عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > جميل داري > بين لحظتين

سورية

مشاهدة
763

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بين لحظتين

رحلَ القديمُ بعذبهِ وعذابهِ
وأتى الجديدُ وها أنا في بابهِ
كم كنتُ أسعى أن أمسَّ سماءهُ
لكنّني ما زلتُ طوعَ ترابهِ
كم كانتِ الأحلامُ ساطعةَ الرّؤى
حتى توارَتْ في كهوفِ خرابهِ
وسألتُهُ عني وعمَّا حلَّ بي
أصبحْتُ ريشاً في مهبِّ جوابهِ
لم يكثرثْ بذبولِ عمرٍ آفلٍ
ومضى يردُّ الموتَ عن أسلابهِ
العذبُ عاشَ وماتَ ولم أهنأْ بهِ
وظللتُ مأخوذاً بزيفِ سحابهِ
أما العذابُ فرحلةٌ قسريةٌ
في برّهِ..في بحرهِ وعبابهِ
فكأنَّ هذا القلبَ صبٌّ هائمٌ
فيعيدُ مجدَ هيامهِ وشبابهِ
كانَ الهشيمُ حصادَ قلبٍ خائبٍ
و لكم رعى الأحلامَ في أعشابهِ
الأمسُ غابَ.. وجاءَ يومٌ غيره
وكلاهما بالروحِ ليسَ بآبهِ
ما أقصرَ العمرَ الطويلَ فإنهُ
كدقيقةٍ في حلّهِ وذهابهِ
وتكسَّرتْ كلُّ النوافذِ في يدي
لم أجنِ من عملي سوى أتعابهِ
العمرُ ماضٍ والزمانُ يحثهُ
ويكادُ أن يودي بكلِّ صوابهِ
كم كانَ حلمي ثائراً لا يرعوي
ويؤجّجُ الدنيا بعودِ ثقابهِ
والآنَ قدخمدَ اللهيبُ جميعه
لم يبقَ غيرُ رمادهِ وهبابهِ
كم تسخرُ الأيامُ من شرفاته
أو تُسدلُ الأكفانُ فوقَ قبابهِ
في نصفِ هذا الليلِ يرحلُ عالمٌ
ويجيءُ آخرُ في جميلِ ثيابهِ
وأظلّ أبدأُ من جديدٍ رحلة
عبرَ الزمانِ بشهدهِ وبصابهِ
عانيتُ من زمني الوعيدَ فإنهُ
ما كفَّ يوماً عن قبيحِ خطابهِ
لا فرقَ بينَ قديمهِ وجديدهِ
فكلاهما يقتاتُ من إرهابهِ
الصبرُ ولّى.. لم يعدْ متحمّلا
للصبرِ حدٌّ فاضَ في تسكابهِ
عمرٌ تنصّلَ بغتةً من عمره
وبقيتُ مرميّاً على أعتابهِ
حلّ الغرابُ فلا حمامَ بعالمي
شتّانَ بينَ حمامهِ وغرابهِ
عامٌ مضى.. عامٌ يجيءُ.. كلاهما
مستهترٌ بزميلهِ المتشابهِ
ويقولُ لي عامي الجديدُ:هلا هلا
فأقولُ:هل سأعيشُ في جلبابهِ
فغداً ..غداً ضيفٌ ثقيلٌ قادمٌ
أهلاً بهِ وبمرِّ.. مرِّ شرابهِ
ماذا سأفعلُ غيرَ دفعَ شرورهِ
لا خيرَ يبدو في شريعةِ غابهِ
ماذا سأفعلُ والزمانُ يحثّني
لأكونَ رغمَ الأنفِ من أذنابهِ
لكنني لا أستطيعُ رضاءه
وعليّ ألّبَ كلّ جيشِ كلابهِ
صدري يضيقُ ولا تضيقُ بناته
حتى غدا يبكي طلولَ رحابهِ
كم كانَ يطلعُ منهُ نجمُ قصائدي
تترى ويغفو الحبُّ في أهدابهِ
لا نجمَ بعدَ اليومِ يبدو تِربهُ
فلقد تخلّى اليومَ عن أترابهِ
كلّ الذي في جعبتي ما عادَ لي
روحٌ محطّمةٌ وراءَ إهابهِ
بيني وبين الوقتُ سوءُ تفاهمٍ
إيّاكَ
فالوقتُ يأخذني على تيّاره
ما زلتُ أحسو الشعرَ من أنخابهِ
وأنا الذي لا برَّ لي.. لا بحرَ لي
إني أراني في خضمِّ يبابهِ
الوقتُ يمضي مذعناً مستسلماً
لا فرقَ بين حضورهِ وغيابهِ
كم قد ضحكتُ وكم بكيتُ سدىً سدىً
لم يبقَ لي غيرُ الصّدى ورهابهِ
مرّ القديمُ بعذبهِ وعذابهِ
وأتى الجديدُ وها أنا في بابهِ
قد كنتُ آمل أن يؤجّجَ نجمتي
ما زالَ نجمي مطفأً.. ماذا بهِ..؟
جاملتهُ.. وفرشتُ أشعاري لهُ
ورجعتُ دونَ ثنائهِ وثوابهِ
بل رحتُ أحلمُ كيفَ أنجو سالماً
فوجدتُ نفسي لقمةً في نابهِ
يجتّرني وكأنّني علفٌ لهُ
ولكمْ خُدعتُ بلطفهِ وعتابهِ
يا أيّها العامُ الجديدُ ..ولا جديدَ
لديكَ غيرَ تفاؤلي وسرابهِ
وغداً ستغدو مثلَ غيرِكَ آفلاً
وأسيرُ كالأعمى وراءَ ضبابهِ
جميل داري

بينَ لحظتينِ " ربَّ يومٍ بكيتُ منهُ فلمّا...صرتُ في غيرهِ بكيتُ عليهِ " إلى العامِ الجديدِ الذي سيغدو قديماً: 31/12/2010
بواسطة: جميل داري
التعديل بواسطة: جميل داري
الإضافة: الأحد 2017/01/01 03:31:29 مساءً
التعديل: الأحد 2017/01/01 03:46:25 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com