عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > خالد مصباح مظلوم > صاحبةُ البقرة *

سورية

مشاهدة
331

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صاحبةُ البقرة *

تقدمة: مناجاة داخلية
يُؤنِّبني ضميري كلَّ يومٍ
لماذا لم تُسَدِّد للعجوزِ؟؟
أقول لهُ: لقد حاولتُ لكنْ
حروبٌ في لُبَيْنانَ العزيزِ
***
وقريتها نَسِيتُ وَمَنْ بَنُوها
وما مِنْ عادتي نكْثُ العهودِ
وأرجو اللهَ أن يمحو ذنوبي
وَيُسكنَهَا بجناتِ الخلودِ
***
لِقاءَ الكيلووَيْنِ مِنَ الحليبِ
فلم يك أيُّ مالٍ في جيوبي
لِقاءَ الكيلووَيْنِ مِنَ الحليبِ
وليس بجعبتي إلا نقودٌ
لِتذكرة الرجوعِ إلى الكثيبِ
وأغلى ما أُحِبُّه في حياتي
حليبٌ طازَجٌ يَشفي لُغوبي
وقد وَاعَدْتها بسدادِ دَيْني
بصيفٍ قادمٍ عمّا قريبِ
ولكنْ لم أعُدْ أبداً إليها
لأن الحربَ دارتْ في الجَنُوبِ
وَرُبَّتَما العجوزُ لدى تَعالى
وقبلَ مماتها لَعَنَتْ هروبي
ولم تَعْلَمْ بأنَّ النَّار شَبَّتْ
بقلبي من وفاء في رسوبِ
سماحاً يا عزيزةُ من إلهي
ومن إحسانكِ المُقْري نيوبي
سَماحاً عَوَّضَ الباري تَعالى
عليكِ بجنةٍ وأَزال حُوبي
ضميري قاتلي وأكاد أذوي
وأقْضي النَّحْبَ مِنْ فَرْطِ النَّحيبِ
وإنْ هي لم تزلْ تحيا بخيرٍ
فَعَوِّضْها بأكثرَ مِنْ نصيبي
إلهي واْشفني مِنْ كلِّ كَرْبٍ
فإنك أنت فَرّاجُ الكروبِ
إلهي اشرح ضميري فُكَّ همِّي
عَهِدْتُك لم تكن إلّا مُجيبي
وتَعْرِفُ نِيَّتي ونقاءَ طَبْعي
وأني ما عَمَدْتُ إلى الهروبِ
ولكنَّ المعارك فَرَّقَتْنا
بعيداً عن إرادتنا الدَّؤوبِ
إلهي آوِهاْ جنَّاتِ عَدْنٍ
لِمَا مَنَحَتْه مِنْ خير صبيبِ
خالد مصباح مظلوم

المناسبة: اصطفْتُ وزوجتي وأطفالي في قرية عين عنوب بلبنان وفي آخر يوم من ‏الصيفية نفدت من جيبي النقود فسألت صاحبة البقرة هل تديَّنينني كيلوين من الحليب ‏أسدد لك ثمنها في الصيفية القادمة إن شاء الله فأجابت: بكل سرور، ولكن في العام ‏التالي حدثت حرب لبنان الأهلية لسنوات طويلة وكانت إحدى حصيلاتها هذه ‏القصيدة والأبيات .‏ ورحت وزوجتي بعد سنوات طويلة بفضل الله وعونه وبفضل قوة ذاكرة قرينتي إلى ‏قرية عين عنوب بلبنان بعد عودتنا النهائية من السعودية إلى سوريا لنسدد للسيدة الدين ‏بأضعاف مضاعفة ووصلنا بيتها وسألنا عنها فقالوا هي في بيروت فقلنا لهم ضعوا هذه ‏الدولارات لها أمانة عندكم لقاء ما استدنته منها من حليب فقالوا لا نقبل لأنها أصبحت ‏بدون وعي ومعها زهايمر فقلنا لهم ولو معها زهايمر أعطوها لها فربما فرحتْ بمرأى ‏الدولارات ولو قليلا كوفاء لها فوافقوا وشكرناهم وأعطونا يومئذ مشمشا لم نذق أعذب ‏منه.‏
التعديل بواسطة: خالد مصباح مظلوم
الإضافة: الثلاثاء 2016/12/13 01:38:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com