مُذْ خَيْبَةٍ ما افْتَرَّ ثَغْرُ حياتي | |
|
| أو أعْتَقَتْني لَيلَةً أنّاتي |
|
أيْنَعْتُ في حَقْلِ الزّهورِ كأنَّني | |
|
| صَبّارةٌ والشّوكُ بَعضُ صِفاتي |
|
يَسْتَلُّني الماضي ويَطْعَنُ حاضِري | |
|
| طَرِبَاً على أنشودَةِ الآهاتِ |
|
والصُّبحُ أتْقَنَ كيفَ يأتي عابِساً | |
|
| مُتَنَكِّرا بِبَراءَةِ الغَيماتِ |
|
لكنْ أتاني اليومَ يحبو باسِماً | |
|
| مُتَعَثِّراً بِسَعادَةِ اللحظاتِ |
|
حينَ اسْتَوَيتُ على الرّصيفِ مُرَتِّلاً | |
|
| سُوَرَ انْتِظاري في جميعِ جِهاتي |
|
كَمُراهِقٍ يَقْتاتُ خُبْزَ حَنينِهِ | |
|
| وَيَغَصُّ بالأنفاسِ والزَّفَراتِ |
|
جَسَدي تَخَطّى الأربعينَ .. كَآبَةً | |
|
| والرّوحُ في العشرينَ مِنْ هَفَواتِ |
|
والقلبُ طِفلٌ لاهِثٌ خَلْفَ المُنى | |
|
| عَمّا هَوَىً تأتي إليَّ فَتاتي |
|
أحْسَسْتُ أنَّ النّاسَ حولي أعْيُنٌ | |
|
| وأنا كَضَوءٍ مَاسَ في الظُّلماتِ |
|
وَسَمِعْتُ ثَرْثَرَةَ الشّبابِ بِهَمْسِهِمْ: | |
|
| هَلْ جاءَ يَسْبِقُنا إلى الفَتَياتِ |
|
أو قدْ يكونُ أبَاً لبِنْتٍ فاحذروا | |
|
| بِصَباحِنا هذا مِنَ العَثَراتِ |
|
قَلَقٌ يُعَرْبِدُ في المَكانِ تَوَجُّساً | |
|
| حَذَرٌ يُحَرِّضُني على حَرَكاتي |
|
والنَّبْضُ في قلْبي ثوانٍ عُطِّلَتْ | |
|
| ودَقائقٌ تَخْتالُ كالسّاعاتِ |
|
حتّى تَبَدَّتْ والرَّبيعُ يَزِفُّها | |
|
| وَتَبَسَّمَتْ فَتَبَدَّدَتْ أزَماتي |
|
وَنَسيتُ أنقاضي وراءَ تَوَجُّسي | |
|
| وَسَكينَتي وتِلاوَتي وصَلاتي |
|
وَوَقَفْتُ عِنْدَ فُتُونِها مُتَبَسِّماً | |
|
| أهذي: صباحَ الخَيرِ يا مَوْلاتي |
|
ما كُنتُ أحْمِلُ غيرَ قلبي وَرْدَةً | |
|
| كَهَدِيَّةٍ والصِّدْقَ في كَلِماتي |
|
عَيْنانِ أثقلتا مَسافَةَ سَيْرِنا | |
|
| كَمْ سَبَّحَتْ بِقَوامِها نَظراتي |
|
قالتْ: أنِمْتَ؟ فقلت: كيفَ يَزورُني؟ | |
|
| وَسَنٌ وأنتِ السُّهْدُ في لَيلاتي؟ |
|
وَمَشى بِنا الدّربُ الكَسولُ مُسَلِّماً | |
|
| أنفاسَهُ لِتَعاقُبِ الخُطواتِ |
|
حتّى افْتَرَقْنا والعُيونُ تَفَلَّتَتْ | |
|
| مِنها الدّموعُ على رُبا الوَجناتِ |
|
وَرَحَلْتُ أحمِلُ طَيْفَها وتَلَهُّفي | |
|
| حِمْلانِ مِنْ سِحْرٍ ومِنْ حَسَراتِ |
|
إنّي تَرَكْتُ على الوِشاحِ صَبابَتي | |
|
| كَأمانَةٍ حتّى اللقاءِ الآتي |
|