عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > عبد الله بن علي الخليلي > الصاروخ

عمان

مشاهدة
473

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الصاروخ

علق الهوى فهوى لغير قرار
وسما يعانق في سماه الساري
وعلا يحلق فوق أجنحة الوفا
طوع الخيال على فضا الأقمار
وغدا يحدق في الوجود بمقلة
عبرى كأن كحلت بمرود قار
وسرى كأن الليل نسر جناحه
تحت النجوم مفكك الأزرار
تهوي به أوهامه في حينه
حينا وبين مجاثم الأحجار
والكون بين مصوب ومضلل
والدهر بين مبارز ومبار
حتى أصاب من الحياة مراده
واستل بغيته من الأحجار
والعقل يقترع الوجود مقامراً
بالعلم تحت أسرة الأسرار
والعلم يخترع الحياة مغامرا
بين النبوغ ومنجم الأخطار
والاختراع على البسيطة ماثل
فجماده كالمستبين القاري
يقظان يخترق الهواء مصوبا
للبدر مثل الكوكب السيار
تعلو به أشواقه لوح السما
ويرده حسن الوفا للجار
وتخيفه الغايات وهي خفية
فينالها لكن بلا استئثار
ويروض دون النيرات عوالما
ما ذللت من قبل لاستعمار
جعل الجهاز لما أراد جوازه
فرمى به في معمعان النار
يلقي الإشارة عنه لاسلكّية
والجو مصدر ذلك الإصدار
أتراه قد بلغ المرام فهزه
إعجابه فأهاب بالطيار
أم حام حول حماه وهو مروع
فأتى المدى يسعى بلا استقرار
أم عوقته النيرات عن المدى
إن الدراري جُنة للدار
أم شاكه شوك السرى فهوى به
أم ليس ثمة منية للساري
أم ثم قد بقيت عليه غاية
لما تزل في مخبأ الأستار
أم كلما التقطت إشارة مرسل
عنه بدت في غاية الإسرار
أم ثم رمز لم يصله دركه
ما زال بعد بمنطوى الأقدار
أم تلك أطوار التجارب طالما
نجحت سلاسلها مع الإكثار
إن الحقائق بين أطباق السما
هي غيرها في مسقط الأمطار
يا موجد الصاروخ في أفلاكه
أيقن بموجدك الكبير الباري
فلقد عملت على قضاء مبرم
منه وحكم محكم الأدوار
وبنيت لكن في مثال سابق
منه بلا مثل عليه جار
وجهدت فكرك في اختراعك مرهف
اً وقضاه جل بغير فكر طاري
وأسطعت بعد تجارب وتضارب
إحكام أمرك مرهق الأفكار
أو لا ترى تكوين نفسك ذاتها
في عالم متباين الأطوار
في عالم ما إن لمثلك درك ما
فيه ولا جزء من التيار
في عالم منه البسيطة والسما
والكل تحت تصرف القهار
يا ابن الدفوقين اخترع ما شئته
فلأنت مخترع على مقدار
والفضل كل الفضل للفرد الذي
برأ الوجود بدون سبق غيار
لو لم تكن إلاك مخترعاته
لكفى وإنك غاية المضمار
والكل مخترعاته وأجلها
آي الحجا وخلاصة الإضمار
أتراك زدت إذا اخترعت ع
لى الذي سواه في تكوينه الجبار
فالكون منه العقل قطب مداره
والعلم حجة ذلك المنظار
والكون فيه منابت ومعادن
هذا يولد ذاك باستمرار
والله يفتح ما يشاء لمن يشا
في الكون من حكم ومن أسرار
لبيك رب وأنت خير حافظا
فقني بهديك من ضلال عار
واسلك بي النهج الذي يفضي إلى
أوج العلى ومنازل الأبرار
لأكون يومئذ لديك مقربا
أجلو رضاك بزمرة المختار
وأنافس الملأين في ختم الرضا
كالمسك بين خمائل الأزهار
عبد الله بن علي الخليلي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2016/04/12 11:24:20 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com