ما جَلَّ فيهِم عيدُكَ المَأثورُ | |
|
| إِلّا وَأَنتَ أَجَلُّ يا فِكتورُ |
|
ذَكَروكَ بِالمِئَةِ السِنينَ وَإِنَّها | |
|
| عُمرٌ لِمِثلِكَ في النُجومِ قَصيرُ |
|
سَتدومُ ما دامَ البَيانُ وَما اِرتَقَت | |
|
| لِلعالَمينَ مَدارِكٌ وَشُعورُ |
|
وَلَئِن حُجِبتَ فَأَنتَ في نَظَرِ الوَرى | |
|
| كَالنَجمِ لَم يُرَ مِنهُ إِلّا النورُ |
|
لَولا التُقى لَفَتَحتُ قَبرَكَ لِلمَلا | |
|
| وَسَأَلتُ أَينَ السَيِّدَ المَقبورُ |
|
وَلَقُلتُ يا قَومُ اُنظُروا اِنجيلَكُم | |
|
| هَل فيهِ مِن قَلَمِ الفَقيدِ سُطورُ |
|
مَن بَعدَهُ مَلَكَ البَيانَ فَعِندَكُم | |
|
| تاجٌ فَقَدتُم رَبَّهُ وَسَريرُ |
|
ماتَ القَريضُ بِمَوتِ هوجو وَاِنقَضى | |
|
| مُلكُ البَيانِ فَأَنتُمُ جُمهورُ |
|
ماذا يَزيدُ العيدُ في إِجلالِهِ | |
|
| وَجَلالُهُ بِيَراعِهِ مَسطورِ |
|
فَقَدَت وُجوهَ الكائِناتِ مُصَوِّراً | |
|
| نَزَلَ الكَلامُ عَلَيهِ وَالتَصويرُ |
|
كُشِفَ الغَطاءُ لَهُ فَكُلُّ عِبارَةٍ | |
|
| في طَيِّها لِلقارِئينَ ضَميرُ |
|
لَم يُعيِهِ لَفظٌ وَلا مَعنىً وَلا | |
|
| غَرَضٌ وَلا نَظمٌ وَلا مَنثورُ |
|
مُسلي الحَزينِ يَفُكُّهُ مِن حُزنِهِ | |
|
| وَيَرُدُّهُ لِلَّهِ وَهوَ قَريرُ |
|
ثَأَرَ المُلوكُ وَظَلَّ عِندَ إِبائِهِ | |
|
| يَرجو وَيَأمَلُ عَفوَهُ المَثؤورُ |
|
وَأَعارَ واتِرلو جَلالَ يَراعِهِ | |
|
| فَجَلالُ ذاكَ السَيفِ عَنهُ قَصيرُ |
|
يا أَيُّها البَحرُ الَّذي عَمَّرَ الثَرى | |
|
| وَمِنَ الثَرى حُفَرٌ لَهُ وَقُبورُ |
|
أَنتَ الحَقيقَةُ إِن تَحَجَّبَ شَخصُها | |
|
| فَلَها عَلى مَرِّ الزَمانِ ظُهورُ |
|
اِرفَع حِدادَ العالَمينَ وَعُد لَهُم | |
|
| كَيما يُعَيِّدَ بائِسٌ وَفَقيرُ |
|
وَاِنظُر إِلى البُؤَساءِ نَظرَةَ راحِمٍ | |
|
| قَد كانَ يُسعَدُ جَمعَهُم وَيُجيرُ |
|
الحالُ باقِيَةٌ كَما صَوَّرتَها | |
|
| مِن عَهدِ آدَمَ ما بِها تَغييرُ |
|
البُؤسُ وَالنُعمى عَلى حالَيهِما | |
|
| وَالحَظُّ يَعدِلُ تارَةً وَيَجورُ |
|
وَمِنَ القَوِيِّ عَلى الضَعيفِ مُسَيطِرٌ | |
|
| وَمِنَ الغَنِيِّ عَلى الفَقيرِ أَميرُ |
|
وَالنَفسُ عاكِفَةٌ عَلى شَهَواتِها | |
|
| تَأوي إِلى أَحقادِها وَتَثورُ |
|
وَالعَيشُ آمالٌ تَجِدُّ وَتَنقَضي | |
|
| وَالمَوتُ أَصدَقُ وَالحَياةُ غُرورُ |
|