفروا
فهناك لم يغن البكا عنهم ولا
قلب يكاد من الأسى يتفطر
وإذا ملكت من الأمور زمامها
فاسلك بها حيث المقام الأكبر
حيث الملائك خلف خطو محمد
ومحمد في عدله يتصدر
والراشدون على الطريقة خلفه
والنصر بالفتح المبين مؤزر
وإذا وردت العز غير مدافع
فاجعله وهو على الهداية منبر
العز تاج الله بين عباده
فاقدره حقا فالفتى من يقدر
والبسه في مرضاته مترفعاً
عن لؤم نفسك والمهيمن ينظر
وإذا الجلالة أنزلتك بعرشها
فالزم بها التقوى تعز وتكبر
إن الجلالة كبرياء الله لا
يسطيعها متعاظم مستكبر
والكبرياء رداؤه أتطيق في
حال تنازعه رداه أتجسر؟
وإذا رزقت المال فابذله على
عاف يبيت على العفا يتضوّر
لم يبق هذا الدهر تحت إهابه
هما سوى لقم بزيت تغمر
أيبيت في بأسائه متصبراً وتبيت في النعماء لا تتشكر
وتخاف من دور القضاء فتحتمي
بالحرص مهلا إن حرصك أغدر
فلربما كان الغنى طي السخا
والفقر تحت الحرص منك يقدر
المال إن تبذله فهو لك الغنى
وإذا بخلت به ففقر أغبر
إن الذي أعطاك ما لم يعطه
لهو الذي يغني العباد ويفقر
وإذا حرمت المال فاقنع راضيا
تجد القناعة خير كنز يذخر
إن القناعة بالقليل من الغنى
غير القناعة والعلى تتأمر
فترى الطموح إلى المكارم والعلى
شرفاً يعز به الطموح ويفخر
كل اجتهادك جل حظك والخلا
صة منك عقلك واللسان الأقدر
فإذا بدا لك صالح منه وأب
رزت اللسان من اللغى ما يؤثر
وسما بطبعك من نقي صفاته
في ذاته كرم فأنت الأكبر
كرم النفوس هو الحياة فعش به
تغدو وأنت من الوجود الجوهر
كرم النفوس سعادة وسيادة
قعساء في دست العلى تتصدر
والناس إما سيد أو سوقة
فانظر لنفسك ما الذي تتخير
عمل يزينك أو يشينك في الورى
وكلاهما مما تبيت تدبر
وإليك يرجع ما فعلت حقيقة
فاختر لنفسك ما تراه يجدر
وعلى الختام تحية مسكية
يفتض حكمتها لبيب مفكر
فيها الصلاة على النبي وصحبه
عرف يضوع به السلام وينشر
عبد الله بن علي الخليلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2016/04/12 11:02:41 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com