عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > عبد الله بن علي الخليلي > إلى البيت الحرام

عمان

مشاهدة
758

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلى البيت الحرام

هو الجد حتى تستبين جدود
هو الجد حتى لا تعوق حدود
هو الجد لو أن السماء صواعق
ولو أن ما فوق الفضاء سدود
هو الجد حيث القصد لله وحده
وحيث سبيل المخلصين سديد
على عزمات لا تقيم على الونى
ولو أن كل الكائنات صدود
سنركبها في الله حتى نروضها
ونُقحِمها في الله وهو شهيد
نوجه بيت الله أوجهنا هوى
ونصغي لإبراهيم وهو عميد
يؤذن حول البيت بالحج رافعاً
عقيرته والدهر ثم وليد
ويرفع من تلك القواعد سمكها
عليا كما شاء العلى ويشيد
بعام ثلاث غب تسعين أعقبت
ثلاث مئين ألفهن فريد
لسبع ليال بعد عشر لقعدة
خلت صَدقتنا بالعزوم جدود
أتينا مطار السيب والظهر مشرق
علينا وعزم الطائرات عتيد
نذلل منها للمرام فتية
تمزق ثوب الأفق وهو جديد
فما وقعت في مدرج منذ حلقت
سوى مدرجين ثم حيث نريد
لنستظهر الظهران عن خير قصدنا
ونبدأ بالخبر المدى ونعيد
لبثنا بها خمساً وجبنا سبيلنا
بسيارة تفريه وهو بعيد
إلى الله نشتار المفاوز خمرة
ونطوي الليالي والمسالك سود
نعاقره عزماً بياضين عانقا
سوادا إلى أن ذل منه عنيد
فجئنا ولألاء الأصيل كأنه
حليّ على نحر جلته خرود
نقبل أرضاً عز في ربعها الهدى
يسوّد ما شاء العلى ويسود
مدينة خير المرسلين وحصنه
عليها من اللطف الخفيّ برود
أقمنا به عشراً نروح ونغتدي
وللمصطفى بين الرياض وجود
نلامس أنوار الضريح وطيبه
كأنا على الفردوس وهي سعود
نرتل آي الله لله وحده
ونحن هناك ركع وسجود
على حرم المختار مني تحية
بخير صلاة للرسول تعود
تخالط أمشاج القلوب محبة
وتعقد منها بالنياط بنود
وترتع فيه بين قبر ومنبر
كما رتعت بين الخمائل غيد
نعمنا به حتى إذا ما تحفزت
إلى البيت منا عزمة وصمود
بسادس شهر الحج سعياً لجدة
نريد فناء الله وهو مريد
فهل حاولت عما نحاول صدنا
أبى الله أن يثني الصمود صدود
وما نحن إلا بعض أفئدة هوت
إليه لها الشوق الملح يقود
فما صدقتنا كالمنى صبح ثامن
بربع مِنى حيث المقام حميد
غداة حططنا الرحل فيها بثقلنا
ورحنا خفافاً للطواف نريد
فطفنا بها بين الحطيم وزمزم
خطا عن الرضا الرحمن ليس تحيد
وبين الصفا والمروة اشتدت الخطا
تغذّ وطورا وقعهن وئيد
نمارس في تلك المشاعر بالولا
شعائر تبقى والزمان يبيد
فلما قضينا عمرة من قراننا
رجعنا مِنى حيث الحجيج وفود
نبيت بها حتى إذا أسفرت ذكا
يضاحكها زهر ويرقص عود
ركبنا المطايا لا تني عجلاتها
إلى عرفات والزحام شديد
ليشهد في ذاك المقام وقوفنا
لنا يوم يجلى موعد ووعيد
لك الله من يوم به تفتح السما
ويسعد بالفتح المبين وجود
تطوف به الأملاك بالبشر وقعا
على كل من وجه الإله يريد
فمذ غاب عنا قرص شمسك بادرت
مطانا بلذات الأجور تعود
فما ازدلفت إلا إلى ربنا بنا
لمزدلفات وهدة ونجود
نبيت بها في عينه جل شأنه
ونصبح والعزم الأشد مؤد
نصافح كف الشمس بعد محسرّ
إلى معشر للذكر فيه حدود
إلى الجمرة الكبرى على حافتي مِنى
نحلّ بها إحرامنا ونهود
ونسري إلى البيت الحرام جميعنا
نطوف ونسعى والإله شهيد
وعدنا مِنى نرمي الجمار ثلاثة
وقد كانها التشريق فهي سعود
فلما تعجلنا مسا ثاني عشرة
خرجنا وقرص الشمس كاد يحيد
نذود إطارات سريعاً مدارها
تخور بروق خلفها ورعود
نجدد من ترحاب جدة جدة
لها من ترانيم الثناء نشيد
نقيم بها ما بين إخوان خلص
وسادة صدق للكمال تشيد
يرون على الجود الحياة هنيئة
ولو ساقهم نحو التبلد جود
نشيد بذكر السيد الشهم منهم
وبالكل ممن رافقوه نشيد
ونحيى قلوباً والهات بحبهم
ولو فارقتهم أعظم وجلود
ونستودع الرحمن للعود ربعهم
بعشرين شهر الحج فهو معيد
إلى البيت من أم القرى لوداعه
نهيب بحب الله وهو ودود
وننشق في أركانه عرف روحه
فنشعر أنا بالجنان خلود
ونلثم آثار الخليل فننثني
نطوف كتطواف الملا فنجيد
ونتركها بعد الوداع يشوقنا
هواها وشوق العاشقين يزيد
عشية غادرنا حماها بأعين
لها في دموع الشيقين ورود
نجاذب من شمس الأصيل خيوطها
فتصفرّ منا بالفراق خدود
ونضرب في عرض الطريق وطوله
كما ضربت عرض القلوب جهود
نمارس كالرقطاء ملساء تلتوي
بنا صعداً تلوي الخطا وتكيد
نعاقبها بالشد حتى نروضها
فيا عقبة حتّام أنت كؤود
لقد كنت لكن للأنوق معاقلا
فذللك الإنسان كيف يريد
فأصبحت بعد الوعر سهلا لسالك
فمنتزها يغري النهى ويصيد
فلله عليا همة لك طوعت
وأيد كما شاء الإله تفيد
نطوّف من علياء شُمك قفلا
عل الطائف الخضراء وهي ورود
نبارحها والليل يسودُّ وجهه
من الغيم تعلوه براقع سود
تضاحكنا الوطفاء تهمي عيونها
علينا فيخضر الفلا ويميد
فلما صدعنا ريشة الليل بالسرى
وجُرنا على الظلماء وهي حقود
تركنا الجبال خلفنا وسرى بنا
إلى العَود خرق كالعباب مديد
نذود القدامى بالأواخر والسما
ترقرق دمع العين فهو جليد
إذا أرزمت من فوقنا جلجل الصدا
بنا وطغى السيار فهو حديد
نطارد نسر الليل حتى إذا هوى
وباض ليلقي البيض وهو طريد
هتفنا به نلقي العصا حول بيضه
قليلا ولو أن المنام حسود
ولكن لنسترعي النهار انتباهه
ويبلغ منا ما أراد مُريد
إذا غمزتنا للرياض إشارة
أشحنا وقلنا الخبر فهي نريد
فلما وصلناها إذا الشمس تنحني
إلى الغرب لكن الضياء شرود
أقمنا بها ستا ليالي حلوة
يبادلنا فيها الإخاء أسود
خلاصة إخوان كرام أعزة
مقامهم بين الكرام حميد
نطالب أفق الطائرات برحلة
فيسمح لو لم تعترضه وعود
ليال وأيام تمر وتنقضي
ونحن وراء الإنتظار قعود
فلما برمنا الحال قمنا لنقتني
ركوبة بيد والمسالك بيد
وآخر شهر الحج في صبح سابع
وعشرين قمنا للفلاة نذود
نطارد لألاء السراب وكلنا
وعاصفة السيار ثم صمود
كأنا على التابوت وهو سكينة
نروض جماح الدهر وهو مَريد
فما بال سلوى لا تكاد تريحنا
وما للنظام ثم وهو شديد
سنتركها مفتاح خير وإن جفت
إلى قطر نطوي الفلا ونبيد
ومنها على صحراء رمل جبالها
تكاد تعوق السير وهو عتيد
تخال بها السيار يهوي كأنه
خيال بهاتيك الرمال مذود
فلاة بها لا يهتدي طائر القطا
يضل بها خرّيتها ويحيد
ربطنا ذناباها بأعلا عقاصها
وجبنا مواميها وهن همود
فما راعنا الا المصانع نارها
تأجج عن أيد هناك تشيد
مصانع تكرار الوقود وإنها
على قلب أعداء السلام وقود
بنتها أبوظبي فلله زائد
وعرش له فوق الجلال مشيد
ونحن عل التدآب كالنجم تحتنا
جموح عليها للوفاء عهود
إلى أن تجلت لابن مكتوم داره
على نحرها للكهرباء عقود
نخالط سوداوين فيها تقلدا
نهاراً تحلى والمكارم جيد
تولى به عام وأقبل آخر
وفارقه عيد وصافح عيد
بأول يوم للمحرم تنجلي
مطالع عام لاح وهو جديد
تبلج عن ألف سنينا وأربع
مئينا عدا ست فليس تزيد
هناك شددناها رحالا متينة
إلى الوطن المحبوب فهو نريد
ننازع بالسير النهار مداره
على الشمس حتى تستبين حدود
وننظر في مد الخليج وجزره
فنحسب أن الكون فيه يميد
ونمشي بحافات الرياض كأننا
بحافة طوبى والسرور قعيد
نذود الأماني والطريق مطاوع
فنقنص منها ما نشا ونصيد
فما مال قرن الشمس للغرب أو رسا
بنا القصد حيث المكرمات شهود
عمان التي ما أنبتت غير ماجد
جليل نمته للجلال جدود
وغير سخي كم يبيت على الطوى ليطعم ليلا أيقظته وفود
وغير كميّ كم تقلد سيفه
سطا فتروى بالنجيع صعيد
أولئك أسلافي بها وعشيرتي
بُناة المعالي والزمان بليد
إذا حملوا فالكون درع وصارم
وإن حكموا فالعدل وهو عمود
على وطني المحروس لله رحمة
تنزل بالألطاف وهي برود
وتشفعها للمصطفى خير دعوة
يدبرها التوفيق كيف يريد
يعيش بها الشعب الأبي معززاً
يصان به بيض ويكرم صيد
ويحيى به في الدين إبن ووالد
وينشأ بين الصالحات حفيد
تصافحنا بالبشر فيه نسائم
فتفصح منا بالبيان قصيد
وتبدأ منه القصد لله نبعة
وتختمه بالمسك منه ورود
عبد الله بن علي الخليلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2016/04/12 11:20:02 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com