إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ودفعت دمعي إذْ تراجعْ يا أمةٌ تدمي المدامعْ
|
ورميتِ قلبي بالأسى أوّاه ما أقسى المواجعْ
|
وفجعت عيني بالمشاهد قاسياتٍ والمسامعْ
|
وتركتِ حالي في اعْتكارٍ بعد صفوٍ بالفجائعْ
|
حطّمتِ نفسي بالبنادق والقذائف والمدافعْ
|
لم ترمني هدفاً ولكن ضربها الإخوان فاجعْ
|
إنْ مسّت النيرانُ أرض الشام تكويني المرابعْ
|
أوماتَ طفلٌ غارقاً فسعادتي تلقى المصارعْ
|
أو ناحت الثكلى صداها في بكائي والمدامعْ
|
أو بحّ صوت يتيمةٍ طال الصراخ بها لفاجعْ
|
أعطيتها صوتي وشعري للرثاء ولستُ بائعْ
|
أو هُجّر الأحباب من مدنٍ وأحياءٍ وشارعْ
|
استوطنوا قلبي أسىً والنومَ تفقده المضاجع
|
إن أبحرتْ غرباً قواربهم هروباً من فظائعْ
|
غربتْ نجوم السعد عني والنحوس لها مطالعْ
|
وإذا الأنين على ببغداد الجريحة صرتُ سامعْ
|
كأميرةٍ عربيّةٍ أغلى الأميرات اللوامعْ
|
قدْ كادهها جاراتها عن غيرةٍ والبون شاسعْ
|
لمّا رأين جمالها يطغى على كلّ السواطعْ
|
خبأن علجاً عندهنَ بدارهنّ له مَخادعْ
|
فنمى إليها من لدى جاراتها سود الصنائعْ
|
فتزاحمتْ أنّاتُ صدري والدموعُ لها تدافعْ
|
تتسابقان جوابها أم للعزاء جرتْ تُسارعْ
|
إنْ أحرق الأوغاد دوحك بالتقاتل والمواجعْ
|
طال اللهيب بداخلي كبدي وأحمى بي الأضالعْ
|
وإذا الأرامل عزّ من ترجو لعونٍ أو لدافعْ
|
وبكت لأمر صغارها جوعى على أرضٍ بلاقعْ
|
نظرتْ إلى الرحمن يأتي بالرجاء بوجهِ ضارعْ
|
طار الدعاء لها ومن قلبي يُحلّق في تَسارعْ
|
نَزَفَ العراق هنا بكل مدينة ألماً يُصارعْ
|
لا صوتَ يعلو فوقَ صلياتِ القنابل والمدافعْ
|
آهٍ بكى اليمن السعيد وبات في الآلام راتعْ
|
واستبدل البسمات بالدمع الغزير ونوح جازعْ
|
لمّا رأى أبناءه يتحاربون بكل شارعْ
|
ملأ اليتامى أرضه فقدوا الطفولة والمراضعْ
|
ليسوا على حِمْلِ الحياة ولا مآسيها ضوالعْ
|
عدنٌ تقاتل أختها صنعا بأسيافٍ قواطعْ
|
وسهام صنعا إن رمتْ وجدتْ لها عدناً مواضعْ
|
كفّوا التراشق والتقاتل إنّ بي منكم مواجعْ
|
تستنصرون بطامعٍ من قتلكم قطف المطامعْ
|
كم من عروسٍ مُزّقتْ تحتَ الركام وذاكَ فاظعْ
|
كانتْ أمانيها هنالك وهْي في أبهى المطالعْ
|
وترى ابْتسامة أمها ودموع فرحتها تطالعْ
|
أنْ تستقرّ بمنزلٍ بعد الزفاف تراه وادِعْ
|
وتلاعب الأطفال بعد مجيئهم ولهم تتابعْ
|
لكنْ تلقتْ ضربةً طالت أمانيها بقاطعْ
|
قُصِفَ الزفافُ فهُدِّمتْ سُقُفُ المجالس والمجامعْ
|
في ليبيا جرحٌ له عمقٌ وينزف بالفجائعْ
|
زرعت أيادي الغدر فيها شرّ أنواع الخدائعْ
|
فتفرّقوا بعد التآلف فانتهوا بيد التنازعْ
|
أخوانُ يقتل بعضهم بعضاً على أوهى الذرايعْ
|
وتلبّسوا في حربهم شيعاً فذاقوا البأس واقعْ
|
كم من جريحٍ بينهم يشكو الجراح لغير سامعْ
|
كم من أسيرٍ ذلّ قيّده أخوه فبات جازعْ
|
ولمصرَ مني حصة الآسادِ من ألمٍ ودامعْ
|
بعد النجاح بثورةٍ كانت لها في المجد رافعْ
|
رجعت إلى قاع السوابق ويلها بئس التراجعْ
|
فقدتْ شباباً صالحين مثقفين وهم لوامعْ
|
جازوا شهادات العلوم وللرقيّ هم المطالعْ
|
نالوا الشهادة في ميادين الإباء وفي الجوامعْ
|
يا مصر إن الحرّ يأبى أنْ يرى للجورِ راكعْ
|
أبكي الحرائر في سجونك تشتكي ما العِلجُ صانعْ
|
ماذا اقْترفْنَ سوى الحميد من الفعائل والصنائعْ
|
كنّ الكواكب في سماء العلم للدرر الجوامعْ
|
أبكي الشوامخ من رجالك في المشانق بالمدامعْ
|
ويخاف أن يبكي بمصر لهم خلا طيراً سواجعْ
|
للهَ أشكو أمةً تركتْ دم الأحرار ضائعْ
|
أتُرى مُسِخْنا ذا الزمانَ إلى سباعٍ أم ضفادعْ؟
|
من أين تأتيك المآسي أمتي أم أنتِ كنتِ لها منابعْ
|
حتى غرقتِ بسيلها كثرت مصائبك الشنائعْ
|
أحلى الكؤوس أمرّ من مرٍّ وهذا الحال واقعْ
|
يا أمتي أمسى بنوك في الشباك وفي الخدائعْ
|
واصطادنا الإعلام في فخّ التفرّقِ والقطائعْ
|
بثّ السموم كحيّةٍ منْ خلف آلاف البراقعْ
|
ما من بنيك بصحوةٍ كلٌّ بسكرتهِ يقارعْ
|
فكأننا ثيران حلبته ويضحك إذ يتابعْ
|
فينا التناطح والدماء تسيل منا وهْوَ كارعْ
|
أترى الأخوة بعدها تحيى ومزقها الوقائعْ
|
ويزيد غمي أن أرى بين الأخوّة كل قاطعْ
|
ويُمدّ جسرٌ من هوانٍ للأعادي دونَ نافعْ
|
ويعاق أن يأتي السلام إلى الأحبة بالموانعْ |