عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > عبد الله بن علي الخليلي > المقصورة

عمان

مشاهدة
1460

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

المقصورة

يا ساري البرق يهلهل السما
يخط أسطاراً كلألاء السنا
تسوقه لواقح ندية
ومرزم بين حنين ورغا
حتى إذا ضرى به هادره
وخاف منه أرسل الدمع بكا
فاضحك الأرض فمادت وربت
وأنبتت من كل زوج ما نما
يا برق داج أربعي مناجيا
عن همسات الشوق في دمع الحيا
يا برق ناغ مهجتي مبتسما
عن نغمة اللطف وهمسة الرضا
يا برق حيها بكالثلج ندى
لعلها تبرد تسعار الحشا
ما لنُعاماك تعامى موضعي
أذاك عمداً منك أم كان خطا
أم ما لمنهلّك لا ينالني
كأنني من فتية الكهف فتى
تزاور الشمس إذا ما طلعت
عني يميناً وشمالا في المسا
كأنني في فجوة من عمري
تقلبني عناية الله اعتنا
فلا يرعك مظهري ولا تخف
منه فلو أمعنت سرك الخفا
هلم قم بي نتلطف سيرنا
إن يظهر النقد علينا ما اختفى
فإن تكني في الرقيم لمعة
فتلك من جذوة موسى تجتلى
وإن بعثت بالكمال والهدى
من نومتي فذاك بعث الأوليا
يا أملي ويا لحسن أملي
معلقاً بالمصطفِي فالمصطفَى
يا أربي وما أجل أربي
بين الجلال والكمال والإبا
يا بغيتي أكرم بها في روضها
من حضرة القدس غذاؤها الوفا
يا شيمتي وهل لطبعي شيمة
إن هجرتني نظرة الله قلى
سقيا لعين غرقت في دمعها
من خشية الله وقلب ما قسا
يا برق لا تبخل على معاهدي
فإنها قد أشرقت على التوى
يا برق باكرها بغيث غدق
مسحنفر إن أقلع النوء همى
يا برق روها بماء أدمعي
إن نضبت منك سحائب الرجا
معاهداً درجت في أحضانها
أرتضع الحمد على مهد العلى
معاهداً شربت من نميرها
صافية من كدر ومن قذى
معاهداً جنيت من قطوفها
يانعة المجد على العرش العلا
نشأت فيها وأنا منذ الصبا
فتى الإرادات وكهل المحتمى
ما زاغ بي عن غايتي نعيمها
ولا اطّباني حورها دون المدى
إذا درست من حياتي صحفا
درست ما يغبطني بين الورى
معاهدي أكرم بها معاهدا
لا تنبت اللؤم ولا تسقي الخنا
معاهدي مرابع العلم وفي
ربوعها أصبح فحلا يتقى
معاهدي منبت كل ماجد
سبط اليمين إن دجا الهول أضا
الله فيها يا بناة مجدها
فالجد لا يبنى على هام الدمى
الله فيها يا وقاة عزها
فالعز لا يوقى ببسمة الولا
الله فيها يا حماة عرشها
فالعرش لا يحمى على شق العصا
وقفت في يعربها وفي بني
معدِّها كأنني على شفا
فما عرفتُني أفي حقيقة
وقفت أم بين خيال ورؤى
ولا دريتنُي أمن منبتهم
أم كان لي عن منتماهم منتمى
كأنني لم أك من قحطانهم
في معشر يخشى سطا ويرتجى
فعدت لا أبصر ما اشتاكه
كأنني أمعنت في كأس الطِلا
أقول للدهر وقد أقلقني
عزيفه لكنني ثبت الحجا
يا دهر لا تطمس على بصيرتي
فإنها من الصراط بالسَّوا
يا دهر لا تمسخ على مكانتي
فإنها بين الجلال والهدى
يا دهر لا تجعل على أعناقها
أعلال ذي كيد إذا الجد كبا
إربع على ضلعك لا تحسبني
من تخمد الصيحة منه للصلا
لكنني الواثق بالله إذا
أدال منه أو له كما يشا
لا أوقظ الفتنة من مضجعها
وإن ترامت لا أولَّيها القفا
أن يقدح الدهر صَفاتي ساخراً
يقدح من القوة ما يوهي القوى
وإن يخاتلني على مرصده
يختل من المنعة عنقاء الفضا
وان يخادعني في صفرائه
فلي ضمير باللهى لا يشترى
وإن ينافسني في صناعتي
فإنها أجل من أن تدعى
صناعتي ماكنة نسيجها
ملابس الحمد وهلهال الثناء
وإن ينازعني ردائي ظالما
جعلته غلاّ عليه فَخَذا
فما ردائي في رفيع نسجه
بمرتض إلاي لابسا علا
ولي إلى الله سبيل لم يقف
في وجهه الدهر إذا الدهر سطا
آخذ ما شئت عليه تاركا
ما لم أشا وحسبي الله رضا
لو رامني الدهر عليه كائدا
لكدته والله حسبي وكفى
ولو أتى في خيله ورجله
والله عندي لم يجد غير القنا
وأسرة أمنع في عزتها
من تبّع أن يكن الفخر التقى
سلسلة من صالح فمصلح
فعالم فعامل فمرتضى
فمؤمن فحاكم فعادل
فراشد فمرشد فمقتفى
سلسلة ليس لها إرادة
إلا إرادة الحكيم كيف شا
لا تعرف اللؤم ولا تأخذه
ولا تهون لخسيس لو سما
لباسها التقوى وتاجها الهدى
وحليها الجود ودرعها العزا
ترفعوا عن الحُطام فاعتدوا
وهم على الرفعة سادات الورى
وذللوا الدنيا لأمر جلل
فاصبحوا فيها أجل من مشى
وأوطئوا أقدامهم أموالهم
فوطئوا بها عل هام الدنا
واستأنسوا بالموت لما استوحشوا
من الحياة وهي في ظل الهنا
فأنست إليهم وأسلمت
لحكمهم ورضيت بما قضى
فصحبوها حذرا وفطنة
وفارقوها فرحاً بالمرتجى
ويحي على مالكها وصلتها
شاذانها خليلها العدل الرضا
ويحي على سعيدها وهو على
منصة الحق ضياء ابن جلا
وإن ذكرت أحمداً وصنوه
نشرت للتاريخ أسطار البها
وإن ذكرت بعدهم محمداً
ذكرت للدهر الحسام والندى
ذكرت أخلاق الكمال جملة
وإن أفصلها فللدهر رُقى
يا ويح نفسي وأنا بعدهم
في موقف كأنه على هُوى
أفتح عينيَّ فلا أرى سوى
ربي ولي فيه به خير الأسا
فإن ضرعت فله تضرعي
وإن ذللت فله لا للسوى
يا لبني أبي سلاماً زاكيا
منا على تلك الخطا ومن خطا
آباءنا ومن لنا بمثلهم
في الجوهرين العلم والحلم سوا
هلم نحذو حذوهم فمن حذا
حذو أبيه في الهدى فما غوى
هلم نسعى سعيهم فإنما
يسمو إلى العلياء من لها سعى
المال في أكفنا رهينة
والرهن لا يفكه غير الفدا
والنفس أعلى أن ترى ظعينة
ترزح في غبيطها مثل اللقا
والعقل أغلا أن يعيش راتعا
سائمة بين الغدير والكلا
وجوهر الإيمان أسمى أن يرى
لعرض الحياة تاجاً أو حلى
والمؤمن الصادق في إيمانه
أعز من عمرو بن كلثوم الفتى
ووثبة الموتور في امتعاضعها
أفتك من جساس بكر إذ رمى
وبيضة الفتاك في حفاظه
أعز من حمى كليب ذي الحمى
وبطشة المهان في حريمه
أقتل من عنتر في يوم اللقا
ونفثة المصدور لا يطفئها
سيل النفاق لو طغى على الربا
وغيرة المقدام في وطيسها
أحرق للمغير من حر اللظى
وسورة الشعب وإن تثبطت
أنكأ للدخيل من مر القضا
ونزعة المظلوم في سعيرها
أنزع للأحشاء منها للشوى
والضغط في الغاية لا يلبث أن
ينفجر الحوض به على الركى
والمن كالغل على الأعناق لو
وهى على الأسير قِدّ ما وهى
وشره من معجب بنفسه
يكيل بخساً وإذا اكتال وفى
ينظر شزراً فإذا ناظرته
ففته قطّب وجهاً ولوى
أمشي ويعلو كوره فإن أقل
أردف يقل في ظل حرفي إن تشا
حتى تمعويت فما أكرمني
أجلسته جنبي على عرش العلى
يا لك من مصعر لخده
تمتنني وجوهري أصل الغنى
إن يكن الفخر بجد وأب
فمحتدي كالشمس منبع الضيا
وإن يكن بشرف مكتسب
فمكسبي أشرف شيء يقتنى
فإن أسُد فعن تراث ويد
لا حلية معارة إلى مدى
وإن أقد فبالهدى لما عنى
أهل الهدى لا ما عنى أهل الهوى
فإن نصرت فعلّي أن أفي
لله ما وعدته قبل الجزا
وإن تك الأخرى فلي في أحد
وفي حنين سلوة لمن وعى
ما نكب المختار في موقفه
لكن ليظهر النفاق المختبى
والعبد منصور من الله إذا
قام بنصر ربه لو ابتلى
يا أسفي وهل ترى يؤسفني
إلاّي إن قصرت عن تلك الخطا
وذي براثن براها لؤمه
وعجبه لما استفاد واغتنى
فهر عن أشداق مكر ساطيا
لكنه ما كاد يدنو أو خسا
أقدمه التغرير من موجده
صنيعة شوها فأرداه الردى
وغره العيش هنيئاً باردا
فهب أو أحس حر المصطلى
وقام واللؤم على خيشومه
فمذ بدا الجمر تبخر الأذى
ونام والمال له نضيدة
لكنه استيقظ وهو في الثرى
يرنو إلى قرينه في ضنكه
وخشن العيش قرينة الوفا
فيستوي على السرير ضاحكاً
وهزؤ المعجب للحر مُدى
حتى إذا جد القضا عليهما
تنمر الضنك على ذاك الرخا
وهكذا من غره نعيمه
فبات في غفلته رهن العمى
من لزم الغرور في أموره
فما عليه إن هوى وإن خوى
من أرسل الأمر بلا تبصر
فعثر الجد به فلا لعا
من سلك الدرب بدون خبرة
كان خليقاً أن تضله الصوى
من خانه الجد استحال جده
هزلا وحسناه سراباً وجُفا
من خانه الرأي فلن ينصره
حسامه لو كان عصباً منتضى
من عاقه دون المرام وهمه
فقل له حذار من ضاري الفلا
من عاقة عن المعالي همه
تنافرت عنه عزيزات المطا
من ركب الدنيا ذلولا فطغى
عنانه فليتبوأ الجذى
من امتطى الكبر ولم يفلح فلا
يغضب على ذاك الذلول الممتطى
من عرف الله ولم يرع له
ذمته فقد أساء واجترى
من لبس الدهر على أخلاقه
شف له باطنه عما انطوى
من ركب الجِد إلى مرامه
فهو حري أن ينال المبتغى
من صحب الحق إلى غايته
ولم يصلها فليناقش النوى
من جعل الصدق له خليقة
كان خليقاً بالرضا بين الملا
من ترك الحطام للناس فما
أكرمه عليهم أنى انتحى
من عظمت همته تصاغرت
في عينه الدنيا وما فيها ارتمى
من خشي الله فما أجدره
أن يأمن الدهر ومن فيه نشا
من قدر المنعم حق قدره
في نعمة أعجزه الشكر أدا
من اتقى الله فما أكرمه
لو أنه عاش ضعيفاً مزدرى
من يعشق العلياء يبذل كلما
في وسعه لعله يلقى المنى
من يلزم الصبر فلن تغلبه
مصائب الدنيا ولا صرف القضا
من يجعل الله أمام وجهه
كان الصواب حظه دون الخطا
وموقف بلوته كأنما
يفتر عن أنيابه ليث الشرى
مزمجر إذا دجا ليل الردى
بلجّه أزْبَد واهتاج الردى
كأنما عارضه إذا بدا
طلائع الحشر على أهل الشقا
كأنما رعوده صواعق
وبرقه شهب تدك من عصى
وقفته كأنما إرادتي
دهياء تردي شوطه إذا طغى
وقفته كأنني في مأزِق
يشنه الدهر ويجلوه اللقا
وقفته وللزمان ولع
بحط معتل ورفع معتلى
وقفته والحادثات حوله
كأنها السِّيد إذا السِّيد ضرى
وقفته ولليالي أنّة
بين عزيف النائبات والعوا
أشاطر الشعب الأسى وإن يكن
لما يشاطرني البكاء والأسى
وقفته والدهر في فِنائه
كأنه قس على ذاك الفنا
يشتت البيضاء في سبيله
ليجمع السواد في ذاك الحمى
فما ضرعت لهواه راكعا
ولا فتحت مقلتي إلى الجدا
وقفته استمطر الله الغنى
وليس للكنز ولا للاقتنا
لكن لمسكين وذي مسغبة
وبائس وغارم ومبتلى
وعائل وابن سبيل سائل
ومرمل ومعتف على العفا
عليّ لله إذا خولني
نعماء أن أجعلها فيما ارتضى
وأن يقتر فعليّ أن أرى
مستحقب الصبر حمول المشتكى
يا للرجال أين ما خلفه
آباؤكم من شرف لا يعتلى
يا للرجال أين ما دونتم
بصحف التاريخ نوراً يجتلى
يا للرجال أين ما كان لكم
أكان مقصوراً على أمس مضى
أراكم وفي اللسان نخوة
فارغة فما لكم وللنخى
لا تملأ النخوة جيباً فارغا
ولا تصد من على السرح اعتدى
لكن ببذل المال في سبيله
وبَذْلِكَ النفس إذا الشر عدا
إن الليالي أسفرت عن أمل
لكنه بين الجهاد والنهى
وحلية العجز لباس واهم
يخال في الليل كميناً أن عسا
حقيبة الدهر إذا قلبتها
رأيت ما سرك من شيء وسا
والدهر لا يصحبه موسوس
لكن أخو حزم وعزم أن جرى
والمجد لا يدركه مجمع
لو أنه في ذروة الجد استوى
والعقل عقال إذا مازجه
برد النعيم وجرئ إن غلى
والحر لا يحتمل المن ولو
كان من الأدنى أو الأعلى أتى
دعني أردد كلمات أحرقت
قلبي وأذكت في الحشا جمر الغضا
يا قوم لا يرن على قلوبكم
ما في النفوس من هوى ومن أذى
يا قوم ما ألوتكم نصحا ولن
ألوكُم حتى أوارى في الثرى
يا قوم إن جوهري أشرف من
أن يعبث الحقد عليه بالحجا
يا قوم إن خلقي أكرم من
أن تلعب الهوا به على الحجا
يا قوم إن لي ضميراً صادقاً
وظاهراً يشف عما قد حوى
أعرف عن محدثي مراده
من لحن قوله براء أو دها
فألزم الصدق إذا حدثته
والنصح إن أرشدته فيما دها
تلكم خلائقي فما يفوقها
فما الذي ينقمه مني الإخا
عصر الصواريخ وأقمار الفضا
وعصر الذرة حياك الحيا
هل يجد التاريخ فيه صحفا
لحفظ ما ترسمه بين الملا
هل لي فيك موضع أحتله
أم موضعي بين الرماح والظُبى
أراك قد وسعت كل أمة
فما لحظي منك إغلاق الكوى
يا جزعي وما جزعت قبلها
لفائت وهل ترى يجدي الدعا
أهبت بالعهد القديم صارخا
فما ثنى عنانه ولا لوى
وجئت في خالده وعمره
وفي صلاح دينه فما ارعوى
فما نبست بعدها بكلمة
وقلت في نفسي لعله قضى
ولا يئست من بلوغ أرب
لو كان مشدوداً بأمراس الفنا
ولا نكصت عقبا عن غاية
بل أستعين الله وهو المرتجى
يا عصر الذرة إن تقطع يدي
فما عليك ذنب قطعي والجفا
وقفت ما بين الثغاء والرغا
فما عرفت عنهما غير العيا
وعشت في منعزل منقطع
عن عالم الأرض وعالم السما
لولا فؤاد عبقري يقظ
ما بين جنبي لأصبحت سدى
درست للحياة من معقوله
ما فيه عن مسودة النقل غنى
ولو جمعت العقل والنقل معا
من الجديد لاستويت بالذرا
دعني أعض أصبعي غيظاً على
منتهز حاول عزلي فصرى
شعبي على القمة في حلومه
فمن له بعلم أقمار الفضا
شعبي كالإبريز لو مال العفا
به لما هان به ولا اختفى
شعبي كالياقوت لو جد اللظى
به لزاد نوره على اللظى
مواطئ العزة من مواطني
مالك قد أصبحت من كل خلا
وقفت في ربوعك الخضر فلم
أجد ولم أسمع بها غير الصُدا
فعدت للتاريخ أستفسره
عن صدق ما حدثنيه فبكى
لكنه استرجع في هنيهة
فقال لي بملء فيه يا تُرى
والله لو أدركت من أمسك ما
أدركتُه لشمت عرشاً ولوا
يندحر الحجاج تحت قهره
وعروة الحجاج أوثق العرى
ولا يهون لانتقام خازم
لكنه يفنى ويحيى في القنا
يدبر السلطة غير عابئ
بعبد شمس في الجلال والإبا
ويحكم الأمر كما يريده
وفي بني العباس مشرب الدما
ويستطيع أن يكون ملكا
لنفسه بنفسه كما يشا
ويستطيع أن يعيش حاكما
في الشرق والغرب بحكم المصطفى
ويستطيع أن يكون دولة
ناموسها الكتاب نعم المهتدى
أمسك في بنيه ما أكرمه
لو لعب الدهر على حكم الرضا
أمسك عنوان على المجد وفي
صحائف الفخر التليد الطغرا
لكن متى أغفله الملك ولم
يتخذ العلم أساساً للبنا
وبات في دامسة من أمره
لا يعرف الأمام منها والورا
يعاقر الهوى على رياضه
ويستشير اللهو فيما قد عنى
ويجعل الجهل على ديوانه
والظلم خادماً إذا الأمر عتا
نام على سريره في ذروة ال
جوازا فما استيقظ إلا في الثرى
فاستغفر التاريخ في تأنيبه
وأنّب الواقع من حيث نبا
يا حادي العيس إلى غير مدى
إن كنت منبتاً فروّح البُرى
أراك تجتاز البراري جاهدا
تواصل السير حثيثاً بالسرى
فما بلغت من مرام غاية
ولا وصلت في المدى حيث الندا
دعني على زمامها فإنني
أهدى إلى مرامها من القطا
إن طريقاً أنت فيه سالك
أصبح لا يسلكه هذا الورى
دخلته من كوة الشمس فهل
من كوة تخرج منها كالهبا
سر إن تشأ في زمرة الركب فلن
تضل في طريقه أنى مشى
وابن على شاكلة الصرح الذي
بناه هذا الجيل لما إن بنى
وثابر الجد ولا تكسل فلن
ينال شأو المجد من عنه ونى
وخذ برأيي إن دها الأمر فلي
بديهة إن لزت الخطب انفآى
خليقتي أن لا أحيد جانبا
عن السوى جانحاً إلى الريا
ولست أرضى أن أرى مدلسا
لو غمرتني الكائنات بالرُشا
ولو دعتني للديار أنّة
مني كانت أم من الحي سوا
وإن نبا بي عن مرامي وطن
هجرته لا عن عقوق وقلى
وغير بدع فقديماً قد نبت
لكن بخير أهلها أم القرى
فعاش في هجرته أعز من
شمس النهار وهي في دار الضحى
وكانت الهجرة في شقتها
وفقرها سيادة ومحتمى
من هاجر الأوطان لله فما
أحراه أن يبلغ فيه ما ابتغى
رباه رحماك لذي جائشة
إذا طمى بفكره الوعي طمى
رباه رحماك لذي عارضة
لا تقبل الضيم ولا ترضى الدنى
رباه رحماك لذي إرادة
أسعد بها لو وقفت فيما تشا
رباه رحماك لمقول إذا
صادف مضماراً من الدنيا جرى
رباه إن غايتي مقامة
تقصر عن بلوغ شأوها ذكا
رباه إن غايتي أجل من
غاية كسرى في بني ماء السما
رباه إن كان سبيلي نائيا
ولم تساعدني فأين المنتهى
رباه ما أحر صدري خائفاً
منك وما أبرده عند الرجا
والحمد لله على ما رمته
فنلته حمداً كأنفاس الصبا
والحمد لله على ما لم أنل
من أربي حمداً كلألآء السنا
حمداً يفوح روضه للمصطفى
عرف صلاة وسلام وثنا
حمداً ينافس الزمان أهله
في ختمه وهو على المسك شذا
عبد الله بن علي الخليلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2016/04/12 11:10:10 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com