إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عُدْ بنا يا قطار ْ |
فالظلام رهيبٌ هنا والسكونُ ثقيلْ |
عُدْ بنا فالمدَى شاسعٌ والطريقُ طويل |
والليالي قِصارْ |
عدْ بنا فالرياحُ تنوحُ وراءَ الظلالْ |
وعُواءُ الذئابِ وراءَ الجبالْ |
كصراخِ الأسى في قلوبِ البشرْ |
عُدْ بنا فعلى المنحدَرْ |
شَبحٌ مكفهرٌّ حزينْ |
تركتْ قَدَماهُ على كلِّ فجرٍ أثرْ |
كلُّ فجرٍ تقضّى هنا بالأسى والحنين |
شَبحُ الغربةِ القاتلهْ |
في جبال الشّمالِ الحزينْ |
شبحُ الوَحدةِ القاتلهْ |
في الشمالِ الحزينْ |
عد بنا قد سئمنا الطَّوَافْ |
في سُفُوحِ الجبال وعُدْنا نخافْ |
أن تطولَ ليالي الغيابْ |
ويغطي عُوَاءُ الذئابْ |
صوتنا ويعزُّ علينا الإيابْ |
عُدْ بنا للجنوبْ |
فهناكَ وراءَ الجبالِ قلوبْ |
عدْ بنا للذينَ تركناهُم في الضبابْ |
كلُّ كفٍّ تلوِّحُ في لهفةٍ واكتئابْ |
كل كفٍّ فؤاد |
عدْ بنا يا قطارُ سئمنا الطَّوَافَ وطالَ البعادْ |
وهنالكَ همسٌ عميقْ |
لاثغٌ خلفَ كلِّ طريق |
في شعابِ الجبالِ الضِّخامْ |
ووراءَ الغمامْ |
في ارتعاشِ الصَّنَوْبرِ في القريةِ الشاحبهْ |
في عُوَاءِ ابن آوى وفي الأنجمِ الغاربهْ |
في المراعي هنالكَ صوتٌ شَرُودْ |
هامسٌ أن نعودْ |
فهناكَ بيوتٌ أُخَر |
ومراعٍ أخرْ |
وقلوبٌ أخرْ |
وهناكَ عيونٌ أبَت أن تنامْ |
وأكفٌّ تضمُّ الدُّجَى في اضطرامْ |
وشفاهٌ ترددُ أسماءنا في الظلامْ |
وقلوبٌ تُصيخُ لأقدامنا في وُجومْ |
وتنادي النجومْ |
في أسًى وسكونْ: |
ومتى يا نجومُ سيذكرنا الهاربونْ? |
ومتى يَرْجعونْ? |
لحظةً سنعودْ |
لن يرانا الدُّجَى ها هنا سنعودْ |
سنعودُ سنطوي الجبالْ |
ورُكَامَ التلالْ |
لن ترانا ليالي الشمالْ |
ها هنا من جديدْ |
لن يحسَّ الفضاءُ المديد |
نارَ آهاتِنا في المساءِ الرهيبْ |
في سكونِ المساءِ الرهيبْ |
** |
عُدْ بنا يا قطارَ الشمالْ |
فهناكَ وراءَ الجبالْ |
الوجوهُ الرقاقُ التي حجَبَتها الليالْ |
عُدْ بنا عُد إلى الأذرُعِ الحانيهْ |
في ظلالِ النخيلْ |
حيثُ أيامُنا الماضيهْ |
في انتظارٍ طويلْ |
وقفتْ في انتظار |
تتحرى رجوعَ القطارْ |
لتسير مع السائرينْ |
حيثُ أيامُنا تسألُ العابرينْ |
واحدًا واحدًا في حنينْ |
ومتى عودةُ الهاربينْ? |
** |
لنعُدْ فهناكَ نشيد قديمْ |
حولَنا هامسٌ بالرُّجوعْ |
ما أحبَّ الرجوعْ |
بعد هذا الطوَاف الأليمْ |
في جديبِ الشِّعابْ |
حيث تَعْوي الذئاب |
لنعدْ فالدُّجَى بارد كالجليدْ |
وهنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدْ |
أذرعٌ دافئهْ |
لنعدْ فالجبالُ تكشِّرُ عن ليلها المظلمِ |
وهنالكَ خلفَ الدُّجَى المبهَمِ |
صوتُ أحبابنا في الظلامِ السحيقْ |
نابضًا بالحنينِ العميقْ |
صوتُهم مُثقلاً بالعتابْ |
صوتُهم ردّدته الشِّعابْ |
صوتُهُم في سكون المكانْ |
دائرٌ كالزمانْ |
لنعُدْ قبلَ أن يقضيَ الأفعوانْ |
بفراقٍ طويلٍ طويلْ |
عن ظلالِ النخيلْ |
عن أعزائنا خلفَ صمتِ القفارْ |
عدْ بنا يا قطارْ |
فالليالي قصار |
وهنالكَ أحبابُنا في أسًى وانتظارْ |