عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > السعودية > فيصل الغامدي > عطر المجرّة

السعودية

مشاهدة
452

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عطر المجرّة

ماقلتُ شيئاً كنت أجلس صامتاً حتى
تبخر من دمي كل الكلام!
الآن أبيض.
الآن أبيض كاليمام.
أنا رايتي خفاقةً بيضاء تسبح في
بياضٍ مفترض..،
الآن أشعر بالشفاء من المرض
....
لاشيء يغمرني سوى
ماء السكينة والسلام
وإذا أراد الشعر شيئاً قلت أمهلني..
أفض الاختصام
أو هكذا أحتالُ بالنوم الطويل .
بالحلم
أو بالاحتلام!
إن الحقيقة في السكوت.
كالشمعة الحمراء حين تذوب
في شجن الخفوت
كالحيٌ لا يخشى
ويخشى أن يموت
كالشعر حين نقيمه بيتاً وبيتاً..
ثم تأتلف البيوت
كدبيب صمتٍ ليس يُدركه سوى
ركنٍ..
تلوذ به
إناث العنكبوت!
كالشعر حين نقوله ونظل نبكي
ثم نلجأ للصلاة
وللقنوت..،
قوتاً أريد.
ومجرةً مدرارة بالعطر
تسبح في الوريد
وحمامة ورقاء تأتي من جُهينة
بالرسائل والبريد
وقصيدة صماء لاحرفاً أنقّصه
ولاحرفاً أزيد.
تيناً وزيتوناً والهاماً يغض الطرف
عن باقي حروف الهمهمة
حتى أرى في الكون شيئاً
يستحق الترجمة
شيئاً جميلاً مثل أفكار السحاب المبهمة!
الآن أبيض.
الآن لا أخشى التلعثم أو خيانات التكلّم
أو علامات الوقوف
متصوفاً من دون صوف!
متدثراً أسعى وحيداً بين نازلتي الرهيفة
عند منزلة الحروف.
متلصصاً كالطيف خلف حقيقة المألوفِ
حتى أحتوي كل الطيوف
الآن أبيض.
الآن لاأخشى من اللاوعي كي يسطوا على
وعيي
فيفضح ما أقول
مالا أريد البوح به..
كل الحياة وكل أوراقي وأشجار الفصول
هي كل أسراري ومنطقة التعدي
والقبول
الآن أدرك ما أقول:
لقد انتصرت.
فأنا أجد مالا أقول!
الصمت يأخذني من المعقول
جداً للخفيف
شيئٌ من الشجر الصديق
إذا تكلم بالحفيف
شيءٌ يُخيف ولا يخيف،!
إن المخيف إذا تجاوزنا حدود الحبر
واجتزنا حدود الصمت
كي لانبلغه
كل القواعد حينها ثكلى وأخطاء اللغة
أناصامتٌ جداً وأشعر بالسعادة
من صميمي
إني أضعت الأبجدية حين قلت لها مسافر
فاستقامت حين قلت لها:
أقيمي.
باللالغة
سأحاجج الكون العظيم
وأدمغه
أنا حجتي أقوى لأني صامتٌ
جداً بحق
لقد ابتكرت الآن للصمت المحايد لهجة أخرى
وتأويلاً لطيف.
فعلا أخيراً مستحباً كالرغيف!
شيئٌ من التكثيف
شيء ٌيكون الصمت فيه الضيف والتأليف
والتصنيف
والقمر العفيف،
نحتاج ريشاً أو رفيف
نحتاج ريفاً
نحتاج نهراً أو خريفاً أو خرير
نحتاج طقساً كالحرير
نحتاج وقتاً كي نسير كأننا
فعلاً نطير
وقتاً خفيفاً مثل طيفٍ أو سحابة
نحتاج وقتاً كي نحس بأننا غرباء حقاً
أو صحابة
البرد في الكلمات قارس
والليل في الكلمات بارد
والريح عانس!
فمتى نمارس ذاتنا حقاً كأنا لانُمارس
في غابة اللغة الأليفة
أحتاج أن أمشي بغير مرافق مني
وحارس
ألغيت كل دفاتري
ومضيت لا قصد لكي لا أبلغه
من دون قيدٍ أو لسانٍ أو لغة
هذا هو الإنسان ماقبل اللغات
قبل الكلام وقبل فعل الثرثرة
يمشي ليعشق أو يسافر
أو يصاحب محبرة
يمشي بصمتٍ ربما أدركه قيساً
في توجده..
فيصمت عنترة.
فيصل الغامدي
التعديل بواسطة: فيصل الغامدي
الإضافة: الجمعة 2016/12/23 04:40:06 مساءً
التعديل: الجمعة 2016/12/23 04:53:57 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com