إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
جنون العالم الدامي و تصخاب الردى فيها |
تضجّ بها حشود الحزن ما ضجّت لياليها |
بلى ما في متاهات المنافي ضفّة ٌ للنهر سكرى من أغانيها |
ولا شمسٌ مع الصبح استفاقت في روابيها |
دروب الموت أنهارٌ من الأسفلت والأجسادْ |
دروبٌ كالحبال السود شدّتني بلا ميعادْ |
والآهات والحسره.. |
تمادتْ يا ظلام القبر لا موتٌ ولا ميلادْ |
بلْ حيٌّ يرى قبره! |
وقلبٌ ظلَّ يسبح في عبير الماء والطين ِ |
فجنّات الصبا والروح نامتْ في شراييني |
خيالٌ من رؤى الذكرى.. |
وذكرى في دواويني |
أتتني من عويل الريح ذكراها لتحييني |
من الموت الّذي أمسى |
كظلّي لا يجافيني..! |
*** |
آه يا سيدة الأحلام آه |
يا رحيلا ً في فؤادي منتهاه! |
يا سناً يزداد نوراً كلّما جدَّ الظلامْ |
في طريقي.. |
وخيالا ً فيه أحيا.. وسأحيا.. |
في كهوف الموت رغم الموت والليل العنيدْ |
ثمَّ أحيا من جديدٍ.. من جديدْ |
حينما يسقط ستر الليل والفجر يعودْ |
ذاتَ يوم ٍ سأعودْ.. |
من دروب الموت رغم الموت أو ما وشوشته الريح من لحن ٍحزينْ |
ذاتَ يوم ٍ سأعودْ.. |
يا مواويلا ً وذكرى في خيالي |
يا خيالاتٌ تكفُّ الموت عنّي والليالي |
سوف أحياكِ حقيقه! |
مرّة ً أخرى إذا ما وجد القلب طريقه |
نحو ماضيَّ الّذي كان و كانْ! |
نحو أيام الصبا والعنفوانْ |
وسأبني من رمال الشط بيتاً |
فيه من جنّة أحلامي حديقه! |
*** |
سرقتُ من الدجى نفسي! |
وجئت لها، أسابق صهوة الريح ِ |
ولكنْ حينما لاحتْ، أهاجتْ لي تباريحي |
ولم أرَ غير ذكرى لفّها أمسي! |
فأين النور أين العطر، أين طفولتي فيها |
وأين طفولة الأشياء؟ |
خبَتْ أضواء ماضيها.. |
فأين فراتنا المعطاء؟ |
والشمس الخريفيه.. |
طروباً كان صوت الماء |
موسيقى.. وأغنيّه |
فأين تلاشت الأصداء |
والأضواء.. والروح الفراتية؟! |
*** |
أين ولّى ذلك الزهو اللذيذْ؟ |
حين أقبلتُ وفي قلبي حنينٌ وأنينْ |
آه يا سيدتي.. هل تذكرين؟ |
كانت الأشياء يغريني صباها |
في ثناياها أذوبْ.. |
في عبير الطين والأشجار والعشب |
وفي صمت الغروبْ |
في ربيع الأرض لمّا أتلاشى في مداها |
ثملا ً أطوي الدروبْ.. |
طفلة ً كنتِ وطفلا ً كنتُ إذ ألعابنا ماءٌ و طينْ! |
آه يا مأتم روحي ودمي.. هل تذكرينْ؟ |
*** |
أماتتْ جنّة الأحلام؟ |
أم دارت عليها دورة الأيام؟ |
فضاعتْ بهجة الماضي |
وضاق العالم الأرحبْ |
فلا طيرٌ بها يشدو |
ولا طفلٌ بها يلعبْ.. |
وعطر الأمس والأنغام |
تلاشت في دياجيها.. |
تُرى ماذا جرى فيها؟ |
أغابتْ في فضاء الروح؟ |
أم أنَّ الهوى مُتعَبْ؟! |
هواها كان بي طفلا ً.. |
وكانت قد أحبتني |
ولكنَّ الحبال السود شدّتني |
بعيداً.. ثمَّ أدمتني.. |
وتاه القلب في دوّامة الريح ِ |
وشابتْ مهجتي ما بين تبريح ٍ وتجريح ِ |
وجنّات الصبا شابتْ.. |
وذابتْ في دجى روحي.. |