جِنٌّ عَلَى حَرَمِ السَماءِ أَغاروا | |
|
| أَم فِتيَةٌ رَكِبوا الجَناحَ فَطاروا |
|
مِن كُلِّ أَهوَجَ في الهَواءِ عِنانُهُ | |
|
| هَوَجُ الرِياحِ وَسَرجُهُ الإِعصارُ |
|
يَبغي حِجابَ الشَمسِ يَطلُبُ عِندَها | |
|
| عِزّاً تَحَمَّلَهُ الجُدودُ وَساروا |
|
لَم يَبقَ مِنهُ وَمِن حَضارَةِ عَهدِهِ | |
|
| إِلّا صُوى مَحجوبَةٌ وَمَنارُ |
|
وَمَقالَةُ الأَجيالِ لَم يَلحَق بِهِم | |
|
| بانٍ وَلَم يُدرِكُهُمُ حَفّارُ |
|
طَلَعوا عَلى الوادي بِرايَةِ عَصرِهِم | |
|
| وَلِكُلِّ عَصرٍ رايَةٌ وَشِعارُ |
|
اِثنانِ ثَمَّ تَرى النُسورَ كَثيرَةً | |
|
| مِن كُلِّ ناحِيَةٍ لَها أَوكارُ |
|
سِرُّ النَجاحِ وَرُكنُ حَضارَةٍ | |
|
| هِمَمٌ مِنَ المُتَطَوِّعينَ كِبارُ |
|
نُسِخَت بِأَبطالِ السَماءِ بُطولَةٌ | |
|
| في الأَرضِ يوشِكُ رُكنُها يَنهارُ |
|
هَذا زَمانٌ لا الأَعِنَّةُ مَنزِلٌ | |
|
| لِلبَأسِ فيهِ وَلا الأَسِنَّةُ دارُ |
|
ما البَأسُ إِلّا مِن جَناحَي خاطِفٍ | |
|
| في البَرِّ وَالبَحرِ اِسمُهُ الطَيّارُ |
|
أَتُرى السَلامَةُ في السَماءِ وَظِلِّها | |
|
| أَم بِالسَماءِ يَصولُ الاِستِعمارُ |
|
حَرَمُ الهُدى وَالحَقُّ ريعَ جَلالُهُ | |
|
| وَغَدا وَراحَ بِجانِبَيهِ دَمارُ |
|
يا جائِبَ الصَحراءِ مِلءُ سَرابِها | |
|
| غَرَرٌ وَمِلءُ تُرابِها أَخطارُ |
|
يَكفيكَ مِن هِمَمِ الشَجاعَةِ لَيلَةٌ | |
|
| لَكَ مِن غَوائِلِها خَلَت وَنَهارُ |
|
لَمّا اِعتَمَدتَ عَلى الجَناحِ تَلَفَّتَت | |
|
| بيدٌ وَقَلَّبَتِ العُيونَ قِفارُ |
|
في كُلِّ صَحراءٍ وَكُلِّ تَنوفَةٍ | |
|
| أَرضٌ عَلَيكَ مِنَ السَماءِ تَغارُ |
|
حَسَنَينُ لَو لَم يَعذِروكَ لبادَرَت | |
|
| لَكَ مِن لِسانِ جِراحِكَ الأَعذارُ |
|
لِلَّهِ سَرجُكَ في السَماءِ فَإِنَّهُ | |
|
| سَرجُ الأَهِلَّةِ ما عَلَيهِ غُبارُ |
|
عَرَضَ الخُسوفُ لَهُ فَما أَزرى بِهِ | |
|
| ما في الخُسوفِ عَلى الأَهِلَّةِ عارُ |
|
أَوَ لَم تَطَءُ أَرضَ السَماءِ وَلَم تَدُر | |
|
| حَيثُ الشُموسُ تَدورُ وَالأَقمارُ |
|
أَلقى أَبو الفاروقِ نَحوَكَ بالَهُ | |
|
| وَتَشاغَلَت بِكَ أُمَّةٌ وَدِيارُ |
|
مَلِكٌ رُحِمتَ بِقُربِهِ وَجِوارِهِ | |
|
| حَتّى كَأَنَّكَ لِلعِنايَةِ جارُ |
|
نُصِبَ السُرادِقُ وَالمَطارُ وَحَلَّقَت | |
|
| في الجَوِّ تَلمَسُ شَخصَكَ الأَبصارُ |
|
فَلَمَستَ أَقضِيَةِ السَماءِ وَأَسفَرَت | |
|
| حَتّى نَظَرَت وُجوهَها الأَقدارُ |
|
قَدَرٌ عَلى يُمنى يَدَيهِ سَلامَةٌ | |
|
| لَكَ حَيثُ مِلتَ وَفي السَماءِ عِثارُ |
|
فَإِذا سَقَطتَ عَلى حَديدٍ مُضرَمٍ | |
|
| صَدَفَ الحَديدُ وَلَم تَنَلكَ النارُ |
|
ماذا لَقيتَ مِنَ النَجائِبِ كُلِّها | |
|
| قُل لي أَعِندَكَ لِلنَجائِبِ ثارُ |
|
هَذي تَعَثَّرُ في الزِمامِ وَتِلكَ لا | |
|
| تَمضي وَأُخرى في السُلوكِ تَحارُ |
|
فَشَلٌ يُعَظَّمُ كَالنَجاحِ عَلَيهِ مِن | |
|
| شَرَفِ الجُروحِ وَنورِهِنَّ فَخارُ |
|
لَو لَم يَكُن قَتلى وَجَرحى في الوَغى | |
|
| لَم يَعلُ هامَ الظافِرينَ الغارُ |
|