إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أحيانا تأخذني الدهشة |
فأرى مدنا تتوسد حجر الموت |
وأخرى تبحر نحو مرافئها الرغبة، |
لكن |
وكما العين إذا أزهر فيها |
شجر الأرق |
ففي واحات الروح كذلك يسمق |
نخل الوجد وتجري أنهار الشوق |
ألا هل يجمع هذا الهم الفادح |
قامته ويغادرنا؟ |
أنا لا أحكي عن أشواقي |
كل الأشواق مضت راكضة |
وتخلت عني |
تركتني حجرا في |
حضن الأرق المر |
فكيف ألاحقها |
وأنا لا أملك ساق الريح |
وخيلي متعبة، |
كيف ألاحقها....كيف ألاحقها؟ |
الآن بدأت رحيلي |
نحو نهارات الغد...نحو الأجمل |
أحمل سري، |
أكتب فوق أديم الدهر اسمي |
أبسط للأفق يدي وأمسح |
عن جسد المدن المرهقة |
غبار مصانعها، |
لكني حين ركبت قطار التاريخ العربي |
رأيت محطاته تتلفع برداء الصمت |
وتمضغ في الخلوة خبز كآبتها |
أبصرت حقولا خاصمها الخصب |
ومحاريث اتكأت في دعة |
تشبع رئتيها بهواء الكسل، |
رأيت سواعد ملقاة في الطرقات |
عليها يتغذى الصدأ. |
من يمسح رأسي |
من يمنح قدمي حذاء؟ |
ها أنذا أرحل ...أرحل... |
أمعن في السفر، |
ولم تقنعني مدن اللؤلؤ بالعودة ...لم تقنعني. |
أنبجس من الصحو |
كما ينبجس الماء وأتلو صلواتي |
أفتح أفقا للضوء...أدك |
قلاع الحلكة...أمشي |
والتاريخ يمشي ورائي حافية قدماه. |
أيتها اللغة الصعبة |
أيتها الملغومة...ياذات الجسد الفاتن |
كيف أوفق بينك حين أقول |
وبين وحول العالم |
كيف أصوغ لهذا الشوق نهايته |
وأصلي في محرابك، |
ما أجمل ذاكرة لم تركب قط |
حصان النسيان |
ولم تلبس زيف الأيديولوجات، |
وحتى إشعار آخر |
هاهو ذا البحر يمد يديه للنخل |
وتلك نوارسه |
تمطر وجنات الشاطئ بالقبلات |