بَكَتِ الأمُّ وقالتْ تتنهّدْ: | |
|
| ليتني أملك مالاً ليس ينفدْ |
|
|
| من خضارٍ ومِنَ اللحم المُقَدَّدْ |
|
شاهدَ الطفلُ أساها فَبَكاها | |
|
| وقضى الليلاتِ مهموماً مُسَهَّدْ |
|
أعمقَ الآثار فيه تركَتْها | |
|
| فدعا لله يُغْنيها لتسعَدْ |
|
هامَ في الحارات محسوراً كئيبا | |
|
| يزرع الدنيا بعين تترصَّدْ |
|
وإذا بالريح قد ساقت إليهِ | |
|
| بعضَ أوراق نقودٍ تتهدْهَدْ |
|
عَجَباً جاءت إليه طائراتٍ | |
|
| كفراشاتٍ على الرَّوضٍ المُوَرَّدْ |
|
وَثَبَ الطفلُ كما الليثُ عليها | |
|
| وجرَى في إثْرِها يهوِي ويصعدْ |
|
فاقتناها ظافرَ النفس سعيدا | |
|
| طائراً للأمّ والبسمة فرقدْ |
|
عانَقَتْهُ الأمُّ في بِشْرٍ وشكْرٍ | |
|
| شاهدَتْ فيه الأماني تتجدّدْ |
|
عانقتْهُ قَصَّ بُشْراهُ عليها | |
|
| حمِدَاْ الربَّ وَهل إلّاه يُحْمَد؟؟ |
|
خاطبَتْهُ الأمّ في لحن رؤوم: | |
|
| اجتهدْ في الدرس يا طفلي لنرغدْ |
|
إنْ تَحُزْ أعلى الشهادات سَنَشْري | |
|
| منزلاً نأويه من بعد التشرُّدْ |
|
وافقَ الطفلُ بقلب ليس يألو | |
|
| طاعةً، يرجو دموعَ الأمّ تنفَدْ |
|
أرسلتْه الأمّ للحانوت يَشْري | |
|
| بعضَ حاجاتٍ بذا المال المُصَرَّدْ |
|
عادَ محبوراً وقد قرَّرَ شيئاً | |
|
| يجعل الأحلامَ حقاً تتجسَّدْ |
|
رحمةُ الإنسانِ قانونُ ازدهارٍ | |
|
| سِرُّ أنَّ الدِّينَ في الدنيا تَوَطَّدْ |
|
إنما العالم بالعطف يُحَلَّى | |
|
| وبإنسانيّةِ الإنسان يَسْعَدْ |
|
ليس إلا العطف نبراساً منيراً | |
|
|
هل بغير العطف هذا الكون يُوْجَدْ | |
|
| هل على القسوة يَبْقَى ما يُشَيَّدْ؟؟ |
|