إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عشرونَ عامًا مُذْ عرفتُكْ |
لقد احترفتُكْ |
أَنَسِيتِ هلْ فأُذكِّرُكْ؟ |
بالأمسِ كنتُ أُذاكِرُكْ |
يا منهجي بينَ الحسانِ نُهاكِ دُونيَ يُنكِرُكْ |
كمْ كُوبِ شايٍ في ليالي الوجْدِ والعشقِ ارتشفتُكْ! |
وبمنتهى الإبداعِ في الشِّعرِ اقترفتُكْ |
ناجيتُ وجهَكِ واعتكفتُكْ |
ومعادلاتُ الحسنِ فيه حَفِظتُها حتّى اكتشفتُكْ |
حلّلتُ معنى بسمةِ العينينْ |
وحَلَلْتُ وحدي مُنحنى الخدّينْ |
مِن غيرتي خَبّأتُ في مَفكوكةِ الحَدّينْ |
أسطورةَ الشفتينْ |
بالحُلمِ في نَومي استضفتُكْ |
وصَحَوتُ يَحدوني نَدَى الإشراقِ |
وقَصدتُ مِن شوقي أكاديميةَ العشاقِ |
لشئونِ قلبِكِ عاشما قدّمتُ أوراقي |
فَرُفضتُ أعواما بلا سببٍ لإخفاقي! |
كررتُ مراتٍ ودوما لم تُبارحْني الثِّقَةْ |
ففُصولُ وَجْدي في هَواكِ مُوَثَّقَةْ |
وبذلْتُ وُسْعي في امتحاناتِ الهَوَى |
لمْ أَستفِدْ إلا شهاداتِ النَّوَى |
مِن دُونِ ذنبٍ غيرِ ظُلمِ مُصَحِّحٍ فَظِّ القَريحةْ |
ما رقَّ يومًا رغمَ أجفاني القريحةْ |
في غِلْظةٍ رَفَضَ الإجاباتِ الصحيحةْ |
وأساءَ فهمي رغمَ أشعاري الفصيحةْ |
وأنا الأحقُّ بِالامْتيازْ |
في كلِّ أجوبتي أُجازْ |
أوَليسَ يَكفِي لاعتمادي عِشقُكِ الإنجازْ؟ |
لأصيرَ أستاذا أدرِّسُ سحرَ عينِكِ باعتزازْ؟ |
أُلقي محاضرتي بجامعةِ الهَوَى |
وأعيدُ نشرَ جميعِ أبحاثي الأُلَى |
وأظلُّ أنبشُ سرَّ حسنِكِ بينَ آلافِ المراجعِ في رَوِيّةْ |
لِتُضافَ يوما في هوامشِ كلِّ أوراقي المُحَكَّمَةِ التي |
تَزهو بها أرقَى مجلاتِ الغرامِ العالميةْ |
ولكانَ حقّي اليومَ أنْ أحظَى بِنُوبِلَ في اكتشافِكِ بينَ ربّاتِ الجمالْ |
ولَكُنتُ أرشفُ مِن لَمَاكِ ثُمالةَ الخمرِ الحلالْ |
ثَمِلاً كضوءِ النَّجمِ في حِضنِ الهلالْ |
لكنّنا للآنِ ما زِلنا على شطِّ الهَوَى نُقصِي الإجابةَ والسؤالْ |
نَخشَى الغرامَ كبطّتينِ تُراجِعانِ الموجَ مِن فَرْطِ الهُزالْ |
وكأنّما سَكِرَ الزمانُ وغَطَّ في نومٍ عميقٍ فانتهى معنى الزَّوالْ |
ما زلتِ أنتِ بمنتهَى حُسنٍ تَأَرَّجْ |
في كلِّ يومٍ تَجلسينَ بذلكِ الثوبِ البسيطِ بحمرةِ الزهرِ المُبَهرَجْ |
في أوّلِ الصفِّ الذي تَهوَينَ في نفسِ المُدَرَّجْ |
مشغولةَ العينينِ عنّي تكتبينَ مُحاضراتِ القومِ تَبغينَ التَّخَرُّجْ |
وأنا أراقبُ بالحنانِ جمالَكِ الفتانْ |
وأغشُّ عن كَثَبٍ وأَنسخُ شِعريَ الولهانْ |
أدعوكِ فيه لِعالمي |
فلتَعلمي: |
تحكي محاضرتي الملاحمَ أنّنا البَطَلانْ |
منّي اسمعيها وانظريها |
سبورتي عينايَ هيّا فاكتبيها |
قولي بربِّكِ كيفَ ظلَّ قرارُكِ البُطلانْ؟ |
يا ويحَ حسنَكِ إنني عطشانْ! |
حتى إذا استجمعتُ بعضَ شجاعتي |
متهيّبا أَسعَى إليكِ بلهفتي |
لتَضمَّني وتُضيعَني عينانْ |
والقلبُ في كفِّي يُغلّفُه افتتانْ: |
هل تَقبلينَ هديّتي |
ما زلتِ عنّي في شُرودِكِ مُطرِقةْ |
وإذا أجبتِ بِكِلْمةٍ، تَهوِي عليَّ كمِطرقةْ |
يا فِتْنَتي ما أقتلَكْ! |
ضَيَّعْتِني وغَفَرْتُ لَكْ |
غرّاءُ أنتِ، غَريرةٌ |
وغَرَورةٌ، |
مَغرورةُ الوِجدانْ |
وأنا الذي أفنَى بعشقِكِ عُمرَهُ |
لا شُكرَ لا عِرفانْ! |
والآنَ جئتُكِ مِن جديدٍ ذُبتُ شوقًا غامِرا |
أجتازُ آفاقَ الجِراحِ مُغامِرا |
للبحثِ عن ذهبِ الأنوثةِ في شُعورِكْ تحتَ أكوامِ الزمانْ |
فتَنهّدي تنهيدةً هَوْجاءَ تَنفُضُ عنه ما قد رانْ |
طاغٍ غرورُكِ واعتراكِ عنادْ؟ |
لا بأسَ، صبرًا بينَنا ميعادْ! |
عرَّضْتُ قلبَكِ في اختباراتِ احتمالِ الشوقِ للإجهادْ |
ضغطٍ وتَسخينٍ |
وتفريغٍ وتبريدٍ |
وبسمةِ لهفةٍ |
في إثْرِ دمعةِ غَيْرةٍ |
غضبٍ، نَدمْ |
وأنا أدوّنُ ما ألاحظُ بالقلمْ |
مُترصّدًا كلَّ النتائجِ رَيْثَ أنْ حبّي بنجواكِ احتدمْ |
أَتَدَلُّهي عقلي التَهَمْ؟ |
فَخْرٌ لقلبي أنّني بكِ مُتَّهَمْ |
حتّى أخيرا صُغْتُ قانونَ الوفاءِ، وكلَّ تَفنيدٍ هزَمْ: |
لا حبَّ يأتي من عَدَمْ |
لا حبَّ يَفنَى في العَدَمْ |
*** |
والآنَ نَفسَكِ فاسألي: |
كَمْ مرَّ مُذْ شبَّ الغَرامُ على اغترابْ؟ |
والقلبُ في هذا العذابْ؟ |
يُرضيكِ أنْ ولَّى الشبابْ؟ |
والشِّعرُ طفلٌ عابثٌ، لكنَّ هذا الشَّعرَ شابْ |
زَعمَ الزمانُ بأننا أيقونةُ الأحبابْ |
ما اللصُّ محتاجًا لِبابْ |
وَهْوَ الذي سَلَبَ اللُّبابْ! |
فَلِمَرّةٍ أُخرَى اسألي: |
ما العيبُ في إكمالِ دائرةِ الهَوَى؟ |
قِيسي الجَوَى: أناْ مُوجَبُكْ |
قُولي إذنْ ما يُرهِبُكْ؟ |
تَتمرّدينَ وأنتِ سالبتي بِطَوْعي كلَّ شيءٍ يُعجبُكْ؟ |
شِعري وعيني وافتتاني |
قلبي وعقلي واتزّاني |
هذا إذن رسمي البياني |
طَرَفا معادلتي على كفّيكِ يَصطرعانِ |
وأنا إلى ما لا نهايةَ للغرامِ أُعاني |
والصِّفرُ حلٌّ تافِهٌ، لا ليسَ حلّي |
لِبراءتي لا تَستحّلي |
حِلِّي بذاتي حلّليني وابسطي بَسطي إلى عينيكِ واعتبري مَقامي |
ولْتَحذري حدَّ اتهامي |
تَبدو معادلتي أنا نُونيّةْ |
لي عَدُّ نُونٍ مِن حلولٍ أوّليةْ |
لكنّها بفضائها محجوبةٌ منسيّةْ |
ذا أنّها مفكوكةٌ مِن عُقدةٍ أسيّةٌ |
تعقيدُها في الحلِّ مثلُ تَفَاضُلِيِّتَكامُلِيّةْ |
مرَّ الزمانُ ولم تَزالِي ليلها أحلى حلولي العبقريةْ |
مُثْلَى، مُعقّدةً، مُؤَصّلةَ الفروضِ، ولَوْذَعيّةْ |
أرجوكِ، لو إثباتُها صَعبٌ عليكِ، |
إذنْ تَعالَيْ بينَ حِضني كلَّ يومٍ |
كَيْ أبسِّطَها لقلبِكِ قُبلةً في قُبلةٍ في رحلةٍ أبديةْ! |
يوما لعلَّكِ تَحصلينَ على شهادتِيَ الحَنونِ الجامعيةْ! |
*** |
زلزالَ عشقي: لَهفتي تُسُنامي! |
قلبي ملاذُكِ فاحضُنيه ونامي |
في مَهْدِ زَهرِ غراميَ المُتنامي |