إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عبرت أوربا إلى أسيه |
وما انطوى النهار |
كأنما الجبال و البحار |
ربى و أطراف من الساقية |
يطرفها الصغار |
بين شروق الشمس و الغروب |
تعانق الشمال و الجنوب |
ونامت المروج قي القفار |
وأنت يا ضجيعتي كأنك الكواكب البعيدة |
كأنّ بيننا من الكرى جدار |
تضمّك اليدان تعصران جثة بليدة |
كأنني معانق دمي على حجار |
في منزل لصوصة الرياح و الهجير و الغيوم |
مساؤه السكون و النجوم |
وصيحة انتظار |
ترامت السنون بيننا: دما و نار |
أمدّها جسور |
فتستحيل سور |
وأنت في القرار من بحارك العميقة |
أغوص لا أمسّها تصكّني الصخور |
تقطّع العروق في يدي أستغيث آه يا وفيقة |
يا أقرب الورى إليّ أنت يا رفيقة |
للدود و الظلام |
عشر سنين سرتها إليك ياضجيعة تنام |
معي وراء سورها تنام في سرير ذاتها |
وما انتهى السّفار |
إليك يا مدينة السراب يا ردى حياتها |
عبرت أوربا إلى آسيه |
وما انطوى النهار |
وأنت يا ضجيعتي، مدينة نائية |
مسدود أبوابها و خلفها وفقت في انتظار |
** |
نبوءة و رؤيا |
نبوءتك المريرة عذّبتني مزقت روحي |
نبوءتك الرهيبة أيها العراف تبكيني |
رأيت مسالك الأفلاك تهرعبالملايين |
قرأت خواطر الريح |
ووسوسة الظلام كأن حقلا بات ينتحب |
ستنطفيء الحياة و رحت ترسم موعد القدر |
إذا حدجتني الشهب |
هتفت بها غدا سنموت فانهمري على البشر |
لأهون أن أموت لديك وحدي دون حشرجة و لا أنّه من القدر المرّوع يجرف الأحياء بالآلاف |
ولكني أصيخ إلى النهار فأسمع العراف |
يهدّد سوف يهلك من عليها سوف تلتهب |
وتسرب في دمي جنّه |
وحين رقدت أمس رأيت في ظلموت أحلامي |
رؤى تتلاحق الأنفاس منها ثم تنقطع |
أفقت و ما تزال تضيء في خلدي و تندلع |
كما يتفجر البركان في ظلمات ليل دون انسام |
بلا قمر و أن يك في المحاق أكاد أقتلع |
أكاد أمزق الدم في عروقي بارتعاد روحي الحيرى |
أكاد أعانق القبرا |
أرى أفقا و ليلا يطبقان على من شرفه |
ولي و لزوجتي في الصمت عند حدودها وقفة |
نحدق في السماء و نمنع الطفلين من نظر |
إلى ما في دجاها الراعب المأخوذ من سقر |
تطفّأت الكواكب و هي تسقط فيه كالشرر |
تطفّأ تحت ذيل الريح و هي تسفّه سفا |
كأنّ عصا تسوق مواكب الأفلاك في الصحراء من ظلم |
ويلهث تحتنا الآجرّ يزحف تحتنا زحفا |
تضعضع فهو يمسك نفسة ويئن من ألم |
ليهوي حين يغفل حين يعجز ثم ينهار |
دجى نثرت بها نار |
بني إليك صدري فيه فادفن وجهك الطفلا |
بنيّ صه أقصّ عليك أية قصّة عندي؟ |
تفجرت الفقاعة و انتهى أبّد إلى حدّ |
علام أتيت للدنيا |
ليدرك عمرك الليلا |
لتحيا أربع السنوات ثم لتبصر الساعة |
تقوم و لست تدرك ما تراه؟ تريد أن تحيا |
وتجهل أن موتك فيه بعثك أن للدنيا |
نهاية سلّم يفضي إلى أبد من الملكوت |
قلبك؟ آه .. من راعه؟ |
بكاؤك و ارتعابك فيهما لله أحراج |
وباسمها اسائله الحساب: اتصرع الأطفال |
لتشهد لوعة الآباء؟ تسعد قلبك الآمال |
تخيب |
يكاد يهوي من صراخي عنده التاج |
ويهدم عرشه و يخرّ تطفأ حوله الآباد و الآزال |
ويقطر لابن آدم ألما و ينفطر |