إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
غليونه القذر المدمى والضباب، |
وكوة الحان الصغيرة |
ورفاقه المتآمرون يثرثرون: |
البحر مقبرة الضمير |
ويقلبون كؤوسهم ويقهقهون: |
هذا العجوز ألا يكفُّ عن الشخير؟ |
والليل والحان الصغير |
ورفاقه والخمر والدم والضباب |
صور تعود به، تعود إلى الوراء |
إلى جزيرته وشاطئها وآلاف السفائن، والرجال |
والمومساتْ |
بثيابهن الباليات |
يجمعن أعواد الثقاب |
وينتظرن على الرصيف |
والسحب تبكي والخريف |
في أخريات الليل، والبحر الغضوب |
ورفاقه المتآمرون |
عما قريب يقلعون، ويتركونْ |
هذا العجوز |
للخمر والدم والضباب |
والنوم والحان الصغير |
ليستعيد! |
وأي ذكرى يستعيد |
هذا العجوز |
أفضائح الأمس القريب أم البعيد؟ |
في الشرق، في أرض المعابد والكنوزْ |
حيث القباب، وحيث آبار الزيوت |
يتلاقيان على صعيدْ |
وحولهم شعب يموت |
ليستعيد! |
وأي ذكرى يستعيد؟ |
هذا العجوز |
واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين |
كالنار باقية تثير الخوف والحقد الدفين |
في قلب إفريقيا وفي الكنج المقدس، والقنال |
حيث الرجال السمر تحت الشمس يقتحمون إعصار المنون |
ويصنعون |
تاريخهم، ويدافعون |
عن الحضارة، والغد المأمول بالدم والدموع |
وحيث صحراء الصقيع |
والثائرون |
والريح تعول في الخنادق والجنود |
يتساءلون: متى نعود؟ |
ويظل لص البحر يضحك، والسماءْ |
تبكي وتبكي والخريف |
والمومسات على الرصيف |
يجمعن أعواد الثقاب |
وهؤلاء، وهؤلاء |
يتساءلون: متى نعود؟ |
ويظل يضحك، والسماء، وهؤلاء |
يتساءلون وفي الضباب |
غليونه القذر المدمى، والرفاق العائدون يثرثرون: |
البحر مقبرة الضمير |
والليل والحان الصغير. |