فَتِّشْ معي يا ابنَ أمِّي عَن ظِلالِ أبي | |
|
| عَن جَنّةِ البُنِّ عَن مَعرُوشَةِ العِنَبِ |
|
فَتِّش معي عَن بخور الأنبياءِ وعَن | |
|
| جَمرِ المُحبّينَ عَن صُوفيّةِ الطّرَبِ |
|
فَتِّش معي عَن بلادٍ ضيّعَت فَمَها | |
|
| فِي زَحمَةِ الصَّمتِ حتّى غَصَّ باللَّهِبِ |
|
فَتِّش معي عَن بقايا حِكمةٍ حَمَلَت | |
|
| لِلشرقِ والغَربِ ما يُبكِي مِن العَجَبِ |
|
عَن يَقظَةٍ عَاصَرَت خَمسِينَ سُنبلةً | |
|
| بها مِن الجُوعِ ما بالبحرِ مِن كُرَبِ |
|
فَتِّش معي يا شَقيقي عَنكَ عَلَّ يَدًا | |
|
| فِي أول السّطرِ نادَتْنا ولم نُجِبِ |
|
|
يا ابنَ المُقِيمِينَ فِي شُمِّ الجبالِ قُرىً | |
|
| مَن يَكرَهُ الوَحْلَ لا يَمشي على الرُّكَبِ |
|
عانِقْ أمانِيكَ مَهما ذُقتَ مِن تَعَبٍ | |
|
| مَن ذا الذي نالَ ما يَهوَى بلا تَعَبِ؟! |
|
أنت اليَمَانِيُّ مَن لو مَدَّ رَاحَتَهُ | |
|
| إلى السَّماءِ لَحَيَّا النَّجمَ عَن كَثَبِ |
|
فافتَحْ إلى الحُلْمِ بابًا لَم يكن قدرًا | |
|
| أن تَدخلَ الحُلمَ مِن بوابةِ النُّخَبِ |
|
دَع عنكَ ما كانَ مِنهم إنها خُطَبٌ | |
|
| رَنَّانَةٌ لَن تَنَالَ الحُلمَ بالخُطَبِ |
|
أيقَظْتَ بالأمسِ فِينا ماردًا قَلِقًا | |
|
| ما زالَ بالبابِ لَم يَطرُق ولم يَغِبِ |
|
واشْتَقتَ للفَجرِ عَن عَزمٍ وعَن ثِقَةٍ | |
|
| حتى إذا كادَ يَدنُو لُذْتَ بالهَرَبِ |
|
كُن أنتَ يا أنتَ.. لا تَركَن إلى أحَدٍ | |
|
| مِن سَادَةِ النَّارِ أو مِن ساسَةِ الحَطَبِ |
|
إنْ لَم تَكُن أنتَ صَمَّامَ الأمانَ لَهَا | |
|
| ألقَى بها وامتَطَاها كُلُّ مُحتَرِبِ |
|
هذي بلادُكَ يا ابنَ الغُربَتَينِ ويا | |
|
| رُوحًا طَوَاها بِكَفٍ كُلُّ مُغتَرِبِ |
|
لا تَقطَعِ الحَبلَ إنَّا إخوَةٌ ولنا | |
|
| ما لَيسَ لِلناسِ مِن قُرْبَى ومِن نَسَبِ |
|
ما زالَ لِلصُّبحِ بابٌ سَوفَ نَطرُقُهُ | |
|
| حَتى نرى الأرضَ شِبرًا مِن دَمِ الشُّهُبِ |
|
ما زالَ لِلحُبِّ فِينا ألفُ نافِذةٍ | |
|
| نُطِلُّ مِنها وفِيها نَخوَةُ العَرَبِ |
|
ولَم يَزَل لِلتَّآخِي فِي جَوَانِحِنَا | |
|
| شَوقٌ وما زالَ فِينا حاجَةٌ لِنَبِي |
|