وَأمْسيِ كَأنَّ الجَوَّ دَوَّتْ رِيَاحُهُ | |
|
| عَجَاجًا يَلُفُّ الكَوْنَ لَفَّ اللَّوالِبِ |
|
يُدَغْدِغُ وجْهَ الأرْضِ وهْيَ كئِيبةٌ | |
|
| يَلاَعِبُ أوراقًا كطِفْلٍ مُشَاغِبِ |
|
وشَارَكَ لَيْلَ النَّاسِكِينَ صَلاتَهُمْ | |
|
| لِتَعْجِيلِ قَطْرٍ باردٍ منْ سَحَائِبِ |
|
سَأَلْتُ فُصُولَ العَامِ كَيْفَ تَبَدَّلَتْ | |
|
| وأَلْبَسَتِ الأحْيَاءَ لَوْنَ الشَّوَاحِبِ |
|
لِماذَا طِبَاعُ الجَوِّ شَذَّتْ وَسَيْطَرَتْ | |
|
| بِقَرٍّ وحرٍّ واضْطِراَبِ المَنَاصِبِ |
|
فما عاد وَصْفٌ للخَرِيفِ وما اهتدَى | |
|
| شِتَاءٌ بِوصْلِ الغَيْثِ غَوْثَ المُطَالِبِ |
|
وَما للرَّبِيعُ البَاعِثِ الْجَوَّ نَشْوَةً | |
|
| بِبَسْمَةِ فَلاَّحٍ ونَسْمَةِ خَاصِبِ |
|
تلَقَّفَهُ الصَيْفُ المُطَرِّزُ ثَوْبَهُ | |
|
| جَفَافًا،صَفَارًا...فِي بِقَاعِ الغَرَائب |
|
أجَابَتْ بِلَوْمٍ حَمَّلَتْهُ سَمُومَهَا | |
|
| تَلَتْهُ غُيُومًا، فَوْقَ رَعْدٍ مُعَاتِبِ |
|
لِمَ اللَّوْمُ يا عَبْدًا غرِيبًا تَوَحَّشَتْ | |
|
| بِهِ الرُّوحُ، والأضْدَادُ عُرْفُ المَقَالِبِ |
|
ألا تَعْلَمُ الأسْبَابَ والهَرْجُ صَاخِبٌ | |
|
| وَأَلْهَى صَدَى التَّهْرِيج سَيْرَ المَرَاكِبِ |
|
تَحَدَّيْتَ حَدَّ اللهِ والحَقُّ بَيِّنٌ | |
|
| تُجَاهِرُ بالعِصْيَانِ جَهْرَ المُحَارِبِ |
|
قَلَبْتُمْ مَوَازِينَ الحَيَاةِ بِصَفْعَةٍ | |
|
| فَجَارتْ عَلَى الأقْسَاطِ جَوْرَ المُرَاغِبِ |
|
جَنَيْتُمْ عَلَيْنَا مِنْ مَساوِي ذُنُوبِكُمْ | |
|
| وحَمَّلْتُمُ الأيَّامَ سُوْءَ العَوَاقِبِ |
|
سَأَلْتُ وَمَا ذَنْبِي أَنَا فِي سِيَاقِهِمْ | |
|
| أَلَا تَعْلَمُ الأجْوَاءُ أَسْمَى مَنَاقِبِي |
|
أنَا التَّائِبُ القَوَّامُ للحَدِّ حَافِظٌ | |
|
| أَنَا الثَّابِتُ الأوَّابُ عِنْدَ المَصَائِبِ |
|
أَجَابَتْ ومَا ذَنْبُ الفُصُولِ بجُرمِكُمْ | |
|
| إنِ الْحُكْمُ إلا مِنْ سِجَالِ التَّجَارُبِ |
|
فجَوِّي بِحَالِ النَّاسِ إسْقَاطُ رُؤْيَةٍ | |
|
| كَتَفْسِيرِ آَيَاتِ المَقَامِ المُصَاحِبِ |
|
وَمِنْ جِنْسِ، أعْمَالِ العِبَادِ فُصُولُنَا | |
|
| تَقُومُ وَمِنْ كَسْبِ الأَيَادِي عَوَاقِبْي |
|
وَ هذَا فَسَادُ البَرٍّ والبَحْرِ...!زَيْغُكُمْ | |
|
| فَذوقُوا بِمَا تَجْنِيهِ كَفُّ المَتَاعِبِ |
|
فلا زَرْعُ بذْرٍ يَسْتَقِيمُ بِبُرْعُمٍ | |
|
| ولا جَنْيُ رِبْحٍ بِالرِّيَاحِ اللَواعِبِ |
|
تُقَلِّبُ خَطَّ الحَرْثِ تُذْرِي حُظُوظَهُ | |
|
| يُبَاغِتُ حَصْدَ القَوْمِ صَرْمُ الجنَادِبِ |
|
صَمَتُّ حَيَاءً! غادَرَ السُؤْلُ وانتَهَى | |
|
| وَسَادَ سُكُونٌ بَعْدَ لَوْمِ المُعَاتِبِ |
|
وَأَيْقَنْتُ أنِّي لَسْتُ أَبْعَدَ تُهْمَةٍ | |
|
| عَلَى فَرْضِ مَا نَحْيَا، وَحَالُ التَّضَارُبِ |
|
صحيحٌ يقَالُ الحَالُ إنَّ سُدَّ أمْرُهُ | |
|
| وَغُلِّقَتِ الأبْوَابُ مِنْ كُلِّ جانِبِ |
|
سَتُفْرَجُ إنْ ضَاقَتْ وَأَجْدَبَتِ المُنَى | |
|
| مَعَ الوَصْلِ بِاِسْتِغْفَارِ رَبِّ الِكواكِبِ |
|
مُطِرنَا بفَضلِ الله في سَاعَةِ الرِّضَا | |
|
| وَرحْمَته أرْخَتْ غَمَامَ السَّحَائبِ |
|
قَلِيلٌ، تُرَاعِي الأرْضَ زَخَّاتُهُ علَى | |
|
| كَثِيرٍ مِنَ الإقْرَارِ، حَمْدًا لِوَاهِبِ |
|