إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بقاياكَ قد لطّختها الدماء |
فألوانها من دماء البشرْ |
يغلّفها الليل فهي انطفاء |
ظلامٌ يلفُّ ضياء القمرْ |
حبالٌ من الموت حول الرقابْ |
وأشباح موتى تريد السرابْ |
تريد المطرْ .. |
تريد النشور.. |
تريد انبعاث الحياة الجديدْ |
تريد انصهار الحديدْ .. |
وتبقى تُسائلُ وجه السماء |
متى يا تُرى يستفيق القدرْ؟ |
..... |
وعاد الخريفْ .. |
كأنَّ ارتعاشاته والمساء |
تذكرني باختناق الضياء |
هنالك تغفو وراء النخيلْ |
نجومٌ .. ونفسي تريد الرحيل |
إليها .. إلى الموت والمستحيل |
هناك ضفافُ الهوى والجمال |
كم اهتزَّ قلبي عليها ومال |
سأمضي إليها، لعلَّ السنا |
لعلَّ المنايا، لعلَّ المُنى |
تُعيد لقلبي ولو بالخيال |
سنا ما تبقّى له من ضياء .. |
..... |
وعاد الخريف .. وعاد الهوى |
تململَ .. عربدَ .. ثمَّ انطوى |
وعاد الحنين، وعاد الغناء |
غناءٌ به عنفوان البكاء .. |
فأوراق هذا الخريف الحزين |
تُذكّرُ بالموت .. موت السنين |
فأيَّ انتهاء .. |
وأيَّ اكتئابٍ لدى البائسين |
وأيَّ ارتقابٍ لدى الأبرياء |
ليوم الخلاص الأخير |
وأيَّ احتضار ٍ .. وأيَّ انتظار |
لضوء النهار .. |
..... |
بقايا وقد لطّختها الدماء |
فألوانها من دماء البشرْ |
يغلفها الليل فهي انطفاء |
ظلامٌ يغطّي ضياء القمرْ .. |
وخلف المدى.. |
حشودٌ من الموت خلف المدى |
تحاصر بالضفتين الندى |
وشيءٌ من الوهم والمستحيل |
ينازعني للرحيل..! |
وأشباح موتى تلوك السرابْ |
وريح الردى.. |
لها في قفار الزمان انتحابْ.. |
ورغم المنايا ورغم الظلام |
ورغم الردى |
يلوح من الداجيات الغمام |
وللرعد خلف الليالي صدى |
به موعدٌ للمطر .. |
وفي الغاب يعلو صريخ الذئابْ |
كأني أحسُّ اختفاء القمرْ |
إذا غاب خلف الدجى واستترْ |
يُخبّئُ في مُثقلات السحابْ |
نهاية أسطورة البائسين .. |
وتبقى دماء الغروب الحزين |
على الأفق حتى يُفيق القدر! |
من الموت من عنفوان الدماء |
وصمت الحجر.. |
من الليل من مكمن المستحيل |
قضاءٌ نما في دماء البشر |
سيأتي المطر..! |